بوسطة تستهدف التوسع في دبي والسعودية بنهاية العام الجاري

جمعت شركة “بوسطة”، وهي شركة مصرية ناشئة في مجال الشحن والتوصيل والتي تقدم خدماتها إلى شركات التجارة الإلكترونية، نحو 6.7 مليون دولار في الجولة التمويلية الأولى من الفئة أ ، لتعزيز توسعها في ظل منافستها الشركات الأخرى في السوق بما في ذلك Fetchr و Aramex.

وتخطط الشركة التي تتخذ من القاهرة مقرًا لها، للتوسع في دبي والمملكة العربية السعودية بحلول نهاية عام 2021، وتستهدف تحقيق مليون عملية تسليم شهرية، بحسب الرئيس التنفيذي للشركة محمد عزت.

جولة تمويلية

قادت جولة التمويل شركة رأس المال الاستثماري الأردني Silicon Badia، مع مشاركين آخرين بما في ذلك شركة 4DX Ventures الاستثمارية التي تركز على السوق الأفريقية، إلى جانب مستثمرين سعوديين لم يكشف عنهم ومستثمرون ملاك.

يأتي ذلك في أعقاب جولة تمويلية بقيمة 1.8 مليون دولار تم تأمينها في عام 2020 من مجموعة DPDgroup الأوروبية لتوصيل الطرود، ما يرفع إجمالي التمويل المجمع حتى الآن إلى حوالي 9 ملايين دولار تقريبًا.

تقوم بوسطة حاليًا بتنفيذ حوالي 300 ألف عملية توصيل شهريًا في مصر وتشير التقارير إلى أنها تعمل مع 3 آلاف شركة، بما في ذلك أمازون ونون وجوميا.

توفر الشركة الناشئة مجموعة متنوعة من الخدمات لشركات التجارة الإلكترونية، بما في ذلك خدمة التسليم في اليوم التالي، وتتبع طلبات الشراء، والإرجاع والاستبدال، وتحصيل النقود. يقول عزت: “إنهم يركزون على البيع، ونحن نركز على العمليات وخدمات التوصيل”. تضم الشركة نحو 210 موظفًا وشبكة تشمل حوالي 500 سائق.

مواجهة التحديات

أعربت الشركة الاستثمارية Silicon Badia عن إعجابها بما أنجزته بوسطة في قطاع مليء بالتحديات وسوق إقليمي رئيسي.

يقول نامق الزعبي، الشريك الإداري لشركة Silicon Badia: “الأرقام تتحدث عن نفسها”. وأضاف: “هذه الشركة في طريقها لمضاعفة مؤشرات الأداء الرئيسية الخاصة بها هذا العام بنحو ثلاث مرات، بجانب الحفاظ على تجربة عملاء ممتازة، وهو أمر بالغ الأهمية في هذا المجال”.

شارك عزت في تأسيس “بوسطة” بعد أن شغل سابقًا منصب مدير العمليات لشركة Lynks، وهي شركة تجارة إلكترونية مصرية. من خلال تلك التجربة، لاحظ وجود فجوة بين الخدمات اللوجستية والتجارة الإلكترونية في مصر، ولا سيما فيما يتعلق بعمليات تسليم الميل الأخير، أي تسليم المنتجات إلى العملاء، والذي يعتقد أنه يعيق نمو تجارة التجزئة عبر الإنترنت.

في البداية، عملت بوسطة عبر عمليات التسليم عند الطلب في اليوم نفسه، لكن عزت وجد في النهاية أن هذا النهج يجعل من الصعب على الشركة منافسة Aramex أو Fetchr. لم يكن العملاء على استعداد لدفع مبلغ إضافي مقابل عمليات التسليم في اليوم نفسه للعديد من المنتجات. يقول عزت كان الحل هو التوجه إلى عمليات التسليم في اليوم التالي “توصيل تاني يوم”. يقول: “كان الفارق بين الطلبات في اليوم نفسه والطلبات في اليوم التالي هائلاً”.

واليوم، تعمل بوسطة مع شركات التجارة الإلكترونية من جميع الأحجام، ولكن تركيزها الرئيسي هو خدمة الشركات الصغيرة، والتي يقول عزت إنها تكافح من أجل توسيع نطاق أعمالها نظرًا إلى العقبات اللوجستية.

يتضمن ذلك تسهيل عمليات إدارة الأموال، وهي مشكلة رئيسية تعاني منها شركات التجارة الإلكترونية في الاقتصاد القائم على النقد في مصر.

كما تعمل بوسطة مع شركة المدفوعات المصرية فوري، والتي كانت أيضًا من أوائل المستثمرين في الشركة. يسمح ذلك للتجار بإنجاز المعاملات المالية عبر الإنترنت والحصول على النقد من خلال الأكشاك التي تديرها فوري في مصر.

تأثير كوفيد-19 على التجارة الإلكترونية

أشارت بوسطة إلى أنها سلمت حوالي 4 ملايين طرد حتى الآن، بما في ذلك 2.5 مليون طرد خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، ويعود ذلك إلى تأثير كوفيد-19 على التجارة الإلكترونية، وفقًا لعزت الذي قال أن شركته الآن أصبحت رائدة في سوق توصيل طلبات التجارة الإلكترونية في مصر، وتتطلع الشركة إلى تحقيق الأرباح. إلى جانب التوسع، تتطلع أيضًا إلى تكامل الأعمال، (بمعنى إدارة المخزون في المستودعات) وخدمات الشركات B2B، بما في ذلك العمل مع شركات خارج نطاق التجارة الإلكترونية، مثل البنوك.

رغم إن بوسطة تواجه المنافسة من شركات مهيمنة في القطاع، لا تزال هناك فرصة أمامها للانضمام إلى المشهد المتنامي للتجزئة الإلكترونية في المنطقة. حيث بلغ حجم سوق التجارة الإلكترونية في دول مجلس التعاون الخليجي وحده 24 مليار دولار في عام 2020 ومن المتوقع أن يتضاعف تقريبًا ليصل إلى 50 مليار دولار بحلول عام 2025، وفقًا لشركة الاستشارات Kearney.

فيما واجهت شركة Fetchr المنافسة التي تتخذ من دبي مقراً لها مؤخراً بعض التحديات كذلك، رغم جمعها تمويل كبير وإجراء أكثر من 28 مليون عملية تسليم منذ إنشائها في عام 2012. إذ خضعت الشركة لإصلاحًا شاملاً في عام 2020، بما في ذلك تغييرات في القيادة والاستراتيجية.

وفي النهاية، يرى مستثمرو بوسطة أن هناك فرصة لنمو لاعب لوجستي آخر. يقول فواز الزعبي، رئيس مجلس إدارة شركة Silicon Badia، كانت تواجه دائمًا ما يعيقها إن التجارة الإلكترونية، بدءًا من المدفوعات إلى تجزئة السوق. يقول الزعبي: “نحن متحمسون لرؤية شركات مثل بوسطة تظهر أخيرًا لحل بعض هذه المشكلات ومساعدة التجارة الإلكترونية على تحقيق إمكاناتها الكاملة في منطقة أصبحت الآن” نشطة “رقميًا”.