Fintech egypt ترصد عوامل توسع شركات التكنولوجيا المالية في الخدمات الموجهة للمرأة

في وقت تُحقق فيه رائدات الأعمال ومالكات المؤسسات الصغيرة ومتوسطة الحجم على مستوى العالم فارقًا كبيرًا هو الأعلى على الإطلاق من حيث خلق فرص العمل ودفع التغيير في مجتمعاتهن وتغذية الابتكار، إلا أننا لا نزال نشهد ذلك الفارق يتحقق بشدة في البلدان ذات الدخل المرتفع، فيما لا تزال البلدان منخفضة الدخل تُعاني من قيود معينة يتعين على النساء التغلب عليها مقارنة بنظرائهن من الرجال.

وفي منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وبالرغم من تسجيل ارتفاع في معدلات ريادة الأعمال لدى النساء، إلا إن بعض المعتقدات الثقافية بين الجنسين والقيود المفروضة على مشاركة المرأة في سوق العمل لا تزال تتسبب في انخفاض تلك المعدلات في بعض البلدان.
ومع أن التمويل الرقمي قد أصبح يُمثل السوق الأكبر والأسرع نموًا حول العالم، إلا أن خدمات ومنتجات التكنولوجيا المالية المُقدمة للنساء لا تزال قليلة للغاية، خاصة مع وضع الاحتياجات الخاصة بالمرأة في الاعتبار، إلا إن شركات التكنولوجيا المالية بدأت تعمل على تصحيح هذه الفكرة من خلال الاستماع إلى عملائها من الإناث وتصميم حلول تكنولوجيا مالية خاصة بهم أكثر من ذي قبل.
ومع النمو المتسارع للاقتصاد النسائي، ترصد “فينتك إيجيبت” مجموعة متنوعة من العوامل التي عززت ذلك النمو، فيما تُقدم توصياتها في ختام المقالة لدعم المرأة في مجتمع الأعمال.
التعليم
أصبح الوصول السريع والسهل إلى التعليم عرب الإنترنت أحد الدوافع الرئيسية المُعززة لاقتصاد المرأة في عصرنا الحالي، خاصة بعد أن دفعت الجائحة الأشخاص إلى الاعتماد الكبير على الأدوات والبرامج عبر الإنترنت في التعليم، وبذلك تستخدم المرأة تلك الموارد للسعي وراء شغفهن من خلال تلقي مجموعة متنوعة من الدورات التدريبية عبر الإنترنت بهدف الحصول على وظائف ذات رواتب مرتفعة.
وتعد التكنولوجيا المالية أحد الصناعات التي تهتم بها النساء، ويوفر التعليم المالي الرقمي وبناء المهارات من خلال البرامج عبر الإنترنت فرصة عظيمة وإطار عمل للمرأة لسد الفجوة بين الجنسين.
التحيز ضد النساء في المناصب القيادية
تشهد المناصب الرئيسية في الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا المالية نقصًا في دور المرأة، وخاصة في مناصب أعضاء مجلس الإدارة وإدارة المنتجات وفرق التكنولوجيا ومجالات أخرى، ما يُظهر تحيزًا من الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية ورجال الأعمال إلى الرجال في مراحل مختلفة مثل نمذجة الأعمال وتطوير المنتجات.
وبالرغم من أن الأبحاث قد كشفت عن وجود نسبة متوازنة إلى حد ما بين الموظفين من الرجال والنساء بشكل عام، فلا ينطبق ذلك الحال عندما يتعلق الأمر بالمناصب الاستراتيجية الرئيسية.
ومع الاقتصاد النسائي المتصاعد بشكل كبير، يجب تغيير وجهة النظر من خلال بناء مؤسسات متنوعة وغير متحيزة جنسيًا باعتباره عنصرًا ذا أولوية لشركات التكنولوجيا المالية.
وبعد استكشاف التحديات التي تواجهها النساء في مجال العمل اليوم، نسرد أدناه بعض الحقائق والأرقام القائمة على الأبحاث، حيث أظهرت الشركات التي تتنوع بين الجنسين في مناصب أعضاء مجلس الإدارة احتمالية بنسبة ٢١٪ لتحقيق أرباح أعلى من المتوسط، و٢٧٪ احتمالية للحصول على قيمة أكبر على المدى الطويل.
وأظهر صندوق النقد الدولي أن إضافة كل امرأة في الإدارة العليا أو في مجلس إدارة الشركة يؤدي إلى زيادة ٨ إلى ١٣ نقطة أساس في العائد على الأصول.
وأظهرت الدراسات أن ٥٧٪ من الشركات أن برامج التنوع والشمول تؤثر بشدة على رضا العملاء، وأن ٦٩٪ منها تُحسن صورة العلامة التجارية.
اتخاذ القرارات الكبيرة مع الوعي بالمخاطر
وأظهرت دراسات حديثة أن النساء يستغرقن وقتًا أطول في جمع المعلومات الخاصة باتخاذ الإجراءات المالية الكبيرة، حيث ذكرت “إنفيستمنت نيوز” أن ٧٢٪ من مستشاري الثروة يعتقدون أن المرأة تستغرق وقتًا لاتخاذ القرارات، فيما ذكرت “إل بي إل فينانشيال” أن ٤٤٪ من النساء يقولون إن تعلم المزيد عن التخطيط والاستثمار هو أولويتهن القصوى عند العمل مع مستشار.
ويرصد التقرير الذي نشرته “فنتك إيجيبت” عدد من التوصيات لزيادة مشاركة المرأة في مجال التكنولوجيا المالية كالتالي:
أولا: هي التركيز على دعم المرأة في النشاط التجاري عالي النمو، فحسبما ذكرنا أعلاه أن الاقتصاد النسائي يزدهر في مساهمته الملحوظة في الاقتصاد العالمي والمجتمعات الدولية، حيث تشهد ريادة الأعمال العديد من الحلول المبتكرة بقيادة النساء والتي يمكن أن تُسهم في حل العديد من المشاكل، فيما يشهد العالم تحولاً بطيئًا لكنه ثابت حول سيدات الأعمال وإمكانات نموهن العالية.
ثانيًا: تشجيع وتمكين المستثمرات؛ حيث تواجه العديد من صاحبات الأعمال تحديات، سواء كانت صعوبة الوصول إلى المعلومات أو التعليم أو فرص التواصل أو التمويل المباشر.
ثالثًا: هي دعم صاحبات الأعمال في القطاعات التي يهيمن عليها الذكور، فهناك العديد من البرامج التدريبية والمناهج التي تستهدف ريادة الأعمال النسائية لتلبية قطاعات السوق التي تكون فيها المرأة ممثلة بالفعل بشكل جيد، ولكن من الأهمية بمكان أيضًا الانتباه إلى النساء اللائي يعملن في قطاعات السوق التي يهيمن عليها الذكور، مثل برامج حاضنة ومسرعات الأعمال التي تركز على شركات التكنولوجيا والهندسة أو المجالات الأخرى.

اقرأ أيضا..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.