نحن في زمن التكنولوجيا المالية

بقلم دكتور محمد العنتبلي رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بإتحاد بنوك مصر

التسعينات سميت بحقبة الدوت كوم مثل , Yahoo.com, Hotmail.com, AOL.comومعها ظهرت مقولة أن “الأسرع يأكل الأبطأ” بدلا عن المقولة التقليدية “السمك الكبير يأكل السمك الصغير” أو أن الأكبر يأكل الأصغر كما يحدث في الاستحواذات M & A.

فهل هذه المقولة تحققت، وهل ستتحقق مرة أخرى!

مع بداية القرن الجديد عام 2000 وفى حقبته الأولى ظهرت ال    E أي Electronic مثل e-mail, e-banking, e-finance, e-learning وكانت شركات التكنولوجيا المالية هي مورد للبنوك vendor وظهرت العديد من التطبيقات للعملاء لمتابعة الحسابات ثم لإرسال تعليمات للبنوك بعمل تحويل أو فتح اعتماد مستندي أو طلب دفتر شيكاته…… في هذا الوقت أي عام 2000 قمت بكتابة مقالة تخيلية أو رؤية لما ستكون عليه العمليات المصرفية للبنوك في عام 2020 (أي بعد 20 عام!).

واليوم في عام 2022 بعد تحول ال E  إلى D أي رقمنة أو ديجيتال وبما أنى كنت وسأظل فقط “مستخدم متقدم للتكنولوجيا ” أي أقوم باستخدام أو طلب أو تصميم التطبيقات والوظائف الموجودة بها وتطويرها من ناحية واجهة المستخدم  فقطfront end ولكن لست الخبير بدروبها الداخلية وكيفية تنفيذ الوظائف فنيا back end ، وعليه أرى أن D هي تطور ال E بدليل وأحمد الله أن البريد الإلكتروني E-mail  لا يزال محتفظا بتنافسيته وبإسمه ليذكرنا بذلك.

من ناحية قامت شركات التكنولوجيا المالية بالتوغل في مجال الخدمات المالية عن طريق Forward Acquisition وهي نظرية معروفة بالاستحواذ على أو الدخول في أعمال عملائك (كما يوجد Backward Acquisition بالاستحواذ أو الدخول في أعمال الموردين)، وأهم ما ميزهم وساعدهم في تحقيق ذلك هو السرعة والابتكار.

ومن ناحية أخرى قامت بعض البنوك بإنشاء بنية تحتية وقطاعات للتحول الرقمي بناء على نظرية buy or produce وقامت أيضا بإنشاء بنوك رقمية.

وقد يرى البعض أن العلاقة بين البنوك وشركات التكنولوجيا المالية هي منافسة، ويرى البعض أنها تكامل وأرى أنها مزيج من الإثنين… وأيا كان الوضع فإن المفارقة أنه حتى مع ظهور كوفيد والتسارع المحموم والمحمود نحو الرقمنة وتحقق الكثير فلا يزال بعض ما ذكر في مقالة لي منذ 20 عام لم يتحقق! فهل سنراه قريبا أم بعيدا! أم سنرى تطورا أكبر أو أسرع سواء من شركات التكنولوجيا المالية أو البنوك أو لاعبين جدد!

ختاما أترككم مع مقالتي المنشورة في عام 2000 والتي تتضمن عرض بعض ما كان موجودا وقتها ورؤية للعام 2020، مع كل عملنا ودعمنا لتطوير الرقمنة من أجل خدمات أفضل ومستقبل أفضل لمصر وكل العالم.

اقرأ أيضا..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.