خسائر “سويفل” المصرية مهددة بالتضاعف إلى 90 مليون دولار هذا العام
شركة النقل التشاركي الناشئة تتوقع العودة للربحية في 2023
تتوقع شركة “سويفل هولدينغز” (Swvl Holdings)، إحدى أنجح الشركات المصرية، تفاقم خسائرها إلى نحو 90 مليون دولار هذا العام، من 50 مليوناً في 2021، قبل أن تتحول للربحية العام المقبل، بدعمٍ من خفض العمالة وإيقاف بعض الرحلات التي تتكبد خسائر في كل من مصر والأردن وكينيا، وفقاً للمدير المالي للشركة يوسف سالم في مقابلة مع “الشرق”.
تأسست “سويفل”، التي تتخذ من القاهرة مقرّاً لعملياتها، ومن دبي مقرّاً إدارياً ومالياً، في أبريل 2017، وهي توفر خدمة النقل الجماعي بالحافلات الصغيرة، حيث يمكن للركاب الحجز وسداد الأجرة عبر تطبيق الشركة على الهاتف المحمول. ونجحت الشركة منذ تأسيسها بجمع حوالي 640 مليون دولار عبر جولات تمويل.
سالم (29 سنة) أضاف أن “جزءاً من خطتنا للشهور القليلة المقبلة، وحتى نتحول للربحية في ظل التغير الحاد بالسوق، هو التركيز على خطوط الرحلات صاحبة أعلى معدلات من حيث التشغيل والربحية. لذا أوقفنا بعض الخطوط المباشرة للركاب في كينيا والأردن وبمدينة الإسكندرية في مصر، لكن أبقينا على رحلات الشركات والمدارس والجامعات. كما قمنا بخفض للعمالة بنسبة 32%، ما سيوفر علينا 10 ملايين دولار في 2022 ونحو 100 مليون دولار في 2023، شاملةً 90 مليون دولار الكلفة الاستثمارية للتوسع بأسواق مستهدفة والتي أجلناها لحين التحول للربحية”.
تبلغ حصة مصطفى قنديل، مؤسس الشركة، وشريكيه المصريين محمود نوح وأحمد صباح، نحو 15% من “سويفل”، في حين تتوزع النسبة الباقية على حوالي 100 مستثمر.
تتوقع سويفل زيادة إيراداتها إلى 141 مليون دولار هذا العام، من 100 مليون العام الماضي، قبل أن تزيد إلى نحو 400 مليون دولار في 2023، مع زيادة الحجوزات اليومية للركاب من 300 ألف إلى ما بين 500 و750 ألف حجز يومياً في 2023، بحسب سالم.
تأجيل التوسع
المدير المالي كشف أن شركته، التي قامت بـ4 عمليات استحواذ هذا العام في ألمانيا وتركيا والمكسيك وإنجلترا بنحو 200 مليون دولار، ستؤجل التوسع في أسواق أميركا اللاتينية وجنوب شرق آسيا إلى عام 2023، بدلاً من هذا العام بسبب ضعف السوق حالياً.
تتوقع “سويفل” تحولها للربحية في 2023، وإن بمبلغ ضئيل، قبل أن تحقق نحو 13 مليون دولار صافي ربح في 2024، على أن تعيد ضخ الأرباح التي تحققها في إعادة تشغيل الرحلات التي أوقفتها هذا العام، بتوفير وظائف جديدة، كما يفيد سالم.
تعمل “سويفل” في نحو 150 مدينة عبر 20 دولة حول العالم، منها مصر والسعودية وكينيا وباكستان والإمارات والأردن والأرجنتين.
يستخدم تطبيق “سويفل” الخاص موقع الراكب والجهة المقصودة لتحديد أقل وقت ممكن للرحلة، استناداً إلى أقرب محطة للحافلات الصغيرة التي تتحرك وفق مسارات محددة.
سعر السهم
بدأت “سويفل” تداول أسهمها ببورصة “ناسداك” في نيويورك بتاريخ 31 مارس، بعد اندماجها مع “كوينز غامبيت” الأميركية في يوليو الماضي، بتقييمٍ يصل إلى 1.5 مليار دولار، لينتج عن الاندماج شركة تحمل اسم “سويفل هولدينغز كورب”، والتي أُدرجت في “ناسداك” بسعر 10 دولارات للسهم، قبل أن يهبط سعر السهم منذ الإدراج وحتى الآن بنحو 80% إلى ما يقارب 2.01 دولار، لتهبط بذلك القيمة السوقية للشركة إلى ما دون 300 مليون دولار.
تراجع السهم “لا يسبب قلقاً لدى الإدارة، لكن لدينا مسؤولية تجاه كل مساهم يتعرض لخسارة، ونحاول الفصل بين خطة العمل التي نسير عليها وبين حركة السهم”. ويتابع سالم: “العام الماضي كان المستثمر يركز على الإيرادات وخطة السنوات المقبلة والأسواق التي نعمل بها، لكن حالياً أصبح المستثمر ينظر أكثر على المدى القريب ومعدلات الربحية. أساليب التقييم تغيرت بشكل كامل بجانب معدل المخاطرة، لذا نركز الآن على التحول السريع للربحية”.
“سويفل” هي ثاني شركة تكنولوجية من الشرق الأوسط تدرج في بورصة “ناسداك” عبر الاندماج مع شركة استحواذ ذات أغراض خاصة، والمعروفة أيضاً بشركة “شيك على بياض”، وذلك بعد طرح منصة بث الموسيقا “أنغامي”، ومقرّها أبوظبي، في وقتٍ سابق من هذا العام.
القيد المزدوج
استبعد سالم اتجاه “سويفل” للقيد المزدوج في أي من بورصات السعودية أو الإمارات أو مصر في ظل الوضع الحالي للأسواق، قائلاً: “حالياً عمليات الطرح الجديدة في أي أسواق صعبة جداً، وقد ندرس هذه الخطوة العام المقبل وفقاً لحالة الأسواق”.
اقرأ أيضا..