صرح محافظ البنك المركزي السعودي الدكتور فهد بن عبد الملك المبارك بأنه من المرجح ألا تحل العملات الرقمية للبنوك المركزية كبديل للنقد الورقي أو أنظمة المدفوعات الحالية في كثير من الدول في المدى القصير والمتوسط، وإنما ستؤدي دورا تكامليا مع بقية أشكال النقد التقليدي وأنظمة المدفوعات الأخرى.
وأشار خلال ورشة الطاولة المستديرة رفيعة المستوى حول”العملات الرقمية للبنوك المركزية ومستقبل النظام النقدي” إلى أهمية بحث فرص تعزيز الاستفادة من الإمكانات التي قد توفرها العملات الرقمية للبنوك المركزية والتقنيات الناشئة في زيادة فاعلية أدوات البنوك المركزية للقيام بدورها الأهم وتحقيق أهدافها دون إغفال الدور الأهم للبنوك المركزية في ضمان الاستقرار والسلامة المالية والنقدية،وحماية العملاء.
وأضاف المبارك أن الاقتصاد العالمي مر بثورة تقنية ناتجة عن تعزيز استخدام التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، والسجلات الموزعة في عدد من القطاعات، ومن ضمنها القطاع المالي ضمن ما يسمى بالثورة الصناعية الرابعة، والتي نتج عنها عدد كبير من نماذج العمل المبتكرة المرتكزة على التقنية، كأساس لتقديم خدمات ومنتجات جديدة أو تطوير جودة الخدمات التقليدية وتقليل تكاليفها.
وأوضح أن التقنية المالية، تعد أحد أهم مخرجات استخدام التقنيات الناشئة في هذه المرحلة،والتي ستساهم في تعزيز نمو القطاع المالي، الذي يعد أحد ركائز النمو الاقتصادي على مستوى الدول.
وأشار المبارك إلى أنه في ظل الطلب المتزايد على هذا النوع من التقنيات المالية، تؤدي البنوك المركزية دورا محوريا في دعم الاقتصاد المعتمد على هذه الأدوات، وتجنيبه الكثير من المخاطر المحتملة، ودعم الابتكار المتزن،من خلال دراسة أبعاد إصدار نموذج رقمي للعملات السيادية متمثلا في العملات الرقمية للبنوك المركزية (CBDC)، وإجراء التجارب والاختبارات لفهم التقنيات والسياسات والتشريعات اللازمة،
وأضاف أن تصميم وإصدار العملات الرقمية للبنوك المركزية، يجب أن يراعي احتياجات وخصوصية كل دولة، وأن يكون نابعا من تصور واضح يراعي كل الجوانب ذات العلاقة، وخصوصا الآثار المتوقعة على البنوك التجارية والقطاع الخاص ككل.
اقرأ أيضا..