كريبتو أويسس»: الصناعة القائمة على «بلوك تشين» الأسرع نموا في الإمارات

حدد تقرير لشركة «كريبتو أويسس»، بالشراكة مع «رونالد برغر» وجود أكثر من 1400 مؤسسة وشركة نشطة، وأكثر من 7000 متخصص في صناعة تكنولوجيا «بلوك تشين» في الإمارات، حتى نهاية سبتمبر 2022، واصفا تلك الصناعة بأنها واحدة من الأكثر تنوعاً، والأسرع نمواً في الإمارات.

وأوضح التقرير أن الصناعة تنقسم إلى شركات أصلية وغير أصلية، حيث تمثل الأصلية 64% من المجموع، وتلك شركات باشرت عملها في مساحة «بلوك تشين»، تقابلها 36% غير أصلية، بمعنى أنها مؤسسات من صناعات أخرى قامت بتكييف «بلوك تشين» أو دخلت في مجال الـ«بلوك تشين» لتحسين عملياتها وأرباحها، اعتمادا على بعض أبرز مبادرات «بلوك تشين»، ومنظماتها في البلاد، وعلى مستوى العالم.

ورأى التقرير أن دبي في موقع فريد، يمكنها من لعب دور رائد في اقتصاد الابتكار العالمي، نظرا لكونها مؤيدة للمشاريع ومفتوحة وشاملة، ولديها إطار تنظيمي يساعد في تعزيز النظام البيئي لـ«بلوك تشين».

المركز الرئيسي

وركز التقرير على الإمارات باعتبارها المركز الرئيسي لأنشطة التشفير في الشرق الأوسط، مسلطا الضوء على جهود الصناعات المختلفة ومساهمات لاعبين أساسيين، بهدف تطوير مساحة «بلوك تشين» محلية، وعلى الأركان الأساسية للابتكار والاستثمار لا سيما المواهب ورأس المال والبينة التحتية.

وأشار إلى أن الإمارات لطالما كانت اقتصاداً جذاباً للمواهب العالمية، وتوفر مجموعة من المواهب المتعلمة تعليماً عاليا، منوها بمؤشر التنافسية العالمية للمواهب، والذي أفاد بأن البلاد لا تزال المدافع الأشد عن المواهب، وتقدم طرقا مبتكرة لجذب المواهب، والاحتفاظ بهم من جميع أنحاء العالم، لافتا ألى أن قدرتها لجذب المواهب يعود لانفتاحها على الخارج، وإمكانية الوصول إلى فرص النمو مع تعزيز احتمالات التعلم مدى الحياة، كما أن بيئة الأعمال تعزز الشركات الناشئة على النمو والنجاح بمعدل لم يشهد مثيل له بعد في بلدان أخرى.

التحول الرقمي

وأفادت «كريبتو أويسس» بأن حكومة الإمارات تخطط لحماية الاقتصاد في المستقبل، وتشجع حاليا المؤسسات المحلية والحكومية التحول رقميا بتوفير لوائح التنظيمية داعمة، وقد أنشآت بيئة جاذبة تعزز المشاريع، وتساعد في إيجاد مجتمع ذكي ومتعلم في مجال التكنولوجيا، لافتة إلى أن الإمارات تقود الشرق الأوسط في مؤشر سهولة ممارسة الأعمال وفقا للبنك الدولي، ولذا كان هناك مشاريع وشركات ناشئة عدة في صناعة بلوك تشين محلياً، وتلك شملت شركات وبروتوكولات تشفير عالمية، ومنصات تبادل عالمية، كذلك منصات التشفير والرموز غير قابلة للاستبدال وغيرها.

ووفقاً للتقرير كان صافي التدفق المتوقع للأثرياء يجلب المواهب ورؤوس الأموال إلى البلاد، حيث تحظى الإمارات بنسبة 46% من رأس المال الاستثماري الوارد إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما أن البلاد لطالما كانت آمنة للاستثمارات، وحيث شكلت الإجراءات التنظيمية الجديدة عامل جذب لها من أنحاء العالم.

وإلى جانب العوامل المتعلقة بتمكين بدء التشغيل، وتوفر شركات رأس المال الاستثماري والمؤسسات المالية الكبرى في البلاد، سلط التقرير الضوء على البينة التحتية التي توفرها الإمارات المؤاتية للغاية لنمو رأس المال ومواهب ريادة الأعمالولفت إلى المناطق الاقتصادية الحرة في الإمارات، التي أصبحت موطناً لنشاط التشفير نظراً لما تقدمه من تسهيلات للشركات الناشئة، وكذلك المؤسسات الحكومية الداعمة والجامعات ووسائل الإعلام والمنظمات الدولية المعنية بالتشفير، مشيراً إلى أن الوصول إلى المواهب والتمويل واليقين التنظيمي والفرص التجارية غير المحدودة تغذي نمو الإمارات في فضاء التشفير، وأن الإمارات في طريقها لكي تصبح مركزاً رائداً لـ«بلوك تشين» في العالم، حيث يمكن للشركات التعاون والتوسع.

الحكومة والمؤسسات.

من جانبه استعرض سلمان الجعفري كبير مسؤولي تطوير الأعمال في مركز دبي المالي العالمي في التقرير التطورات، التي شهدتها دبي، والتي تدور حول الثورة الرقمية والتشفير ركيزة أساسية فيه.

وأوضح أن العملات المشفرة عنصر مهم في مستقبل الاستراتيجية المالية ليس فقط كفئة أصول قابلة للتطبيق للمستثمرين، لكن أيضا كتكنولوجيا تحدث ثورة في حوكمة الشركات والعقود وملكية الأصول، وتحدث عن الإجراءات التنظيمية التي أطلقها المركز، والتي تنحاز إلى طموح دبي، لتكون بين المراكز العالمية الثلاثة الأولى في التشفير، مضيفا أن دبي تشهد تدفقا لتلك الشركات، بما في ذلك تمثيل كبير لشركات التشفير ومنصات تبادل العملات المشفرة العالمية العشرين الأولى، وإن دبي تهدف لتكون بين المدن العشر الأولى في العالم في اقتصاد ميتافيرس وتوليد 40 ألف وظيفة افتراضية، وإضافة 4 مليارات دولار أمريكي إلى اقتصادها في غضون 5 سنوات.

قاعدة عمليات

وقال أحمد حمزة، المدير التنفيذي للمنطقة الحرة التابعة لمركز دبي للسلع المتعددة، إن دبي ستلعب دوراً مهماً في تتطور وتنبي «التمويل اللامركزي» و«المنظمات الذاتية المستقلة» و«الميتافيرس» وغيرها، وإن المركز في صميم قصة التشفير في دبي، إذ إنه موطن التركيز الأكبر لأعمال التشفير في المنطقة، جاذباً منذ افتتاحه الرسمي قبل أكثر من عام 460 شركة تعمل في مجموعة كاملة من التشفير.

وقد أصبح المركز قاعدة عمليات لحوالي نصف شركات التشفير في الدولة نظراً لتوفيره كل شيء تحتاج إليه الشركات وأصحاب المشاريع من الوصول إلى الرساميل العالمية والمواهب عدا توفيره بيئة تنظيمية داعمة وتراخيص.

وأضاف أن قيمة سوق التشفير في الإمارات بلغت 25 مليار دولار، وقد شهد نمواً يزيد على 500% بين يوليو 2020 حتى يونيو 2021، وأفاد أن المركز أنشأ منصات تجارية قائمة على بلوك تشين خاصة بالسكر والسلع الزراعية، وأن لديه عدداً من منصات التجارة، التي تقدم إمكانات كبيرة لتكنولوجيا التشفير لخلق سيولة إضافية، والوصول إلى سوق أوسع.

شركات ناشئة

وأكد مؤسس كربيتو أواسيس، ماركو بومباتشر أن الإمارات ستكون مستقبل التشفير، قائلا إنها في موقع مناسب بشكل فريد لاحتياجات طبقة ناشئة من حاملي الأصول الرقمية. ولديها تاريخ بأنها مهد للاستثمارات، وسمعة بأنها واحة استقرار اقتصادي ومالي، إلى جانب ثقافة إعادة ابتكار نفسها وفقاً للاحتياجات العالمية كذلك قبول جميع الجنسيات.

كما أن قوانين دولة الإمارات والبنية التحتية التنظيمية جعلتها جذابة لريادة الأعمال، وأن الإمارات تعمل على ترسيخ مكانتها واحة من أكثر دول العالم توافقاً مع تقنية التمويل اللامركزي.

ووفقاً لمركز دبي للسلع المتعددة بلغت القيمة الإجمالية المحصورة في بروتوكولات التمويل غير المركزي 20 مليار دولار في بداية عام 2021 وزادت بشكل كبير إلى 260 مليار دولار بنهاية العالم، ومن المتوقع أن يصل سوق منصة التمويل اللامركزي العالمية 507.92 مليارات دولار بمعدل نمو سنوي مركب، يبلغ حوالي 44% عام 2028.

بدوره أشار الشريك المؤسس والشريك الإداري لـ«كربيتو أواسيس سنتيو» صقر عريقات إلى تقرير وزارة الاقتصاد الإماراتية، والذي يفيد أن استثمارات رأس المال الاستثماري في الدولة ازدادت 12% عام 2021 مقارنة مع 2020، مشيراً إلى أن التطورات في السنوات الست الماضية كانت في صالح بلوك تشين وتطور الإمارات مركز بلوك تشين عالمياً.

وأشار إلى تقديرات شركة الاستشارات والتدقيق المالي «بي دبيلو سي» أن يكون تأثير بلوك تشين على اقتصاد الإمارات بحدود 6.16 مليارات دولار عام 2030، وفي سبيل ذلك لا بد أن تكون 2022 سنة مؤثرة بالقدر نفسه كما السنوات السابقة.