ما هي قصة Chat Gpt ..هل حقا سيكون بديل للبشر ؟

أقل مدة لبحث شخص لاختيار فيلم سهرة قد تصل إلى 10 دقائق، أما إذا طلب الاختيار من أحد أصدقائه فالأمر قد يكون أصعب مع تعدد الخيارات، فيما يتطلب حل امتحان واحد لطالب نصف ساعة على الأقل، كل هذا يتخطاه برنامج الذكاء الاصطناعي الأشهر حاليا Chat Gpt، والذي يراه كثيرون يحمل تهديدا كبيرا للبشر خلال الفترة المقبلة ولعدد كبير من الوظائف.

في عام 2015، قرر كل من إيلون ماسك أغنى رجل في العالم بمشاركة عدة رجال أعمال دفع أموال في شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي باسم Open AI أوبن أيه أي، الشركة الناشئة بأموال ضخمة تم تكوينها من رؤوس نماذج لربوتات محادثة مثل الروبوت صوفيا الشهيرة على سبيل المثال وتعلم اللغات لمساعدة البشر على توفير الوقت.

في عام 2022 نهايتها وتحديدا في شهر نوفمبر، أطلقت الشركة التي أصبحت أحد علامات الذكاء الاصطناعي عالميا، برنامجها الجديد Chatgpt بعد شمله بآلاف البيانات التي تم الحصول عليها من المعارف الانسانية المختلفة، وكأنك تقرر صناعة أذكى منتج بشري في العالم بناءا على التطور الطويل الممتد من آلاف السنين في ذاكرة واحدة.

برنامج قد يراه البعض مشابها لبرامج مشابهة من الذكاء الاصطناعي الذي يعتمد على إدخال معلومات عليه ويحدد له مهام عمل بسيطة، لكن المختلف في البرنامج الذي عد من أكثر برامج التحميل خلال الأسابيع الأخيرة أنه يخضع لإشراف دقيق للغاية لتطوير اللغة التي يستجيب بها لطلبات المستخدمين من خلال ما يسمى يتقنيات التعلم التعزيزي ( reinforcement learning techniques) أو التعلم المعزز من ردود الفعل البشرية (RLHF).

300 مليار كلمة دخلت إلى نظام chat Gpt، يمكنه ولادة نصوص في كافة الموضوعات، عدا تلك التي يراها دموية أو خطرة، لكن مع ذلك يرى الدكتور ماجد القمري استاذ النانوتكنولوجي في حديث لـ«المصري اليوم» أنه مع الوقت قد نواجه أزمة في أخلاقيات التعامل مع الذكاء الاصطناعي غير المقننة حتى الآن، واختفاء الموهبة وزيادة السرقة الأدبية والعلمية بدون بذل مجهود.

ولهذا السبب ولغيره، وضعت OpenAI تحذيرات لما يطلبه المستخدمون من البرنامج. فلو أنك سألت مثلًا عن كيفية التنمر على شخص ما، سيتم إخبارك بأن التنمر أمر سيء. ولو سألت عن قصة دموية، سوف يغلق النظام مساحة الدردشة معك، وينطبق الشيء نفسه على الطلبات الخاصة بتعلم كيفية التلاعب بالناس أو صنع أسلحة خطرة، ومع ذلك يراه كثيرون غير مناسب كفاية لمراعاة أخلاقيات عامة تتعلق باعتماد البشر عليه مستقبلا في التقارير العلمية أو الأعمال الأدبية على سبيل المثال.

وضع مستخدمون أسئلة على ChatGpt تتعلق بموقف على سبيل المثال لكتابة شعر عن أرجل الفراخ مع التريند الذي ظهر مؤخرا ينصح بقراءتها، وباستغراب كبير قابلوه، وجدوا أنه بالفعل أخرج نموذجا يمكن الاعتماد عليه ويصلح أن يكون شعرا بالفعل، وهكذا بالنسبة لأشياء أصغر مثل حل أمتحان للصف السادس الابتدائي على سبيل المثال وهو الأمر الذي يستخدمه كثيرا من الطلاب مؤخرا في مصر وانتشر ذلك على مواقع للتواصل الاجتماعي.

لا يتوقع Chatgpt حيث يقوم بتقديم إجابات متعددة على سؤال واحد بالتعاون مع أحد أعضاء الفريق والذي يقوم بتصنيف الإجابات من الأفضل إلى الأسوأ، ويدرب الشخص المسؤول البرنامج على عقد المقارنات وتقييم جودة الإجابات.

ويعتبر الدكتور ماجد القمري المتخصص في هذا النوع من البرمجيات واستخداماتها، أن البرنامج يمثل تطورا هائلا للذكاء الاصطناعي في خدمة البشر، لكن يجب الاشارة إلى أنه تقدم هائل للذكاء الاصطناعي كخطر على البشر خاصة وأنه يزيد من تفاعلاته بشكل سيجعله بديلا هائلا وأكثر سرعة وذكاءا من البشر وبالتالي إلغاء كثير من الوظائف مع الوقت، والأغرب أن ذلك يرتبط بالوظائف التي تعتمد عليه بشكل أكبر في اللحظة الراهنة.

وأكمل أن استخدامات البشر لمثل هذه البرامج يجب أن تكون في نطاق معين، ويجب أن يتم تقنين الاستخدام، ورغم ذلك يشير القمري إلى أنه غير متفق مع حجب البرنامج عن قطاعات جغرافية ومنها مصر على سبيل المثال التي لم تسمح بدخول البرنامج حتى الآن، ورغم ذلك يوجد تحايلات عدة من المستخدمين للتمكن من استخدامه والاعتماد عليه في القيام بالعديد من الأعمال التي تأخذ وقتا وتسبب الملل .

ويلجأ المستخدمون في مصر لاستخدام Vpn لتنزيل البرنامج وعمل حساب شخصي عليه، وهو الأمر الذي زاد بشكل واضح خلال الأسابيع الأخيرة، مع استخدامات وصلت إلى كشف عدم ذكاء البرنامج بشكل كامل وإدخال أسئلة تمثل فكاهة في مصر ويتم وضعها لكشف مدى ذكاء الشخص العادي وبالفعل يقع البرنامج في ذلك ولا يتمكن من الاجابة بشكل سليم ما أثار الفكاهة بشكل كبير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.