محمد هشام يكتب: هل يجب علينا أن نخشى الذكاء الاصطناعي..؟

مقالة بقلم: محمد هشام

يشهد العالم حاليا مخاوف كثيرة من استخدامات الذكاء الاصطناعي بعدماةأصبح هو الحدث الشاغل في كافة المحافل الدولية ولدراسة هذا يجب علينا أن نرجع بالزمن قليلا.

تاريخ التكنولوجيا

تاريخ التكنولوجيا يعود إلى عشرات السنين، ولكن يمكن القول أن تاريخ التكنولوجيا الحديث يعود إلى القرن العشرين، عندما تم اختراع الكهرباء والتلفزيون والحواسيب.

ومنذ ذلك الحين، شهدت التكنولوجيا تطوراً كبيراً، وظهرت العديد من المحطات المهمة في تاريخها، مثل اختراع الإنترنت والهاتف المحمول والشبكات اللاسلكية والعديد من التطبيقات الأخرى.

تاريخ الذكاء الاصطناعي

ويعود تاريخ الذكاء الاصطناعي إلى القرن العشرين، عندما بدأ الباحثون في استكشاف فكرة تصميم آلات قادرة على التفكير والتعلم واتخاذ القرارات بشكل مستقل، ومنذ ذلك الحين، شهد الذكاء الاصطناعي تطوراً كبيراً، وأصبح الآن مجالاً هاماً في الحوسبة والتكنولوجيا.

في الحقيقة، يعد الخوف والتردد تجاه التكنولوجيا وتطورها أمرًا شائعًا بين البشر، ويرجع ذلك في العديد من الأحيان إلى عدم فهمنا الكامل للتكنولوجيا وكيفية عملها وما يمكن أن تفعله بالضبط، ولكن في النهاية، يمكننا التحكم في التكنولوجيا والتكيف معها بشكل أفضل مما يمكن لها التحكم فينا.

تغيير مواقف الناس

فيما يلي بعض الأمثلة على كيفية تغير مواقف الناس تجاه بعض التطورات التكنولوجية المثيرة للجدل:
الثورة الصناعية: في بدايتها، كان الناس يشعرون بالقلق بشأن تأثير الآلات على الوظائف وحياة العمال.

ومع ذلك، تم تحسين الحياة بشكل كبير بفضل التكنولوجيا وزيادة الإنتاجية والرفاهية الاجتماعية، وعلى سبيل المثال كان الكثيرون يخشون استخدام الإنترنت في بداية ظهوره وكان الكثيرون يخافون من استخدام الإنترنت وكيفية التعامل معه.
ولكن، مع الوقت، أصبح الإنترنت أداة حيوية للاتصال والتفاعل الاجتماعي والأعمال التجارية والترفيه.
الكمبيوترات الشخصية: في عام 2000، كان العديد من الناس يخافون من “انهيار الكمبيوتر” وتأثير ذلك على الحياة اليومية. ولكن، لم تحدث أي مشكلات كبيرة، وأدى تطور الكمبيوترات إلى تطور المجتمعات والاقتصادات.

تطور الذكاء الاصطناعي

تطور الذكاء الاصطناعي يشكل تحولًا مهمًا في العالم التقني والصناعي والاجتماعي، حيث تمثل التكنولوجيا التي تحدثها ثورة في القدرة على تحليل البيانات واتخاذ القرارات وتنفيذ المهام المعقدة، بطريقة تفوق الإنسان في بعض الأحيان. وبالتالي، فإن هذه التقنية تستخدم في العديد من المجالات الحيوية، مثل الصحة والتعليم والأمن والاقتصاد والسياسة.
مع ذلك، فإن هذا التطور ليس خالٍ من المخاطر، حيث يحمل في طياته تحديات جديدة، من بينها خطر الاعتماد على التكنولوجيا بشكل كامل وإهمال الجانب الإنساني من المشاكل التي تواجه المجتمع.
كما أنه يسبب قلقًا بشأن فقدان بعض الوظائف التي تمتلكها الإنسان، والتي ستحل محلها الآلات.

إيجاد الحلول

ومع ذلك، يمكن أيضًا القول إن الذكاء الاصطناعي قد يساهم في إيجاد حلول لبعض المشاكل العالمية الحيوية، مثل الصحة العامة والأمن الغذائي والتنمية المستدامة. ويمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة استخدام الموارد وتطوير التكنولوجيا النظيفة.
يمكن القول إن النظرة العالمية للذكاء الاصطناعي متعددة الأوجه ومتنوعة، وتختلف من شخص إلى آخر ومن مجتمع إلى آخر، وذلك يعتمد على الخلفية الثقافية والاجتماعية والسياسية لكل فرد ومجتمع. ولذلك، يتعين علينا أن نفكر في التطور التكنولوجي والعلمي والاجتماعي بشكل شامل و متوازن، ونضع في الاعتبار الآثار الإيجابية والسلبية لتلك التقنيات، ونعمل على تحقيق توازن بين الجانب الإنساني والتكنولوجي في حل المشاكل الحيوية المختلفة.

دور الحكومات

ويمكن أن تلعب الحكومات دورًا هامًا في تحديد التوجهات المستقبلية لتلك التقنيات، وتحديد السياسات والإجراءات التي تضمن استخدامها بشكل آمن ومسؤول، وحماية حقوق المواطنين فيما يتعلق بالخصوصية والأمان.
بشكل عام، فإن النظرة العالمية للذكاء الاصطناعي تتسم بالتفاؤل والقلق في نفس الوقت، ويجب علينا التعامل مع هذا التطور بشكل حكيم ومسؤول، وتطوير السياسات والإجراءات التي تحافظ على الجانب الإنساني وتضمن استخدام التقنيات بشكل آمن وفعال في حل المشاكل الحيوية المختلفة.

وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي لا يزال في مراحله المبكرة، إلا أنه قد أصبح موضوعًا شائعًا في الأفلام الخيالية العلمية، حيث يتم تصوير الروبوتات والأجهزة الذكية وكأنها تسيطر على البشر وتحكم بهم. ومع ذلك، فإن هذا النوع من الأفلام يعتبر مبالغًا فيه إلى حدٍ ما، حيث أن الذكاء الاصطناعي ليس بالضرورة أن يتحول إلى سلاح قادر على سيطرة الآلات على البشر.
وبالرغم من ذلك، فإن البعض يشعر بالقلق من المخاطر المحتملة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي يمكن أن تؤدي إلى سيطرة الآلات على البشر. ومن أجل ذلك، فإنه من المهم توفير التنظيم والسياسات اللازمة لحماية البشر من المخاطر المحتملة للتقنيات الذكية.
ومن الأفلام الشهيرة التي تتناول موضوع الذكاء الاصطناعي، فيلم “الإنسان الآلي”، الذي يتناول قصة روبوت يتطور بشكل كبير حتى يبدأ في إثارة الشكوك حول قدرة البشر على السيطرة عليه.

التعليم الآلى

ومن المهم الإشارة إلى أن التكنولوجيا الحالية للذكاء الاصطناعي تركز بشكل كبير على تطوير نظم التعلم الآلي، والتي تحتاج إلى البيانات والمعلومات من البشر لتطوير تلك النظم. وبالتالي، فإنه يمكن للبشر أن يحددوا مدى السيطرة التي يملكونها على تلك النظم، وبالتالي، فإنه يمكن للبشر أن يحددوا مدى السيطرة التي يملكونها على تلك النظم، والحدود التي يجب عدم تجاوزها في تطوير التقنيات الذكية. ومع ذلك، فإنه من المهم أيضًا النظر إلى الاستخدام السليم لتلك التقنيات، وكيف يمكن للبشر الاستفادة منها لخدمة المجتمع وتحسين جودة الحياة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل العديد من المشاكل التي يعاني منها العالم، مثل تحسين نظام الرعاية الصحية والزراعة والنقل والطاقة، ويمكن أن يساهم في توفير حلول أكثر فاعلية وكفاءة في مختلف المجالات.

الأمل بدلا من الخوف

بشكل عام، فإن النظرة العالمية للذكاء الاصطناعي تتحول من الخوف إلى الأمل، حيث أن العديد من الدول تستثمر بشكل كبير في هذه التقنيات وتعمل على تطويرها بشكل مستمر، مما يشير إلى أن العالم يتجه نحو مستقبل مشرق ومليء بالفرص المتاحة للاستفادة من التقنيات الذكية بشكل إيجابي.

وبدلاً من النظر إلى الحلول السطحية والمادية فحسب، يجب علينا النظر إلى الإنسان بشكل متكامل، يشمل الجوانب الروحية والنفسية أيضًا. ويمكن أن تساعد التقنية في هذا الصدد، على سبيل المثال، يمكن استخدام ChatGPT لتوفير دعم نفسي وتفسير أفكارنا ومشاعرنا والتحدث إلى شخص ما في الأوقات الصعبة.

ببساطة، الإنسان لديه القدرة على التعامل مع المشاعر والعواطف بطريقة أفضل من الذكاء الاصطناعي. فالإنسان يمكنه فهم المشاعر والمشاعر الأخرى، ويمكنه الاستجابة بطريقة مناسبة لها، وهو ما يعرف بالذكاء العاطفي.
على سبيل المثال، إذا كان شخص ما يشعر بالحزن، فإن الإنسان يمكنه فهم هذا الشعور والتعامل معه بطريقة ملائمة، مثل تقديم الدعم والمساعدة. أما الذكاء الاصطناعي، فهو يمكنه التعرف على الكلمات المستخدمة لوصف الحزن، ولكنه لا يمكنه فهم الشعور بنفسه.

التقنية ليست عدوا

في النهاية، يجب علينا أن نتذكر أن التقنية ليست العدو، ولكنها أداة تستخدم لتحقيق الأهداف التي نريدها. وإذا تم استخدامها بشكل صحيح، فإنها قد تساعدنا في حل بعض المشاكل النفسية التي نواجهها في هذا العصر التقني.

محمد هشام – رائد اعمال والرئيس التنفيذي لمنصه داجن الرقمية

روابط ذات صلة:

محمد هشام يكتب: ميزة كوننا دولة ناشئة
أيمن عباس ومحمد فاروق يستحوذان على 50% من منصة داجن مقابل 5 ملايين جنيه

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.