كتب:محمد بدوي
أكد شارجيل بشير، رئيس الاستدامة في بنك أبوظبي الأول، أن “COP28” نقطة تحول في العمل المناخي ..مشيرا إلى أن البنك قدم تمويلات خضراء ومستدامة بقيمة 18 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي وذلك ضمن هدفه السابق المتمثل في تقديم تمويلات بقيمة 75 مليار دولار خلال الفترة من 2022 و2032.
وقال في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام” على هامش فعاليات مؤتمر الأطراف “COP28” إن البنك أعلن خلال فعاليات المؤتمر عن زيادة حجم التمويل الأخضر الذي سيقدمه ليصل إلى 135 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، بزيادة نسبتها 80% مقارنة بالتسهيلات التمويلية التي رصدها البنك في عام 2021.
وأضاف أن هذه الخطوة تؤكد التزام “أبوظبي الأول” بلعب دور رئيسي وفعّال في منح زخم أكبر لأجندة التمويل المستدام في المنطقة لتشمل مشاريع التمويل الانتقالي وتمويل المراحل المبكرة للتغير المناخي، وتؤكد مدى مرونته في الاستجابة للمتغيرات في أولويات العملاء، والمجتمع بشكل عام.
وأشار إلى أن “أبوظبي الأول” سيواصل العمل على عدة محاور مهمة تشمل التمويل الانتقالي والتمويل الأخضر، بالتزامن مع خفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن أنشطة البنك، وذلك مع تنامي أهمية التمويل المناخي لدعم الإجراءات في وجه تغير المناخ.
وقال إن “COP28” يشكل منصة مهمة لمناقشة التحديات التي تواجه العالم في مجال التغير المناخي ومحاولة الوصول إلى حلول تساهم في معالجة هذه التحديات، فضلا عن كونه فرصة استثنائية لإلقاء الضوء على الإنجازات والجهود التي تقوم بها دولة الإمارات بهدف بناء مستقبل أخصر للجميع.
وأكد أن “أبوظبي الأول” يؤكد دائما دعمه الكامل لرؤية الدولة الهادفة إلى مد جسور الحوار البنّاء الذي يثمر عن تحقيق نتائج إيجابية ملموسة في كل المجالات، مضيفا: “نحن واثقون أن دولة الإمارات ستتمكن من تنفيذ أجندتها الطموحة بنجاح، وأن COP28 سيكون بمثابة نقطة تحول تاريخية في مجال العمل المناخي”.
وأوضح أن “أبوظبي الأول” يشارك في “COP28” بصفته شريكاً استراتيجياً وهو ما يمثل رافداً قوياً لرؤية دولة الإمارات نحو بناء مستقبل مستدام، وينسجم في الوقت نفسه مع الاستراتيجية التنموية للبنك، مشيراً إلى الدور الحيوي الذي تلعبه المؤسسات المالية في التصدي للتغير المناخي.
وأشار إلى أن “أبوظبي الأول” نجح في ترسيخ مكانته في مجال الاستدامة على مستوى المنطقة، مع تطلعه إلى لعب دور حيوي في تحقيق تأثير فعلي في مواجهة التغير المناخي خلال المؤتمر، لافتاً إلى قيام البنك بإعداد سلسلة من الفعاليات والأنشطة خلال المؤتمر، بما في ذلك الجلسات النقاشية والحوارية والاجتماعات واللقاءات ومع العملاء.
ولفت إلى أن مشاركة “أبوظبي الأول” في “COP28” تأتي في أعقاب ما حققه البنك من إنجازات في مجال الاستدامة، فقد كان أول بنك في دولة الإمارات يلتزم بهدف الوصول إلى صافي الانبعاثات الكربونية الصفرية وأول بنك في دول مجلس التعاون الخليجي ينضم إلى التحالف المصرفي لخفض صافي الانبعاثات الكربونية الذي أطلقته الأمم المتحدة، حيث نتعاون مع الأقران لمنح زخم أكبر في مسيرتنا نحو تحقيق الحياد المناخي.
وقال رئيس الاستدامة في بنك أبوظبي الأول، إن البنك أعدّ برنامجا خاصا بـمؤتمر “COP28” تضمن ستة محاور تتناول تسريع التمويل المستدام، ودعم العملاء والشركاء في التحول نحو الانبعاثات الكربونية الصفرية، وتعزيز الوعي بأهمية تطبيق ممارسات الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتطوير أسواق الكربون من خلال الابتكار في العمليات الإنتاجية ومشاركة المعارف والخبرات، ودعم استعادة المنظومة البيئية الطبيعية والحفاظ على التنوع الحيوي، وتمكين الأفراد، بدءاً من الطلاب ووصولاً إلى كبار المسؤولين التنفيذيين، للمساهمة بدور إيجابي في العمل البيئي.
وذكر أن “أبوظبي الأول” كان أول بنك على مستوى العالم ينضم إلى ميثاق الانتقال إلى الحياد المناخي، الذي أطلقته رئاسة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28″، ونحن مدركون لأهمية تفعيل التواصل مع مختلف المعنيين، ومواصلة العمل المناخي الجاد.
وأوضح بشير أن البنك يحرص على المساهمة في تحقيق الأهداف المناخية الوطنية، بفضل دوره الفعال في الاقتصاد، حيث تشمل أنشطته العمل مع القطاع الخاص، والتعاون مع أكبر الشركات في الدولة، إلى جانب الشركات الصغيرة والمتوسطة أيضاً، لمساعدتها على الاستفادة من الفرص الجديدة التي تكمن في التحول إلى نموذج الحياد المناخي.
ولفت إلى أن “أبوظبي الأول” سيواصل دوره الداعم لمبادرة الإمارات الاستراتيجية للحياد المناخي 2050، بما يضمن توفير مسارات للتنمية المستدامة في كافة القطاعات الاقتصادية، ليمثل بذلك عنصراً داعماً لجهود الإمارات في تحويل التحديات الراهنة إلى فرص مستقبلية واعدة، مما يرسخ مكانة الدولة الرائدة في مجال العمل المناخي على مستوى العالم.
وقال رئيس الاستدامة في بنك أبوظبي الأول إن البنك على مدى عدة سنوات قدم العديد من الخطوات النوعية التي رسخت مكانته الرائدة إقليمياً في قطاع التمويل المستدام؛ حيث أصدر في عام 2017 أول سندات خضراء في المنطقة، وواصل العمل على دعم العملاء وتوفير متطلباتهم للانتقال إلى صافي الانبعاثات الكربونية الصفرية، ويشمل ذلك إدراك الاحتياجات المتنوعة لشركات القطاع الخاص، وإعداد الحلول التي تناسبها على كافة المستويات.
وأضاف ” تعكس جهودنا الدور الحيوي الذي تلعبه البنوك في دعم التحول الاقتصادي الحقيقي إلى الحياد المناخي، وتساهم في وضع معايير يمكن للقطاع بشكل عام اتباعها. وحققنا تقدماً كبيراً في مجال التمويل الاستراتيجي من خلال تقديم التمويل لمشاريع مستدامة في قطاعات إمدادات الطاقة، والأبنية، والنقل، والنفايات، والمياه، والغذاء”.
وأكد بشير أن مبادرات “أبوظبي الأول” ستثمر عن تعزيز التعاون في المنطقة، ودعم المزيد من المشاريع المستدامة، وتفعيل التواصل مع أعداد أكبر من العملاء في المراحل الانتقالية، بالتزامن مع المساهمة في ترسيخ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز رئيسي للتمويل الأخضر.
ورداً على سؤال حول أبرز النتائج الإيجابية التي حققها البنك من أنشطته في مجال التمويل المستدام، قال ” حققنا تقدماً ملموساً في دعمنا لنخبة من أكبر وأشهر المؤسسات والجهات في دولة الإمارات المتحدة لتحقيق قفزات نوعية في أهدافها المناخية. وفي عام 2022، لعب بنك أبوظبي الأول دوراً رائداً كمنسق للتمويل والهيكلة الخضراء ومدير الاكتتاب والمنسق الرئيسي المفوض إلى جانب بنك آخر في صفقة “مصدر” المتعلقة بمشروع “زارافشان”، أول مزرعة رياح ضمن قطاع المرافق في أوزبكستان”.
وأضاف شارجيل بشير، رئيس الاستدامة في بنك أبوظبي الأول ” بالإضافة إلى ذلك، كان للعديد من المشاريع الأخرى التي قمنا بتمويلها تأثير إيجابي مستدام، من بينها 3 مشاريع للطاقة الشمسية تساهم في الحد من انبعاث 1,989,000 طن من ثاني أكسيد الكربون كل عام، و7 أبنية خضراء قمنا بتمويلها حصلت على شهادة 2 بحسب نظام التقييم بدرجات اللؤلؤ للتصميم من قبل “استدامة”، وتمويل محطة للصرف الصحي تعالج 430 ألف متر مكعب من المياه يومياً”.