ينطلق الأربعاء 10 يناير واحد من أهم المؤتمرات التي تشهدها المملكة في عهدها الزاهر الحالي ، إنه مؤتمر التعدين الدولي FMF أو ما يستحق أن يطلق عليه “قمة التعدين”.
تأتي الدورة الثالثة في قمة FMF ، بعدما ترسَّخ لدى المهتمين وصُنَّاع القرار عالمياً في مجال التعدين والمعادن ، أن هذا المؤتمر يقدم نفسه ، كأهم مؤتمر عالمي في قطاع التعدين عبر تركيزه على سُبل التقنية الحديثة الرقمية في تطّوير وتعّزيز قطاع التعدين، وبحثه المستجدات في تحسين الواقع العالمي ، ومدى تأثيره على الطاقة والمعادن والتعدين في المستقبل، وعرضه أهم المشروعات في قطاع التعدين التي تسهم في تطوير وتقدم المجتمعات.
ويسبق قمة FMF ، مؤتمر مائدة مستديرة تجمع الوزراء المعنيين بقطاع التعدين من مختلف دول العالم بمشاركة ممثلي المنظمات غير الحكومية المعنية بقطاع التعدين على المستويين الإقليمي والدولي.
إن كان النفط قد شكّل أهمية كبيرة للمملكة والعالم في القرن الماضي ، فإن المعادن قد تشكّل نفط المملكة والعالم في القرن الحالي وما بعده..
وبفضل من الله ، فكما كانت المملكة مستودعاً للنفط، فإن التنبؤات تشير بثقة إلى أنها ستكون مستودعاً مماثلاً للمعادن.
ويشير خبراء إلى أن المنطقة الممتدة من أفريقيا إلى غرب ووسط آسيا مروراً بالجزيرة العربية ،مؤهلة لأن تكون منطقة جذب للإستثمارات في الصناعات المعدنية.
كما بات يُنظرُ عالمياً إلى قمة FMF ، التي تستضيفها الرياض في شهر يناير كل عام ، بوصفها منصة لنشر التقنيات الرقمية الأكثر تقدماً في قطاع التعدين، وميداناً لتطبيق أفضل معايير الاستدامة، بالإضافة إلى مناقشة متغيرات وتطورات الواقع العالمي اليوم وآثاره على إمدادات المعادن والطاقة في التعدين للمنطقة والعالم، وكذا مساهمة المشاريع التعدينية في تنمية المجتمعات، وعرض تطورات الفترة الماضية، إضافة إلى بحث إمكانيات وفرص التعدين في المملكة على وجه الخصوص والمنطقة بشكل عام.
ومنذ إطلاق برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية عام 2019م، أسهمت قطاعات الطاقة والتعدين والصناعة والخدمات اللوجستية ، في تنويع اقتصاد المملكة، وخلق فرص عمل، والمساهمة في تأمين مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
كما تدخل المملكة حقبة خضراء جديدة ذلك أنه على الرغم من أنها المزوِّد الأول للعالم بالنفط، فهي تستثمر في الطاقة المتجدِّدة، وعلى رأسها طاقة الرياح والطاقة الشمسية حيث يحفز برنامج تطوير الصناعة على نشر الطاقة النظيفة وتقليل انبعاث الكربون وصولاً إلى صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2060م، وستكون المملكة بحول الله دولة رائدة عالميًّا في مجال التعدين والطاقة النظيفة..
ختاماً ، فإن قمة FMF ،باتت منصّة عالمية سنوية رائدة لوضع مزيد من أسس المشاركة في القرارات والإجراءات والأهداف بين المستثمرين وشركات التعدين والأطراف المعنية بقطاع التعدين في جميع أنحاء العالم، وستعمل أيضًا على إبراز الدور الذي يمكن أن تلعبه المنطقة المستهدفة في تحقيق أهداف العالم في التحول الأخضر.
بقلم: الكاتب الصحفي إبراهيم العقيلي
ogaily_wass@