كتب:محمد بدوي
أبدى 80% من الشركات في الإمارات تفاؤلا كبيرا تجاه آفاقها المستقبلية، كما أبدى 85% منها تفاؤلا حيال الاقتصاد بشكل العام، بينما تواصل العمل بشكل وثيق مع الجهات الرسمية لمواجهة التحديات المحتملة التي قد تواجه الأعمال مستقبلا.
جاء ذلك وفقا لمؤشر أليكس بارتنرز حول القوى المسببة للاضطراب الذي أجرته شركة الاستشارات العالمية “أليكس بارتنرز”، والذي يستطلع سنويا آراء أكثر من 3000 مدير تنفيذي وإداري من جميع أنحاء العالم للكشف عن أحدث التحديات الرئيسية في عالم الأعمال.
ثقة
وحسب نتائج الاستطلاع، أظهر الرؤساء التنفيذيون في المنطقة ثقة كبيرة في قدرتهم على التعامل مع القوى المسببة للاضطراب والاستجابة لها؛ حيث يعتقد 90% منهم أن أسلوب قيادتهم الطبيعي يزدهر في بيئات العمل التي تتعرض لمسببات الاضطراب، وهذه النسبة أعلى بشكل ملحوظ بالمقارنة مع 75% من نظرائهم في العالم.
ومن بين الإجراءات الدفاعية الرئيسية التي اتخذوها للتغلب على القوى المسببة للاضطراب: تطوير خطط العمل وتحليل السيناريوهات (80%). علاوة على ذلك، يعطي 7 من كل 10 من المشاركين الأولوية لنمو الإيرادات على حساب الربحية، وبناء الأعمال الأساسية على حساب الأعمال الجديدة ذات القيمة.
كما أظهر الاستطلاع أن الرؤساء التنفيذيين في المنطقة تأثروا بشكل كبير بالقوى المسببة للاضطراب، حيث يأتون في المرتبة الثانية بعد نظرائهم في الصين؛ فقد أفاد 68% منهم بأنهم واجهوا العديد منها في العام الماضي، في حين عبر 67% منهم عن مخاوفه بشأن قدرة شركاتهم على التكيف بسرعة مع التغييرات. لمواجهة هذا التحدي، يقوم أكثر من 60% منهم حاليا بتغيير نماذج أعمالهم أو يخططون للقيام بذلك في العام المقبل. ويشير ذلك إلى أن العديد من الشركات في المنطقة تتجه نحو تبني هذا التغيير.
تقنيات
وذكر تقرير مؤشر أليكس بارتنرز أن رواد قادة الأعمال في الإمارات والسعودية يستثمرون بشكل أكبر في الأدوات والتقنيات الرقمية، مقارنة بالعام الماضي، بزيادة تبلغ 5 نقاط عن المتوسط العالمي.
ومع ذلك، لا تزال هناك الكثير من التحديات بشأن القوى العاملة، حيث يشعر 85% من المشاركين بالقلق بشأن مهارات موظفيهم في ظل التغيير السريع (مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 58%)، بينما أفاد 80% منهم أن موظفيهم غير منفتحين على التغيير (مقارنة ب 55% عالميا). من جهة أخرى، أوضح المشاركون أن الإجراءات الجديدة للحصول على التأشيرات ساهمت في توظيف العمال المؤهلين والحفاظ عليهم بشكل أكثر سهولة مقارنة بالعامين الماضيين.
وقال غابرييل شاهين، رئيس الإدارة في الشرق الأوسط لدى أليكس بارتنرز: “في ظل الاضطرابات العالمية الحالية، تواجه منطقة الشرق الأوسط العديد من التحديات والفرص”. لافتا إلى أنه رغم التحديات المناخية والتوترات الجيوسياسية العالمية، إلا أن الحكومات والشركات في المنطقة تتطلع بشكل أكبر إلى المستقبل، فهي تستثمر بشكل متزايد في التعليم والبنية التحتية والتحول للاقتصاد الأخضر، فضلا عن التقنيات الرقمية.
أتمتة
وأشار 87% من المشاركين في الاستطلاع بالمنطقة (مقابل 46% على مستوى العالم) إلى أن الذكاء الاصطناعي والأتمتة من بين القوى الأساسية المسببة للاضطراب في المنطقة، كما يخطط 64% منهم للاستثمار بشكل أكبر في التحول الرقمي لضمان نمو أعمالهم على مدى السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة. في حين يعطي 50% من الرؤساء التنفيذيين الأولوية لأتمتة العمليات كتقنية رئيسية في العام المقبل، وهو ما يعادل ضعف المتوسط العالمي. يعكس ذلك التزام المنطقة بالاستفادة من التكنولوجيا لتعزيز التحول الرقمي.
بالإضافة إلى ذلك، أفاد 9 من كل 10 مديرين تنفيذيين أن شركاتهم تمتلك الموارد اللازمة للاستثمار في التكنولوجيا والحلول الرقمية الجديدة، وأشار ما يقرب من النصف أن شركاتهم تستثمر بشكل أكبر في الأدوات والتكنولوجيا الرقمية مقارنة بالعام السابق. أما بالنسبة للمديرين التنفيذيين في المنطقة، فإنهم يضعون العائد على الاستثمار في أولى اعتباراتهم عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالاستثمارات في مجال التكنولوجيا (55%)، يليه القدرة على التكامل مع الأنظمة والعمليات الحالية (41%).
وتابع شاهين بالقول: “إن صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي يشكل تحديا للعديد من رواد الأعمال في العالم، لكنه يمثل أولوية للشركات التي تتبنى خطوات ورؤى الحكومات في المنطقة”. مشيرا إلى أن تبني هذا الاتجاه يمكن أن يؤدي إلى تحقيق مكاسب إنتاجية هائلة، وإيجاد عوامل جديدة لنمو الإيرادات، وحماية القيمة، بالإضافة إلى توفير فرص العمل، ما يعزز نمو الشركات ويسهم في تحقيق نجاحها.