الشركات الناشئة تقود مستقبل التكنولوجيا الخضراء في الإمارات

المصدر:وكالات

أكدت جامعة هيريوت وات دبي على أن دولة الإمارات حققت تقدماً كبيراً في مجال التكنولوجيا الخضراء، حيث يشهد قطاع التكنولوجيا الخضراء في الإمارات نمواً هائلاً، مع وجود العديد من الشركات الناشئة التي تعمل في مجالات مختلفة.

بما في ذلك الطاقة المتجددة، والحفاظ على المياه، وإدارة النفايات، والنقل المستدام، والمباني الخضراء. تعالج هذه الشركات الناشئة التحديات البيئية وتخلق فرصاً جديدة للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل.

وقالت بيترا جيفري- أستاذ المساعد في الابتكار وريادة الأعمال في جامعة هيريوت وات دبي أن دولة الإمارات أصبحت رائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال تبني التكنولوجيا الخضراء والاستثمار فيها بشكل فعال، وهذا يمهد الطريق لمستقبل أكثر خضرة وأكثر استدامة. في هذا المقال نسلط الضوء على مجال التكنولوجيا الخضراء في دولة الإمارات العربية المتحدة، ونناقش جهود الدولة نحو غد أكثر صداقة للبيئة وازدهاراً.

وأشارت جيفري إلى الأولوية الكبيرة التي توليها الدولة للاستدامة، حيث استضافت مؤخراً للمؤتمر الثامن والعشرين للأطراف (COP28) في مدينة إكسبو بدبي، والذي جمع حوالي 150 شركة ناشئة سريعة التوسع مخصصة لمعالجة تغير المناخ والمخاوف البيئية في «قرية الشركات الناشئة» بالمنطقة الخضراء. وأظهرت هذه الشركات الناشئة، التي تركز على تطوير حلول الطاقة المتجددة، وتحسين استخدام الموارد.

وتعزيز ممارسات الإدارة المستدامة للنفايات، إمكانات التكنولوجيا في مكافحة تغير المناخ. والهدف هو التعاون مع الشركات ومجتمعات الاستثمار والقادة وصانعي السياسات لتحويل تطلعاتهم الخضراء إلى نتائج ملموسة. ويشكل هذا الجهد خطوة محورية في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من 1.5 درجة مئوية.

وأكدت جيفري على عدة عوامل أسهمت في ازدهار الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الخضراء في دولة الإمارات، حيث طرحت حكومة الإمارات العديد من المبادرات لدعم هذه الشركات الناشئة، بما في ذلك توفير الحوافز المالية، والحصول على رأس المال، وبرامج التوجيه. وقد وضعت الدولة هدفاً لاستخلاص 50 % من طاقتها من مصادر متجددة بحلول عام 2050.

ويجذب هذا الالتزام بالطاقة النظيفة اهتمام شركات التكنولوجيا المهتمة بالبيئة والشركات الجديدة المستدامة. تسعى لوائح البناء التقدمية إلى تحقيق صافي استهلاك للطاقة يبلغ صفراً.

كما أن تجديد الهياكل الحالية واعتماد مواد مستدامة يكتسب شعبية أيضاً. يعد أول مسجد في المنطقة لا يستهلك أي طاقة، أحدث مشروع تعلن عنه مدينة مصدر، مركز الاستدامة والابتكار في أبوظبي.

وهناك مبادرة أخرى تتمثل في استراتيجية النمو الأخضر لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تهدف إلى جعل الدولة رائدة عالمياً في مجال التكنولوجيا الخضراء. وتقوم الحكومة أيضاً بإنشاء عدد من مسرعات وحاضنات التكنولوجيا الخضراء.

والتي تزود الشركات الناشئة بالموارد والدعم الذي تحتاجه لتحقيق النجاح. توفر هذه المسرعات والحاضنات مساحة عمل وإرشاد وإمكانية الوصول إلى المستثمرين المحتملين. إضافة إلى ذلك، خلقت مبادرات مثل استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 ومسرع أهداف التنمية المستدامة في أبوظبي بيئة مواتية لازدهار الأعمال الخضراء.

وأشارت جيفري إلى تزايد اهتمام المستثمرين بالتكنولوجيا الخضراء مع إدراك الشركات المؤسسية وشركات رأس المال الاستثماري إمكانية تحقيق عوائد طويلة الأجل وتأثير اجتماعي إيجابي. يجذب الموقع الاستراتيجي لدولة الإمارات العربية المتحدة والسوق المتنامي للحلول المستدامة المستثمرين من جميع أنحاء العالم. علاوة على ذلك.

فإن النمو السكاني في دولة الإمارات العربية المتحدة والتوسع الحضري المتزايد في دولة الإمارات العربية المتحدة يدفعان الطلب على المنتجات والخدمات الصديقة للبيئة. لقد أصبح المستهلكون أكثر وعياً بالبيئة، ويطالبون ببدائل مستدامة في مختلف جوانب حياتهم.

ويخلق هذا التحول في تفضيلات المستهلكين سوقاً مربحة للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الخضراء. يشير تقرير الخدمات المصرفية المستدامة 2023 إلى أن 93 % من المستثمرين في دولة الإمارات العربية المتحدة مهتمون بالاستثمار المناخي.

بينما يبحث 87 % منهم عن طرق لتعزيز تدفقات رأس المال. ومن المتوقع أيضاً أن يتدفق مبلغ 23 مليار دولار على جهود التخفيف، مع ظهور تخزين الطاقة، وكفاءة الطاقة، ومصادر الطاقة المتجددة باعتبارها عوامل الجذب الرئيسية لرأس المال. ومن المتوقع أن يؤدي هذا النمو إلى خلق فرص عمل جديدة والمساهمة بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وقالت جيفري إن جامعة هيريوت وات دبي نظمت مؤخراً حدثاً جانبياً يسمى مركز هيريوت وات للمناخ، والذي انعقد في نفس وقت انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28). وتضمن مركز المناخ معرضاً للتكنولوجيا النظيفة يضم أحدث التقنيات التي طورها رواد الأعمال الطموحون لإيجاد حلول لمستقبل أكثر استدامة.

كما تنظم جامعة هيريوت وات أيضاً مسابقة سنوية للاستدامة موجهة للطلاب، وهي تحدي الابتكار العالمي، والتي تشجع على تغيير السلوك وتمكن الطلاب من اتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة تغير المناخ.

ويفتخر قطاع التكنولوجيا الخضراء في دولة الإمارات بالعديد من قصص النجاح التي تسلط الضوء على إمكانات وتأثير هذه الشركات الناشئة. قامت شركة QANATU، وهي شركة متخصصة في تكنولوجيا المياه، بتطوير حلول مبتكرة لإدارة المياه، مما يسهم في مستقبل المياه المستدام في دبي.

تعمل شركة سولافيو، وهي شركة متخصصة في توفير الطاقة الشمسية، على إحداث ثورة في مجال الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال جعل الطاقة الشمسية متوفرة ومتاحة وبأسعار معقولة. تعمل EVERA على تحويل التنقل الحضري في قطاع النقل من خلال الترويج للمركبات المهجينة والكهربائية والمستقلة. تساعد شركة Nadeera.

وهي شركة متخصصة في مجال كفاءة الطاقة، الشركات على تقليل استهلاكها للطاقة والبصمة الكربونية. هذه مجرد أمثلة قليلة على العديد من الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الخضراء التي لها تأثير كبير في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقالت جيفري إنه على الرغم من التقدم المذهل، لا يزال قطاع التكنولوجيا الخضراء يواجه بعض التحديات. لا يزال الحصول على رأس المال يشكل عقبة أمام العديد من الشركات الناشئة، خاصة في المراحل الأولى من التطوير.

إضافة إلى ذلك، يمكن تعزيز التعاون بين الشركات الناشئة والمؤسسات البحثية ورواد الصناعة لتسريع الابتكار والتسويق. وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن الفرص المتاحة في دولة الإمارات للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الخضراء هائلة. إن التزام الدولة بالاستدامة والطلب الاستهلاكي المتزايد والسياسات الحكومية الداعمة يخلق أرضاً خصبة للابتكار والنمو.

ويستعد النظام البيئي للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الخضراء في دولة الإمارات للعب دور محوري في تشكيل مستقبل مستدام للدولة والمنطقة. ومع الدعم الحكومي المستمر، وحماس المستثمرين، والطلب المتزايد على الحلول الصديقة للبيئة.

فإن هذه الشركات الناشئة مستعدة لإحداث ثورة في مختلف الصناعات والمساهمة في عالم أكثر خضرة واستدامة. ولا شك أن التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالابتكار والاستدامة سيدفع نمو الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الخضراء، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر إشراقاً وأكثر وعياً بالبيئة.