مدير عام صندوق النقد الدولي: نتوقع بدء موجات خفض الفائدة عالمياً بحلول منتصف 2024

-خلال حوار في القمة العالمية للحكومات .. كريستالينا جورجيفا:
– الإمارات كانت سباقة في إثبات جهوزيتها لـ”الذكاء الاصطناعي” منذ العام 2017
– ندعو الإمارات لزيادة استثماراتها في الدول النامية لمساعدتها على الاستفادة من التكنولوجيا
– الأسس الاقتصادية مهمة وهذه الأسس قوية في الولايات المتحدة
– 40 % حجم التغيرات في سوق العمل نتيجة ظهور الذكاء الاصطناعي.. ونتوقع اختفاء وظائف وظهور أخرى

كتب:محمد بدوي

شهدت القمة العالمية للحكومات 2024، في يومها الأول حواراً مع معالي كريستالينا جورجيفا، المدير العام لصندوق النقد الدولي، بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية وسمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة ، ومعالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة قطر الشقيقة، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية .
وأشادت معاليها خلال الجلسة التي حضرها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش و معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس القمة العالمية للحكومات، بجهوزية دولة الإمارات لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، لاسيما وأنها تفرّدت في تخصيص وزارة للذكاء الاصطناعي منذ العام 2017 عندما كان العالم يقف جانباً بالنسبة لهذه المسألة، موجهة رسالة للإمارات: “قودوا العالم بطريقة مسؤولة لتتمكن الإنسانية من اعتماد الذكاء الاصطناعي”.
وقالت معالي كريستالينا جورجيفا في الحوار الذي أداره ريتشارد كويست من شبكة ‘CNN‘ : إن دولة الإمارات عليها الآن الاستثمار في الأسواق الناشئة بالبلدان النامية لمساعدتها على المضي قدماً والاستفادة من التكنولوجيا؛ بما ينعكس إيجابياً أيضاً على دولة الإمارات.
وأضافت مديرة صندوق النقد الدولي: “أن عدم الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لمساعدة الجميع، سيخلق حالة من اللامساواة التي تنعكس بالسلب على مستقبلنا، ولكن تمكين الذكاء الاصطناعي قادر على خلق حياة بالتوازي مع الحياة الفعلية، ومن ثم علينا التصرف بمسؤولية”.
وأشارت إلى أن التحول نحو الذكاء الاصطناعي سيكون مشابهاً لحجم التغير والتحول الذي حدث مع قيام الثورة الصناعية؛ فهناك تغيُّرات ستحدث في سوق العمل بنسبة 40 في المائة، وربما تظهر وظائف جديدة وتختفي بعض الوظائف القائمة حالياً.
ولفتت معالي كريستالينا جورجيفا إلى أن صندوق النقد الدولي كشف في تقرير له عن جهوزية دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية لهذا التحوّل، بينما لا تزال بعض البلدان النامية غير جاهزة.
وحددت معاليها أربعة عناصر لتقييم الجهوزية؛ أولها توفير البنية التحتية الرقمية، وثانيها معيار المهارات وقدرة سوق العمل على الانتقال من مجال للآخر، وثالثها الابتكار ومدى استثمار البلدان في البحوث والتنمية، ورابعها القواعد والقوانين والأخلاقيات، مؤكدة تحمسّها للذكاء الاصطناعي مع قليل من التخوفات.
وتوقعت كريستالينا جورجيفا، أنه “بحلول منتصف العام الجاري سنشهد انخفاضاً في معدلات الفائدة على مستوى العالم، منبّهة في الوقت ذاته على ما شهده العالم خلال فترة الجائحة، بما يجعل من الضروري الانتباه إلى رصد ما يحدث في جميع أنحاء العالم وأن نكون قادرين على التصدي والاستجابة”، مضيفة: “إذا بات هذا الهبوط المرن واقعيًا، ستنخفض المعدلات وفق توقعاتنا”.
وأضافت: “الولايات المتحدة استفادت من كونها مصدراً للطاقة في الوقود والغاز، فعند بدء الحرب الأوكرانية، بدأت الولايات المتحدة تصدير الطاقة، وخلال فترة الجائحة دعّمت الإدارة الأمريكية الأُسَر والأعمال بطريقة واسعة النطاق، ومن خلال القيام بذلك أنشأت مساعدات سمحت للمواطنين بالإنفاق؛ الأمر الذي أبقى على مستوى الطلب وازدهار سوق العمل هناك، ومن ثم لم يعد لأرباب العمل القدرة على فرض شروط كما كان الحال عليه في السابق”.
وواصلت مدير عام صندوق النقد الدولي: “تعلمنا من خلال التجارب أن الأسس الاقتصادية مهمة، وهذه الأسس قوية في الولايات المتحدة، وتقوم عليها أسواق رأس مال متينة واقتصاد ديناميكي وخاصة في مجال التكنولوجيات الجديدة مثل الشركات السبع التي توجّه الذكاء الاصطناعي؛ فهي أمريكية المنشأ، وبالتوازي مع ذلك فإن الولايات المتحدة قادرة على التكيف بشكل سريع، ما ينعكس على الاقتصاد ويجذب الاستثمارات”.
يُذكر أن القمة العالمية للحكومات 2024 تشهد حضور أكثر من 4000 متخصص من 140 حكومة و85 منظمة دولية و700 شركة عالمية لبحث التوجهات المستقبلية العالمية الكبرى في أكثر من 110 جلسات رئيسة حوارية وتفاعلية، يتحدث فيها 200 شخصية عالمية، إضافة إلى عقد أكثر من 23 اجتماعاً وزارياً وجلسة تنفيذية بحضور أكثر من 300 وزير.