كتب: محمد بدوي
أعلنت القمة العالمية لطاقة المستقبل، الفعالية السنوية الرائدة في مجال الأعمال والتي تركز على الطاقة البديلة والاستدامة، عن استعداد دورتها المرتقبة لعام 2024 لاستضافة أكبر مشاركة نسائية في تاريخ الفعالية الممتد منذ 16 عاماً، في خطوة تُسلّط الضوء على مدى تنامي دور السيدات في جميع مفاصل منظومة الطاقة.
وتشارك السيدات بشكل بارز في البرنامج الواسع لمؤتمر القمة، لتُقدمن آرائهن القيمة حول العديد من القضايا، التي تشمل التغير المناخي والسياحة المستدامة وتكنولوجيا المدن الذكية وتكامل الاقتصاد الدائري والتنوع في مكان العمل، إلى جانب العديد من الدروس المستفادة من مؤتمر الأطراف (كوب 28).
وتضمّ الفعالية، التي تُقام على مدى ثلاثة أيام بين 16-18 أبريل المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، منطقة مخصصة لمبادرة ملتقى “تبادل الابتكارات بمجال المناخ – كليكس”. وتحتضن هذه المنصة الرائدة الشركات الناشئة التي أسستها أو تقودها وتديرها سيدات، إلى جانب المشاريع الصغيرة والمتوسطة والشركات المبتكرة، حيث يمكنها استعراض منتجاتها وحلولها الثورية أمام الجمهور العالمي. وتدعم مبادرة كليكس، التي انطلقت عام 2018، استراتيجية وزارة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة الرامية لتمكين اعتماد الحلول والتقنيات المخصصة لمواجهة التغير المناخي وتمويلها.
وتزامناً مع الاحتفال بيوم المرأة العالمي (8 مارس)، تؤكد القمة العالمية لطاقة المستقبل التزامها الراسخ بالمساواة والشمولية على جميع مستويات أجندتها لطاقة المستقبل، لا سيما مع انضمام منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) إلى القمة بصفتها داعماً رسمياً للرؤى.
وتكشف أحدث البيانات الصادرة عن اليونيدو أن السيدات يعانين من آثار التغير المناخي بشكل أكبر من باقي الفئات، وبالتالي تتأثر الشركات التي تديرها السيدات بالدرجة نفسها. كما تؤكد معلومات المنظمة بأنّ الابتكار يلعب دوراً رئيسياً في مساعي الحد من التغير المناخي والتكيّف مع تداعياته، مشيرة أيضاً إلى أنّ فرق العمل المؤلفة من الرجال والسيدات معاً تتسم بقدرة أكبر على الابتكار وتنفيذ المهام من المجموعات الأحادية.
وأشارت اليونيدو إلى أن تعزيز دور المرأة في خفض معدلات الفقر، ودعم المستثمرات ورائدات الأعمال، وتسليط الضوء على العلاقة بين المساواة بين الجنسين وحماية البيئة، من شأنه تسريع التحول الصناعي الشمولي والمستدام، وبالتالي المساهمة بشكلٍ مباشر في تحقيق خطة التنمية المستدامة 2030 وأهداف التنمية المستدامة المرتبطة بها.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت رنا غنيم، رئيسة قسم الطاقة والعمل المناخي في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو): “نفخر بالانضمام إلى الأمم المتحدة للاحتفال بيوم المرأة العالمي هذا العام تحت شعار الاستثمار في المرأة لتسريعوتيرة التقدم. وندرك اليوم أن تمكين المرأة وتعزيز حضورها في المجال التكنولوجي يلعب دوراً محورياً في تسريع التقدم نحو التنمية المستدامة والأهداف المناخية، كما يتيح لنا الاستثمار في المرأة التمهيدللتغيير وتسريع التحول نحو عالم أكثر صحة وأمناً ومساواة للجميع”.
وتعليقاً على هذا الموضوع، أشارت لين السباعي، رئيسة القمة العالمية لطاقة المستقبل والمديرة العامة لشركة آر إكس الشرق الأوسط: “تدعم النسبة العالية لمشاركة السيدات، والتي تبلغ اليوم حوالي 30% من المتحدثين لدينا في القمة العالمية لطاقة المستقبل لهذا العام، ملتقىكليكسبشكلٍ مباشر والذي يأتي خصيصاً لتسليط الضوء على الدور الهامّ الذي تلعبه المرأة في التصدي للتغير المناخي والحفاظ على البيئة، فضلاً عن تعزيز الاستدامة من خلال التكنولوجيا والابتكار والإبداع”.
وستتضمن القمة العالمية لطاقة المستقبل 2024 جلسةً حوارية مخصصةلرائدات الأعمال بمجال الابتكار في مجال إزالة الكربون، ومن المتوقع أن يسلط المتحدثون الضوء على صاحبات الرؤى اللواتي يساهمن في الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ وقيادة الجهود التنظيمية لإزالة الكربون.وتتطرق الجلسة إلى مواضيع عديدة، تديرها جيسيكا روبنسون، قائدة التمويل المستدام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى إي واي بارثنون، بمشاركة ميديا نوسينتيني، مؤسسة شركة سي ثري والشريك الأول في جلوبال فينتشرز؛ وأنجيلا الحمصي، المؤسس المشارك لشركة إجنايت باور؛ ونويل محمودي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة فاليوجريد.
وقبل الفعالية، شددت نوسينتين على أهمية دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تديرها النساء والمبتكرات، بالقول: “تتطلّب فجوة التمويل الكبيرة في تحقيق صافيانبعاثاتصفريةاتباع منهجية مدروسة، خصيصاً في ظلّ الأهمية المتزايدة للابتكار. ويتّسم تمكين المؤسسين من النساء لابتكار حلول تقلل الانبعاثاتبأهميةٍ بالغة، فضلاً عن مساعدتهنّ في تعزيز كفاءة رأس المال وتحقيق وفورات في تكاليف تحول الطاقة العالمي بشكلٍمستدام وقابلٍ للتطوير”.
ووسط الحاجة المتزايدة لتعزيز مستويات المشاركة الشاملة للتصديللتغير المناخي، دعت إيدورني جيل دي سان فيسنتي، مديرة برنامج تحالف المياه في الإمارات العربية المتحدة، إلى تحقيق مزيدٍ من المساواة وتمثيل المرأة في الأجندة العالمية لإزالة الكربون.
وأشارت سان فيسنتي، التيتشارك في جلسة بعنوان المياه الذكية في المدن الذكية الصالحة للعيش: “يجب معالجة الفجوة بين الجنسين في مجال إزالة الكربونلدعم المواهب التي لا تحظى بتمثيلٍ كافٍ والتي ستساعد في تسريع التحولات المستدامة وبناء المرونة. وهذا بالضبط ما تقدمه القمة العالمية لطاقة المستقبل مع مبادرةكليكس، التي تمكّن الشركات الناشئة بقيادة السيدات من عرض حلولها الرائدة وعرضها على المستثمرين في الشرق الأوسط والعالم”.
كما ستنضم جيسيكا سكوباكاسا، المؤسس المشارك لشركة أوليف جيا، منصة الاستدامة كخدمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند، إلى جلسة حوارية تهدف إلى تحفيز استثمارات الشركات في إزالة الكربون، حيث ستستكشف الثغرات التنظيمية في استراتيجيات إزالة الكربون. وصرّحت سكوباكاسا: “نحن بحاجة إلى مواجهة التحدي المتمثل في التنظيم وتمكين المنظمات من أي حجم من اتخاذ إجراءات مناخية فعالة وقابلة للقياس. نحتاج إلى مساهمة الجميع، من الشركات الكبيرة إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة، في جهود التخفيف من تغير المناخ لتحقيق الأهداف المحددة في اتفاقية باريس من قبل المجتمع العالمي. ونأمل أن نتمكن من تحديد السياسات التي يمكن أن تشجع الشركات على إزالة الكربون من عملياتها، ودعم العملاء للعب دور أكبر في التنمية المستدامة”.
ومن جانبها، تسلّط آن ماري درود ثودسن، المدير العام للاستدامة والاستشارات البيئية والاجتماعية والحوكمة في أمبريلا ألاينس، الضوء على استكشاف الحاجة إلى الشمولية في حملة الاستدامة العالمية، بالقول: “سواء كان الدافع من الجهات المعنية الداخلية أو الخارجية، فإن الحاجة إلى سلوك تجاري إيجابي مؤثر ضرورية في جميع القطاعات. وتطالب الجهات المعنية خارجياً باللشفافية والمساءلة في مساعدتهم على المساهمة في الاستدامة، بينما تنشد الجهات المعنية داخلياً القدرة على المساهمة بنشاط والمناقشة والمشاركة والقيادة حتى في المشاريع الصعبة. وسنقوم في القمة العالمية لطاقة المستقبل بتقييم آلية عمل المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة لتعزيز ترابط جميع إجراءات الأعمال”.
ومن المتوقع أن تستضيف القمة العالمية لطاقة المستقبل 2024 ما يقرب من 400 جه عارضة، وتستقطب ما يزيد على من 30 ألف زائر، وذلك بمشارك أكثر من 350 متحدثاً يناقشون مواضيع الطاقة الشمسية والنفايات البيئية والمياه والطاقة النظيفة والمناخ والبيئة والمدن الذكية. وسيشهد هذا العام إضافة ثلاثة منتديات جديدة حول الطريق إلى 1.5 درجة مئوية والتمويل الأخضر والتنقل الإلكتروني.