دول الخليج تتأهب للعب دور رئيسي في سوق العملات المشفرة في العالم
وسط توقعات ببلوغ بيتكوين 100 ألف دولار في 2025
كتب: محمد بدوي
وسط توقعات بوصول عملة البيتكوين إلى مستوى 100,000 دولار، تبرز منطقة الشرق الأوسط كلاعب مهم على مسرح العملات المشفرة العالمي، ولا سيما منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، التي تقف على أهبة الاستعداد للاستفادة من التطورات الأخيرة في هذا القطاع.
دول مجلس التعاون
وفقاً لريتو سينغ، المدير الإقليمي لمجموعة ستونكس: “تستعد منطقة دول مجلس التعاون الخليجي للظهور كلاعب بارز في مشهد العملات المشفرة العالمي، مدفوعة بثلاثة عوامل محورية: أسعار الطاقة التنافسية، واللوائح التنظيمية الصديقة للعملات المشفرة، والوصول الحيوي إلى مكونات البنية التحتية مثل المعدات والمناطق الحرة والدعم الحكومي.”
فمن ناحية، تعمل مصادر الطاقة الوفيرة والفعالة من حيث التكلفة على تعزيز إمكانات المنطقة، وخاصة في دول مثل الإمارات العربية المتحدة وعمان والمملكة العربية السعودية، يمكن أن تقود إمكانية الوصول لطاقة أرخص إلى تضخيم الفوائد المستمدة من حدث تنصيف البيتكوين بشكل ملحوظ. يؤدي انخفاض تكاليف التشغيل إلى رفع القدرة التنافسية لعمليات تعدين البيتكوين، مما يزيد من الربحية، وتفتخر دولة الإمارات العربية المتحدة بالفعل بقدرة تعدين بيتكوين مجتمعة تبلغ حوالي 400 ميجاوات، وهو ما يشكل 4٪ من معدل التجزئة العالمي.
تعدين العملات المشفرة
وتتابع سينغ: ” تبرز عُمان كنجم صاعد في مشهد تعدين العملات المشفرة الإقليمي، وهو ما يتجسد في تأييدها لشركة اكساهيرتز، وهي شركة تعدين عمانية. ويهدف هذا الاستثمار الكبير الذي تبلغ قيمته 1.1 مليار دولار إلى نشر أكثر من 800 ميجاوات، مما يحفز تواجد عمان في قطاع تعدين البيتكوين.”
بالإضافة إلى أسعار الطاقة التنافسية، فإن نضج الأطر التنظيمية في المنطقة يمهد الطريق لإنشاء وتداول صناديق العملات المشفرة المتداولة في البورصة (ETFs)، مما يعكس ما حددته سابقاً موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات في الولايات المتحدة.
وبشكل أكثر تحديداً، يبدو أن عمان وأبوظبي في وضع جيد للتوسع في قطاع تعدين البيتكوين من حيث توافر المعدات اللازمة، حيث استحوذتا مؤخراً على حصة في شركة Crusoe Energy Systems، وهي شركة أمريكية تستخدم الغاز الطبيعي العالق في تعدين العملات المشفرة لتقليل حرق الغاز الناتج عن ذلك من قبل منتجي الوقود الأحفوري. وتهدف هذه الشراكة إلى نشر مولدات الطاقة ومعدات التعدين لالتقاط الغاز في مواقع الآبار، والمساهمة في الاستدامة البيئية وتعزيز تطوير العملة الرقمية.
العصر الرقمي الجديد
وفي إطار سعيها لتنويع اقتصاداتها، كانت دول مجلس التعاون الخليجي من أوائل الدول التي انضمت إلى موجة العملات المشفرة، مما يعكس إيمانها القوي بعصر رقمي جديد.
وبناءً على ذلك، فقد استثمروا بكثافة في تطوير وتوسيع وتحديث مكونات البنية التحتية الحيوية الخاصة بهم مثل المعدات والمناطق الحرة، مع تقديم دعم حكومي كبير للنظام البيئي للعملات المشفرة وزيادة الاهتمام بالبيتكوين.
على الرغم من تقلباتها، تظل عملة البيتكوين عملة مشفرة جذابة للغاية في المنطقة، وفقاً لفوربس، قفزت عملة البيتكوين من أقل من 500$ في عام 2013 إلى أكثر من 64,000$ بحلول عام 2021، ثم انخفضت بعد ذلك إلى أقل من 17,000$ في عام 2022، لتتجاوز 69000$ في 6 مارس 2024 الماضي.
وهذا يعني أنه بين يناير 2014، ويناير 2024، شهدت عملة البيتكوين ارتفاعاً في الأسعار بنسبة 5,150% تقريباً وعائد سنوي يزيد عن 135% سنوياً. بمرور الوقت، يبدو أن عملة البيتكوين تتقدم بقوة، وإذا اتبعت العملة المشفرة نفس حركة السعر كما فعلت خلال العقد الماضي، فقد تصل إلى 100,000$ في فبراير 2025.
على الرغم من أنه لا أحد يعرف على وجه اليقين ما إذا كان سوق العملات المشفرة سيواصل توسعه في الأسابيع والأشهر والسنوات القادمة أم أنه سيبدأ في الانكماش، إلا أن الحقيقة تشير إلى أن المتداولين يرون في مثل هذه العملات نقطة انطلاق نحو مستقبل التمويل.