المصدر:وكالات
كشفت نتائج دراسة شركة «ألتيريكس» العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي لتحليلات المؤسسات أن 60% من المشاركين في الدراسة يتوقعون أن استحداث دور «كبير مسؤولي الذكاء الاصطناعي» سيكون أمراً بالغ الأهمية لاتباع نهج أكثر شمولية لاستراتيجية ذكاء اصطناعي استباقية تتناول وحدات الأعمال بدءاً من تكنولوجيا المعلومات والامتثال لفرق الموارد البشرية والموظفين أنفسهم.
وذكرت أن وأن الأدوار الثلاثة المتعلقة بأنظمة الذكاء الاصطناعي تعد من الأولويات الأكثر إلحاحاً التي ذكرها قادة الأعمال للتوظيف: مهندسو البرمجيات القائمون على تطوير وإنشاء الأنظمة (37%)، ومهندسو تطبيقات الذكاء الاصطناعي المسؤولون عن تصميم وتطوير النماذج التي تعمل بالذكاء الاصطناعي (32%)، وعلماء أبحاث الذكاء الاصطناعي القائمون على قيادة الابتكار من خلال البحث والتطوير (31%).
وسلطت الدراسة التي حملت عنوان «تعريف مؤسسة المستقبل» (Defining the Enterprise of the Future) الضوء على عدم التوافق الواضح بين المهارات والخبرات التي تتلقى الأولوية حالياً أثناء عملية التوظيف والمهارات المطلوبة لجني أعظم فوائد ممكنة من الذكاء الاصطناعي. تكشف نتائج البحث عن الآثار الجانبية للذكاء الاصطناعي على القوى العاملة، فبينما يستعد قادة الأعمال ومسؤولو التوظيف في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة للتحول في سوق العمل القائم على الذكاء الاصطناعي ستتحول العديد من الأدوار الحالية وتتطور، ما يعيد تشكيل مجموعة مهارات القوى العاملة المستقبلية بوتيرة متسارعة.
أولويات سوق العمل
وقالت الدراسة إن الإجماع العام يشير إلى أهمية البشر في عالم الذكاء الاصطناعي لقدرتهم على القيام بما يعجز عنه الذكاء الاصطناعي، إلا أن النتائج تظهر عدم توافق واضح في التركيز على المهارات المطلوبة، فعلى الرغم من الفجوة الكبيرة في مهارات الذكاء الاصطناعي، حيث يفوق الطلب العرض بكثير، لا تزال العديد من الشركات تعطي أولوية التوظيف للأدوار ذات المهارات التقنية المطلوبة، حيث أشارت إلى أنه:
• ذكر 33% فقط أن الارتقاء بالقدرات البشرية والاستعداد للتحول في سوق العمل هما اعتباران مهمان لعالم الذكاء الاصطناعي.
• أفاد 73% من المشاركين بأهمية تمكّن موظفيهم من مهارات متعددة بدلاً من التخصص في مجال معين، إلا أن أولوياتهم لتحسين المهارات لا تزال تفضل المهارات التقنية/الصلبة على المهارات غير التقنية/الناعمة.
• الخبرة في الذكاء الاصطناعي، والبرمجيات، وتحليل البيانات واستخراجها، والتحليل المالي والتخطيط، تقع هذه المهارات جميعها في مقدمة المهارات الناعمة الأكثر طلباً، بما في ذلك معرفة البيانات، والتفكير الاستراتيجي، وتعزيز الوعي بالرقمنة، وقيادة الفريق.
• ذكر 60% من المشاركين في الاستبيان أن الإبداع يعتبر من أهم المهارات التي سيوفرها البشر في عالم الأعمال في عصر الذكاء الاصطناعي، يليه التفكير النقدي (46%)، والشغف (42%)، والأخلاق (39%)، ومع ذلك اعتبر 19% فقط التفكير النقدي، واعتبر 27% الإبداع ضمن المهارات الثلاث الأكثر طلباً.
وقالت ليبي دوين آدامز، الشريك المؤسس وكبير مسؤولي دعم المبادرات الاستراتيجية في ألتيريكس: «يتطلب الانتشار السريع للذكاء الاصطناعي أن يبادر قادة الأعمال الآن ببناء وتشكيل القوى العاملة المستقبلية لتزدهر، وبذلك تجنّب المخاطرة بالتخلف عن الركب في مستقبل يتحول بسرعة غير مسبوقة فيما يتعلق بالمهارات اللازمة لعصر الذكاء. لا يحتاج جميع الموظفين إلى أن يصبحوا علماء بيانات، بل يتعلق الأمر بدعم ثقافة حل المشاكل بشكل إبداعي، وتعلم مهارة النظر إلى مشاكل العمل من خلال عدسة تحليلية، والتعاون عبر جميع المستويات لتمكين الموظفين من استخدام البيانات في أدوارهم اليومية. الاستثمارات المستمرة في تحسين مهارات الإلمام بالبيانات، وفرص التدريب وحدها كفيلة بتمكين الجميع من «التحدث بالبيانات» واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحقيق نتائج أخلاقية موثوقة».
وقال كارل كراوثر، نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ألتيريكس: “مع أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد أدى إلى تحول جذري في كيفية توليد المعلومات، إلا أن قيمته الحقيقية للشركات ستنبع من قدرته على إثراء مشهد تفاعل البيانات والعمل كطبقة قوية وبديهية لتمكين الوصول إلى البيانات ومشاركتها. يوفر الذكاء الاصطناعي التوليدي القدرة لصناع القرار لتقديم رؤى قيّمة بلغتهم، بغض النظر عن محدودية مهاراتهم في علم البيانات.
ويؤدي توفير هذه الإمكانات على نطاق واسع إلى تقليص الوقت اللازم لاستخلاص الرؤى من البيانات بشكل كبير والتخلّص من الحواجز القائمة أمام الأفراد غير التقنيين للاستفادة من البيانات لتحقيق القيمة. ومع ذلك، في حين أن العديد من القادة حريصون على توفير قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي عبر مؤسساتهم بأكملها، يجب عليهم ضمان اعتمادها بشكل مسؤول؛ وعليه ينبغي أن يتذكر قادة الأعمال أن جودة أي نظام قائم على الذكاء الاصطناعي تقاس بقدر جودة البيانات التي تم تدريبه عليها وقدرة المستخدمين على طرح الأسئلة الصحيحة، وتنفيذ التقنيات الصحيحة للبيانات، وفهم النتائج. قد يؤدي افتقار الموظفين إلى الدراية الكافية بالبيانات والذكاء الاصطناعي، رغم معرفتهم بتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي الجديدة، إلى اتخاذ قرارات مغلوطة. ومن دون معرفة كيفية طرح الأسئلة الصحيحة، أو إذا تم قبول الإجابات دون تمحيص، قد يعطي الذكاء الاصطناعي التوليدي إجابات خاطئة.