بعد اشتداد المنافسة مع «مايكروسوفت» و «ألفابت».. «ميتا» تضحي بالإيرادات وتضاعف إنفاقها على الذكاء الاصطناعي
المصدر:وكالات
رفعت شركة «ميتا بلاتفورمز» تقديراتها للإنفاق لهذا العام، وتوقعت أن تكون مبيعات الربع الثاني أقل من تقديرات وول ستريت، مما يثير من جديد تساؤلات حول ما إذا كانت رهاناتها التكنولوجية المستقبلية ستؤتي ثمارها في النهاية للمستثمرين بحسب تقرير لبلومبرج.
أبلغت الشركة الأم لـ«فيسبوك» عن تحقيق إيرادات بقيمة 36.5 مليار دولار في الربع الأول، بزيادة تفوق 27% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وكان ذلك بمثابة تفوق بسيط، إذ رجح المحللون بلوغ الإيرادات 36.1 مليار دولار في المتوسط، وفقاً للتقديرات التي جمعتها بلومبرغ.
لكن شركة التواصل الاجتماعي -الواقع مقرها في مينلو بارك بولاية كاليفورنيا- توقعت أيضاً أن تتراوح مبيعات الربع الثاني بين 36.5 مليار دولار و39 مليار دولار. في مقابل توقعات المحللين البالغة 38.2 مليار دولار.
وفي الوقت نفسه، رفعت “ميتا” توقعاتها للتكاليف لهذا العام، وتعتقد الآن أن تتراوح النفقات الرأسمالية بين 35 مليار دولار و40 مليار دولار. وكانت الشركة في وقت سابق من هذا العام، قدرت النفقات المتعلقة بأشياء مثل الخوادم وأجهزة الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات بنحو 30 مليار دولار إلى 37 مليار دولار.
وانخفض سعر سهم “ميتا” بنسبة 11% في التعاملات الإضافية بعد إغلاق السوق. ووصلت مكاسب السهم خلال العام الحالي إلى 39% حتى إغلاق السوق، كما تم تداوله بالقرب من أعلى مستوياته على الإطلاق خلال الشهر الماضي، مما يعكس جزئياً الإثارة حول الذكاء الاصطناعي.
وتنفق “ميتا” بقوة للتنافس في الذكاء الاصطناعي ضد نظيراتها من شركات التقنية الأخرى، مثل “مايكروسوفت” و”ألفابت”، مما يؤدي إلى بعض الزيادة في الإنفاق. وأعلنت الشركة عن خطط لإنشاء مركز بيانات جديد بقيمة 800 مليون دولار في يناير، كما أنها تعمل على تطوير رقائقها الخاصة لخدمات الذكاء الاصطناعي. تعمل “ميتا” أيضاً على العديد من الإصدارات الجديدة لنموذجها اللغوي الكبير، المعروف باسم “Llama”، لتشغيل روبوتات الدردشة وخدمات الذكاء الاصطناعي الأخرى.
في الربع السابق، أعلن زوكربيرغ عن عملية إعادة شراء أسهم بقيمة 50 مليار دولار، بالإضافة إلى أول توزيع أرباح ربع سنوية للشركة على الإطلاق، في محاولة لتهدئة المستثمرين المحبطين بسبب إنفاق الشركة الكبير على التقنيات التي لم تؤت ثمارها بعد. أمضى زوكربيرغ سنوات في ضخ الأموال في الجهود المبذولة لبناء ما يسمى “ميتافيرس”، وهو عالم افتراضي يأمل أن يقضي الناس وقتاً فيه ويعملوا فيه يوماً ما.
وأعلن قسم “ريالتي لابس” (Reality Labs)، التابع لـ”ميتا” والذي يركز على رهاناتها المستقبلية، عن تكبد خسارة قدرها 3.85 مليار دولار في الربع الأول، وهو نفس المبلغ تقريباً الذي تكبده العام الماضي. وأعلن هذا القسم، الذي يشرف أيضاً على سماعات الواقع الافتراضي ونظارات “راي بان” الذكية من شركة “ميتا”، عن خسارة سنوية تزيد عن 16 مليار دولار في 2023.
وأعادت الشركة التأكيد على خطط الإنفاق الأوسع لعام 2024، وقالت إنها ستصرف ما بين 96 مليار دولار إلى 99 مليار دولار للعام، بارتفاع طفيف عن الحد السفلي المستهدف البالغ 94 مليار دولار إلى 99 مليار دولار. وقالت سابقاً إن الكثير من ذلك سيتم توظيفه في تكاليف البنية التحتية بالإضافة إلى الرهانات طويلة الأجل على الواقعين المعزز والافتراضي.
ويأتي تقرير “ميتا” المختلط في نفس اليوم الذي وقع فيه الرئيس جو بايدن على مشروع قانون من شأنه أن يجبر “بايت دانس” الشركة الأم لـ”تيك توك” على بيع خدمة الفيديو الشهيرة، أو حظرها في الولايات المتحدة. ومن شأن الحذف المحتمل لهذا المنافس الرئيسي أن يؤدي إلى تعزيز أعمال الإعلانات لدى “ميتا” خاصة أن ميزة الفيديوهات القصيرة المعروفة بـ”ريلز” هي مستنسخة عن “تيك توك”.
سجلت “ميتا” دخلاً صافياً قدره 12.37 مليار دولار للربع الأول، لتصل ربحية السهم الواحد إلى 4.71 دولار، أي أكثر من ضعف أرباح العام السابق.