دراسة: 75% من المؤسسات تعمل على نماذج أعمال معززة بالذكاء الاصطناعي

كتب: محمد بدوي

أشار المشاركون الذين شملهم تقرير استراتيجية حالة التطبيقات 20241 الصادر عن F5 إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي على أنه التوجه الأكثر إثارة للاهتمام خلال العام الجاري.

وجاء ذلك بالتزامن مع مواصلة الشركات الاستفادة من مسيرة التحول الرقمي بهدف توظيف الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في عمليات اتخاذ القرار لدى هذه الشركات.

وأشار 56% من الذين شملهم التقرير إلى حماسهم الكبير بخصوص الذكاء الاصطناعي التوليدي أكثر من أي وقت مضى، وهي نسبة أعلى بكثير عن نظيراتها في التوجهات الرئيسية الأخرى مثل مركزية تكنولوجيا المعلومات (40%)، والشبكات متعددة السحابة (35%)، وأمن التطبيقات (33%).

وكان التقرير قد أشار إلى أدلة متعددة تبين أن الشركات تعمل من أجل تحقيق نواياها في هذا الإطار، إذ قال ثلاثة أرباع المستجيبين 75% بأنهم يعملون على مشاريع التحول الرقمي التي تصنفها F5 بأنها “أعمال معززة بالذكاء الاصطناعي” وذلك في ارتفاع عن الرقم السابق 61% المسجل في عام 2022، و17% المسجل في عام 2020.

ووفقاً لمؤشر نضج المؤسسات الرقمية الصادر عن F5 فإن هذه المرحلة من التحول الرقمي تشهد قيام الشركات بتطبيق الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة على البيانات التي يتم توليدها من تطبيقاتهم. ويأتي ذلك بعد المراحل التحضيرية لـ”أتمتة المهام” (نشر التطبيقات من أجل تبسيط الإجراءات اليدوية) و”التوسع الرقمي” (تحديث وربط وتوسيع التطبيقات).

وأشار تقرير استراتيجية حالة التطبيقات للعام الجاري وبوضوح إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد انتقل إلى ما هو أبعد من كونه مجرد مصطلح رنان، ليبدأ في حقيقة الأمر بدعم مجموعة واسعة من حالات الاستخدام.

وعندما يتعلق الأمر بالأمن، فإن أكثر من ثلث الذين شملهم التقرير (35%) أشاروا إلى أن أبرز حالات استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي تركزت في أتمتة التعديلات على السياسات والإعدادات.

ولدى سؤالهم عن طريقة دفاعهم ضد التهديدات من أجل ضمان التطبيق الآمن للذكاء الاصطناعي، أشار 42% من الذين شملهم التقرير إلى أنهم يستخدمون أو يخططون لاستخدام حلول أمن واجهات برمجة التطبيقات من أجل حماية البيانات أثناء عبورها من خلال نماذج تدريب الذكاء الاصطناعي.

وشكل أمن النماذج مصدر قلق آخر لنحو 57% من الذين شملهم التقرير. وبهدف معالجة هذا الأمر، يتوقع قادة المؤسسات زيادة الإنفاق بنسبة 44% على الأمن خلال الأعوام القليلة المقبلة وذلك بالتزامن مع توسيع نطاق النشر.

أما بالنسبة لتنفيذ التطبيقات، فقد كانت حالة الاستخدام الأكثر شيوعاً هي التعديل الآلي لسياسات التطبيقات وواجهة برمجة التطبيقات وفقاً لأهداف الخدمات (بحسب ما أشار 44%). بالإضافة إلى ذلك، فإن 28% أشاروا إلى رغبتهم باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي من أجل تلخيص المقاييس لكبار القادة، فيما يهدف 27% إلى استخدام اللغة الطبيعية لتحليل أداء التطبيقات وواجهة برمجة التطبيقات (27%).

وكان المساعدون الرقميون في روبوتات الدردشة لكل من التطبيقات والحلول الأمنية والذين يقومون باستطلاع وتحليل البيانات من خلال استخدام اللغة الطبيعية، هي العناصر الأقل قيمة إذ يحتاج السوق في الوقت الحالي إلى أنظمة ذكاء اصطناعي توليدي قادرة على تقديم أفعال ملموسة.

ويرى تقرير استراتيجية حالة التطبيقات أن هذا الامر هو السبب وراء مواصلة مجال الذكاء الاصطناعي لعمليات تكنولوجيا المعلومات (AIOps) نموه كمجال على الرغم من تراجع ترتيبه في تصنيف التوجهات من المركز الثاني في عام 2021 ليصل إلى المركز السابع في الوقت الحالي.

ويرى التقرير أن تزايد استخدام القياس عن بعد لأغراض الأتمتة سيسهم خلال الأعوام المقبلة بشكل ملموس في دفع عجلة النمو في هذا المجال. وتجسد هذا التوقع بوضوح في إجابات الذين شملهم التقرير حيث أشار إلى أن: الجهات التي تواجه صعوبات مع تعقيدات الأتمتة ثمّنت الاستخدام الأوسع للذكاء الاصطناعي وبأكثر من المتوسط وذلك في مجال الذكاء الاصطناعي لعمليات تكنولوجيا المعلومات (AIOps).

من جهتها قالت لوري ماكفيتي، المهندسة لدى F5: “سيكون الذكاء الاصطناعي أكثر فائدة بالنسبة للمؤسسات القادرة على نشره بصورة استراتيجية. إن نشر الذكاء الاصطناعي القادر على منع الخروقات الأمنية أو التقليل من التكاليف التشغيلية هو مهم، ولكنه تكتيكي في المقام الأول”.

وأضافت: “نظراً للاعتماد المتزايد لنجاح الأعمال على التطبيقات والبيانات الرقمية، فسيتم تصميم استخدامات الذكاء الاصطناعي الأكثر استراتيجية من أجل دعم وظائف عمل محددة وتنفيذ الاستراتيجيات الأساسية، ويمكن وقتها أن تتجاوز الفوائد المجنية الأهداف التكتيكية مثل تحقيق وفورات في التكاليف، كما سيسهم المزيد من الاستخدام الاستراتيجي إلى تحقيق قيمة أكبر، مثل خلق تجارب جديدة أفضل للعملاء، أو ضمان تمتعهم بميزة تنافسية”.

وخَلُص تقرير استراتيجية حالة التطبيقات إلى أنه نظراً لاستمرار التعقيدات والقيود على الميزانيات، فإن أي نوع من توحيد المعايير يمكن تحقيقه سيكون مفيداً إلى حد بعيد.

واختتمت ماكفيتي: “إننا نتوقع أن يتزايد اتجاه المؤسسات نحو مجموعات متكاملة من المنتجات أو فريق موحد من الموردين يمكنه تقديم المزيد من التطبيقات الآلية والمتصلة والقابلة للتطوير، وتوفير الدعم الأمني ​​عبر بيئات السحابة المتعددة، الأمر الذي سيؤدي إلى تعزيز الترابط الشبكي عبر السحابة المتعددة. ولن تقتصر الفوائد على سرعة وفعالية الأتمتة فحسب، بل ستمتد كذلك لتوفر اطلاعاً أوسع على الرؤى التي تقود الخطوات المؤتمتة والذكية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.