كتب: محمد نور
صرح السفير محمد قدح الأمين العام المساعد للبرامج في منظمة السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا – الكوميسا بأن المنظمة ستحتقل هذا العام بمرور 30 عاما على تأسيسها، وانها يجري إعداد إحتفالية خاصة لذلك بمشاركة الدول الـ 21 الأعضاء ومن بينها مصر.
وقال في تصريحات على هامش مشاركته في منتدى الكوميسا للإستثمار (CIF 2024) المنعقد بتونس إن منظمة الكوميسا تعمل بشكل متواصل على تشجيع وتيسير تدفقات الاستثمار الخاص، والتي تعد مصدرا للتنمية الاقتصادية والصناعية والتوسع في البنية التحتية والتكنولوجيا المستدامة، بالإضافة إلى السعي المستمر لتحسين اتفاقية منطقة الإستثمار المشتركة لدول الكوميسا وتشجيع التعاون في مجال تعزيز وحماية الاستثمارات كوسيلة لتشجيع تدفق أكبر للاستثمار من القطاع الخاص إلى المنطقة مع السعي إلى توحيد المناخ الاستثماري في منطقة كوميسا.
وشدد مساعد الأمين العام للبرامج في منظمة الكوميسا على أن قارة إفريقيا تعد قارة غنية بالموارد الطبيعية وتوفر مجموعة واسعة من فرص الاستثمار وفرص مكاسب اقتصادية كبيرة للمستثمرين، خاصة في القطاعات النامية للاستثمار مثل التعدين والنفط والغاز والتكنولوجيا والبنية التحتية والعقارات.
وأضاف إنه رغم هذا لا تزال إفريقيا من بين أكثر المناطق تخلفا وفقرا على مستوى العالم بسبب الإمكانات غير المستغلة، ويمكن عزو عدم القدرة على الاستفادة من هذه الإمكانات إلى عدة عوامل منها بيئة الأعمال، وغياب التجانس في أطر الأعمال، وسلاسل قيمة إقليمية غير متطورة، ومبادرات ترويج استثمارية غير مترابطة.
وأشار إلى ضرورة تطور اقتصادات الكوميسا بما يعطي الأولوية لأنشطة ترويج الاستثمار والاستثمارات عبر الحدود والإصلاحات الإضافية التي تهدف إلى تعافي الاستثمار، ويشمل ذلك تحسين بيئة الأعمال وتعظيم الأثر التنموي للاستثمار الأجنبي المباشر (FDI) لاستعادة النمو المستدام.
وأكد على أن منظمة الكوميسا تسعى لخلق بيئة أعمال مواتية وتنافسية، وزيادة تدفقات الاستثمار الدولية والمحلية، وتعزيز المشاركة في سلاسل القيمة العالمية ومعالجة آثار التحديات الحالية بما في ذلك التوترات الجيوسياسية التي عطلت سلاسل التوريد العالمية، وإرتفاع أسعار السلع الأساسية وضغوط الديون ، والتي كان لها تأثير سلبي على البيئة العالمية للأعمال الدولية والاستثمار عبر الحدود.
وأكد السفير محمد قدح، مساعد الأمين العام للبرامج في منظمة الكوميسا على أهمية تعزيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مجالات الطاقة النظيفة والمتجددة في منطقة الكوميسا، خاصة أن هذا القطاع حصل على أكبر حجم إستثمارات مباشرة على مستوى العالم في الفترات الأخيرة.
ونوه بأن منطقة الكوميسا غنية بالمعادن ويجب أن تكون مشاركتها في إمدادات وسلاسل توريد الكهرباء مؤثرة بشكل أكبر في ظل الإمكانات التصديرية التي تمتلكها في هذا القطاع والتي من المتوقع أن تصل إلى 9 مليارات يورو بحلول عام 2026 ، مع عائد يقترب من 10٪ من هذا الرقم إلى القارة الأفريقية، يتزامن ذلك مع توقعات بزيادة حادة في الطلب العالمي على بطاريات الليثيوم في السنوات المقبلة مع الإتجاه للاعتماد بشكل أكبر على وسائل النقل الكهربائية.
وأشار إلى أن منتدى الاستثمار في الكوميسا الذي تستضيفه تونس اليوم يوفر منصة لعقد تفاعلات بين وكالات ترويج الاستثمار في المنطقة وأصحاب المصلحة الرئيسيين من القطاع الخاص التونسي، معربا عن أمله في أن يؤدي إلى تحفيز فرص الاستثمار في القطاعات الحيوية للنمو الاقتصادي، وأن ينتهي هذا المنتدى ولدى القطاع الخاص والمستثمرون في الكوميسا معلومات ومعرفة حول فرص الاستثمار والحوافز التي تقدمها وكالات ترويج الاستثمار الوطنية، حتى يتم استخدام هذه المعرفة والمعلومات كمنطلق لدعم زيادة النشاط الاستثماري في المنطقة ورفع مستوى الدعم الذي تقدمه وكالة استثمار الكوميسا الإقليمية.
وأضاف أن فعاليات منتدى الكوميسا للإستثمار يعد جزءًا من التطوير المستمر وصقل مهارات وكالات ترويج الاستثمار في المنطقة، حيث ركزت ورشة العمل التي عُقدت تحت شعار (نحو استراتيجيات مبتكرة لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر في منطقة الكوميسا) والتي عقدت على هامش المنتدى على خلق أطر لتسريع الاستثمار الأجنبي المباشر بشكل أساسي عبر الوسائل التكنولوجية الحديثة ومنها الأدوات والمنصات الرقمية.
وقال إن الخطة الإستراتيجية متوسطة الأجل لمنطقة التجارة الحرة لدول شرق وجنوب أفريقيا -الكوميسا (الفترة 2021-2025) تستهدف تسهيل الفعاليات التي تروج للاستثمار لتحقيق الاستفادة من قدرات وخبرات الدول الأعضاء وتحقيق نتائج تنموية ملموسة والوصول إلى نمو اقتصادي شامل ومستدام.
كما أشار السفير محمد قدح إلى أن هذه الفعاليات تشهد إبرام صفقات تجارية والترويج لفرص الاستثمار المحتملة في جميع أنحاء منطقة الكوميسا، ومن المهم بشكل خاص ضمان مشاركة الشباب والنساء لتعزيز الشمولية، وهو ما تقوم به وكالة الاستثمار الإقليمية بالكوميسا (RIA) التي تسعى دائما لترسيخ مكانة المنظمة كإحدى الوجهات الرئيسية للاستثمار الإقليمي والدولي عبر القيام بأنشطة في مجال ترويج الاستثمار وتسهيله بالتعاون مع شركاء دوليين وإقليميين أبرزهم الإتحاد الأوروبي.
وثمن السفير محمد قدح على دور الإتحاد الأوروبي ومساعدته المستمرة في تحسين وتعزيز بيئة الأعمال في دول الكوميسا ما ساهم في زيادة تأثير المنظمة المنطقة داخل المنطقة وخارجها.