«دبي الرقمية» تعتمد إجراءات لتطبيق التصور الاستراتيجي لاقتصاد مراكز البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي
كتب:محمد بدوي
أكدت “دبي الرقمية” أن اعتماد التصور الاستراتيجي لمراكز البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يسهم في زيادة الطاقة الاستيعابية بواقع 5 أضعاف القدرة الحالية، وتوفير قيمة مضافة تزيد على 14.3 مليار درهم بحلول عام 2028، فضلا عن توفير المزيد من فرص العمل في مجالات الاقتصاد الرقمي، وتعزيز مكانة دبي كحاضنة إقليمية لصناعة البيانات التي باتت عاملا مهما لتشجيع النمو في القطاعات الاقتصادية كافة.
وبحسب دراسة أجرتها “دبي الرقمية”؛ من المتوقع أن يؤدي اعتماد هذا التصور الاستراتيجي لتعزيز جاهزية دبي لتقنيات الجيل القادم، ويساهم هذا التطور في تكريس موقع دبي وجهة رائدة لمراكز البيانات المستدامة التي تمتاز بجاهزيتها لاستخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي بحلول العام 2028.
ويعزز هذا التصور جاهزية الإمارة لتقنيات الجيل القادم للشبكة المعلوماتية “الويب 3.0” وتقنيات “الميتافيرس” و”المدن الذكية”، وإنترنت الأشياء، وتعزيز الشراكات مع القطاعات الأخرى في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي المستدام، ما ينعكس على المكانة العالمية لدبي باعتبارها مدينة المستقبل.
يأتي ذلك تنفيذا لاستراتيجية دبي الرقمية التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، بهدف جعل الإمارة نموذجاً عالمياً في مجال التحول الرقمي.
وأعلنت دبي الرقمية، عن اتخاذ إجراءات عملية لتنفيذ التصور الاستراتيجي حول اقتصاد مراكز البيانات في دبي، الذي اعتمده المجلس التنفيذي في وقت سابق، بهدف ترسيخ موقع الإمارة كوجهة رائدة لاقتصاد المستقبل المدعوم بالتقنيات الناشئة، بالتعاون الشركاء في القطاعين الحكومي والخاص، وبما ينسجم مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33، لرفع إنتاجية اقتصاد دبي بنسبة 50% من خلال تبني الحلول الرقمية والابتكار.
وتعمل دبي الرقمية جنبا إلى جنب مع كل من هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية وهيئة كهرباء ومياه دبي، وبلدية دبي، والأمانة العامة للمجلس التنفيذي، ودائرة دبي للاقتصاد والسياحة، على اتخاذ إجراءات منسّقة في هذا المجال انسجاما مع التوجهات الاستراتيجية لتعزيز ريادة دبي وجاهزيتها لاقتصاد المستقبل.
ومن شأن اعتماد هذا التصور أن يُطلق ديناميكيات جديدة تمهّد الطريق للوصول إلى حالة من التكامل والتنسيق الشامل بين مختلف الجهات العاملة في هذا المجال وفي مقدمة هذه الجهات هيئة دبي الرقمية، ودائرة الاقتصاد والسياحة، وهيئة كهرباء ومياه دبي، وهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، بالإضافة إلى الجهات غير الحكومية العاملة في هذا المجال.
ويعمل هذا التوجه على تطوير الحوسبة عالية الأداء، وتعزيز استخدام أنظمة التبريد السائل، وتوفير مراكز بيانات متطورة بقدرات عالية مع الاعتماد على الطاقة المتجددة في مختلف العمليات، بالإضافة إلى إنشاء سجل مستدام للطاقة الاستيعابية لإمدادات مراكز البيانات والخدمات السحابية الحالية والمستقبلية في إمارة دبي.
وستتولى هيئة دبي الرقمية وعدد من الجهات المعنية الإشراف على تنفيذ العديد من المبادرات المنبثقة من هذا التوجّه الاستراتيجي، لما تمتلكه من مقومات جذب الاستثمارات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، ودعم الاستثمار في مراكز البيانات والحوسبة السحابية.
وأكد حمد عبيد المنصوري، مدير عام دبي الرقمية، أن دولة الإمارات تمتلك خصائص تنافسية مهمة، تؤهلها لأن تكون وجهة عالمية رائدة لمراكز البيانات المستدامة.. مضيفا أن الاقتصاد الرقمي في دبي يعد ركيزة أساسية في استراتيجية دبي الرقمية بمستهدفاتها التي تتضمن زيادة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الاقتصاد الكلي للإمارة بنحو 100 مليار دولار.
وأضاف أن اقتصاد مراكز البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمثل مشروعا تحوليا استراتيجيا في هذا الاتجاه، لا سيما وأنه سيتحقق بالاعتماد على كفاءات مؤهلة ولها خبرات في هذا المجال، حيث كرست دبي موقعها على مر السنين كمركز جذب للخبرات والعقول المتميزة في مختلف ميادين الاقتصاد الرقمي.
من جانبه، قال يونس آل ناصر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للبيانات والإحصاء، إنه مع توالي التحولات العالمية، تنبثق أنماط اقتصادية ونماذج عمل جديدة تمثل فرصا مستقبلية بالنسبة للاقتصادات الصاعدة والنشطة كاقتصاد دبي، ويمثل اقتصاد مراكز البيانات مثالا مهما على تلك التحولات.
وأشار إلى استشراف المستقبل عبر مسيرة ممتدة من التحول الرقمي وصولا إلى المرحلة الراهنة التي تتجلى فيها البيانات كمكوّن جوهري في مختلف الأنشطة الاقتصادية، وكمعيار تنافسي عالم.
وقال هادي بدري، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتنمية الاقتصادية – ذراع التنمية الاقتصادية لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي – إن التصور الاستراتيجي لاقتصاد مراكز البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يعكس الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” والتي ستمكن المدينة من المحافظة على مكانتها المتقدمة في الاقتصاد الرقمي العالمي الذي يتطور بمعدلات متسارعة، ومن خلال تمهيد الطريق لتعزيز جاهزية دبي لتقنيات الجيل القادم.. لافتا إلى أن تهيئة بيئة مناسبة للابتكار ستفتح آفاقا وإمكانات اقتصادية كبيرة، وهو ما يتماشى مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33.
وتعمل دبي الرقمية حاليا على رفع مستوى تبني الحوسبة السحابية في القطاع الحكومي ومن ضمن المبادرات تطوير الحوسبة عالية الأداء، وضمان استخدام مراكز بيانات متطورة وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، وتسهيل الإجراءات الحكومية ذات الصلة، وتحسين فرص الحصول على الطاقة المتجددة، وتحسين عملية توفير الطاقة، وتعزيز الدور التنسيقي للحكومة من حيث التخطيط، والأراضي، والطاقة وغيرها. ومن هذه المبادرات أيضاً دعم الوضع الاستراتيجي لجاهزية الذكاء الاصطناعي في إمارة دبي.