يشهد السوق الإماراتي مرحلة حاسمة مع تصاعد التغيرات الجيوسياسية في المنطقة والعالم. هذه التحولات، لا تؤثر فقط على الاقتصاد التقليدي ولكن تضع مستقبل الاقتصاد الرقمي وأخبار التداول في بؤرة الاهتمام.
في ظل هذه التطورات تتجه الأنظار إلى كيفية تعامل الإمارات مع هذه التحديات واستغلالها كفرص لتعزيز موقعها كمركز إقليمي وعالمي للتجارة الرقمية والابتكار المالي حيث استطاعت دولة الامارات أن تحقق نموا ب ٣.٦ بالمئة خلال عام ٢٠٢٣ وكان القطاع المالى من أبرز القطاعات خلال العام الماضى بنمو قدره ١١.١ بالمئة لاجمالى الأصول ليصل إلى أكثر من ٤ تريليون درهم . .
الاقتصاد الرقمي: نحو مستقبل أكثر ترابطاً
الاقتصاد الرقمي في الإمارات كان وما زال حجر الزاوية في استراتيجيات التنمية المستدامة التي تتبناها الحكومة. مع التغيرات الجيوسياسية الجديدة ، يتوقع أن يشهد هذا القطاع تحولاً متسارعاً، حيث ستسعى الإمارات إلى تعزيز بنيتها التحتية الرقمية وتطوير بيئة تشريعية مرنة تدعم الابتكار التكنولوجي.
من المتوقع أن تتزايد الاستثمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي، والبلوكتشين، والتجارة الإلكترونية، لتصبح الإمارات واحدة من أكثر الدول تطوراً في الاقتصاد الرقمي. علاوة على ذلك، سيشهد قطاع التكنولوجيا المالية فينتك نمواً ملحوظاً مدعوماً بتعاون بين الجهات الحكومية والشركات الناشئة لتطوير حلول مبتكرة تواكب التغيرات العالمية حيث قفز عدد تراخيص العملات الرقمية مع نهاية العام الماضى بنسبة ٤٥ بالمئة مما يدل على ازدهار هذا القطاع بصورة كبيرة خلال السنوات الأخيرة بالإضافة الى عمل الدولة على منح التراخيص اللازمة لشركات التداول الرقمى للمساهمة في نمو القطاعات المالية .
إن التغيرات الجيوسياسية تشكل تحديات غير مسبوقة، لكننا نؤمن بأن الإمارات تمتلك القدرة على التكيف وتحويل هذه التحديات إلى فرص. نحن في إيفست ملتزمون بتوفير الأدوات والمنصات التي تمكن المستثمرين من الاستفادة من هذه التحولات وضمان مستقبل مالي آمن ومزدهر.”
أسواق التداول: استراتيجيات جديدة لمواجهة التحديات
فيما يتعلق بأسواق التداول، من المتوقع أن تشهد الإمارات تغيرات كبيرة في نمط التداول واستراتيجيات الاستثمار. التغيرات الجيوسياسية قد تفرض تحديات جديدة مثل التقلبات في أسعار النفط وتحركات رؤوس الأموال العالمية وتأثيرات السياسات الاقتصادية للدول الكبرى.
رغم هذه التحديات يُرجح أن الإمارات ستواصل تعزيز مكانتها كمركز رئيسي للتداول في المنطقة بفضل بنيتها التحتية المتطورة وتنوع أسواقها المالي.
سيستمر السوق في جذب المستثمرين من جميع أنحاء العالم الذين سيستفيدون من الاستقرار السياسي والاقتصادي النسبي للإمارات مقارنة بالدول الأخرى في المنطقة.
التغيرات الجيوسياسية: فرص وتحديات
التغيرات الجيوسياسية غالباً ما تحمل في طياتها تحديات وفرصاً على حد سواء. بالنسبة للإمارات، يمكن أن تكون هذه التغيرات دافعاً لتعزيز دورها كقوة اقتصادية إقليمية وعالمية.
قد يشهد السوق الإماراتي تحولات في العلاقات الاقتصادية مع دول أخرى، مما سيفتح الباب أمام فرص جديدة للتجارة والاستثمار.
على الجانب الآخر، قد تؤدي التوترات السياسية إلى ضغوط على القطاع المالي، لكن الإمارات أثبتت مراراً قدرتها على التكيف مع الظروف المتغيرة والاستفادة من التحديات لتطوير استراتيجيات تضمن الاستقرار والنمو حيث من المتوقع ان يكون هناك نمو بواقع ٣.٩ بالمئة خلال عام ٢٠٢٤ . .
السوق الإماراتي يمر بمرحلة محورية في ظل التغيرات الجيوسياسية الجديدة. من المتوقع أن يستمر الاقتصاد الرقمي وأسواق التداول في التطور والنمو، مستفيدين من الاستقرار السياسي والتوجهات الابتكارية التي تتبناها الحكومة. في النهاية، ستكون الإمارات قادرة على تعزيز مكانتها كمركز مالي وتجاري عالمي، قادر على التكيف مع التغيرات العالمية وتحويل التحديات إلى فرص للنمو والازدهار.
بقلم:
علي حسن، الرئيس التنفيذي لشركة إيفست