قمة مستقبل البلوك تشين تسلط الضوء على مستقبل تقنية «الويب 3» والاتصال

كتب:محمد بدوي

اختتمت قمة مستقبل البلوك تشين 2024 فعاليات يومها الرابع والأخير في “دبي هاربور”، مسلطة الضوء على مستقبل تقنية الويب 3 والاتصال، حيث استقطبت في نسختها السابعة أكثر من 1,200 مستثمر و120 جهة عارضة إلى جانب أكثر من 150 متحدثاً من أكثر من 50 دولة، فضلاً عن أبرز الخبراء في مجالات العملات المشفرة وتقنيات البلوك تشين والويب 3 من جميع أنحاء العالم.

الانتقال من الإنترنت المركزي إلى الإنترنت اللامركزي

واستهلت القمة فعاليات يومها الأخير بكلمة رئيسية لـ دون تابسكوت، الرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث البلوك تشين حول موضوع تطور التقنية الويب من الـ1.0 إلى 3، والتي أكد فيها على أهمية دمج تقنيات البلوك تشين والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والواقع الممتد، مسلطاً الضوء على عملية الانتقال من الإنترنت المركزي إلى الإنترنت اللامركزي، والذي يمتلك فيه المستخدمون البيانات والأصول ويديرونها.

وقال تابسكوت: “إن تقنية البلوك تشين قادرة على إضافة طبقة بيانات جديدة للذكاء الاصطناعي، ما يجعل من الذكاء الاصطناعي لا مركزياً.

ويمكننا إنشاء حوسبة ونماذج أساسية لا مركزية ومفتوحة المصدر، إضافة إلى معرفة مصدر البيانات، وهو ما سيسهم في حل تحدي التوصيات الخاطئة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، كما يمكننا تحويل التطبيقات نفسها من خلال وضعها على البلوك تشين.”

البلوك تشين

وأضاف: “تحتاج تقنية البلوك تشين إلى النموذج اللامركزي للذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تقنية إنترنت الأشياء حيث يكون العالم المادي ليس ذكياً فحسب، بل ويتواصل مع التعاملات، ونرى فيه العوالم الافتراضية التي تكون لامركزية وغير خاضعة لسيطرة الشركات الكبرى”.

أهمية طبقة الهوية، ودور دبي والريادي

وجمعت جلسة حوارية كلاً من كريستيان غليتش، سفير الرابطة الأوروبية للبلوك تشين، وفريدريك جريجارد، الرئيس التنفيذي لمؤسسة كاردانو، وبدر الكالوتي، رئيس النمو والعمليات الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا في “بينانس”، وتعمقت في تقنية البلوك تشين ومستقبل البنية التحتية الرقمية، حيث جرى خلالها تسليط الضوء على أهمية التوافق بين الأنظمة وخاصة لطبقات الهوية، والحاجة إلى الوضوح التنظيمي، وإمكانية “الباسبورتينغ” لتبسيط الامتثال عبر الدول.

وقال فريدريك جريجارد خلال الجلسة، إن “طبقة الهوية” هي ما نحتاج إلى إنشائه فوق الجيل الثالث من البلوك تشين لتحقيق الوعود المستقبلية لهذه التقنية، مشدداً على أن هذه الطبقة يجب أن تتوافق بين الأنظمة المختلفة لأنها لا تنتمي إلى مصدر تكنولوجي واحد، وأن البلوك تشين ستكون التقنية السائدة عندما يمكن ربطها بالأصول المادية.

وأجمع المشاركون على أن دولة الإمارات تعتبر في طليعة الدول من حيث نهجها تجاه تقنية البلوك تشين، حيث قال فريدريك جريجارد: “أعتقد أن ما تقوم به دولة الإمارات متميز للغاية، حيث أن التركيز هو على كيف يمكننا الاستفادة من التعاون العالمي”.

وأشار جريجارد إلى أن دولة الإمارات لديها القدرة على جمع واضعي المعايير في مجال البلوك تشين، خاصة وأن بيئة الاقتصاد الكلي تعتبر متجزأة في الوقت الحالي.”

وجمعت جلسة خاصة كلاً من هنريك يوهانسون، رئيس المجتمع العالمي في مؤسسة “سوي”، وويلهلم نيومان، نائب رئيس الاتصالات في “توبيت”، وبلال جسومة، مدير منظومات الأعمال في مركز دبي للسلع المتعددة، لمناقشة التحديات والفرص في مجال الويب 3 على مستوى الدولة.

وأشار المشاركون في الجلسة إلى أن وضوح اللوائح التنظيمية في الإمارات يعتبر ميزة تنافسية، على الرغم من أن التحديات مثل الحاجة إلى تعليم أفضل وإلى نماذج الذكاء الاصطناعي، ما زالت قائمة.

وسلط بلال جسومة الضوء على دور الألعاب في تعزيز اعتماد تقنية الويب 3 على نطاق أوسع، وأهمية “الحاضنات التنظيمية” في دفع الابتكار في مجال الويب 3، إضافة إلى فعاليات الهاكاثون باعتبارها وسيلة ناجحة يعتمدها مركز دبي للسلع المتعددة لتشجيع الشركات المُبتكرة على تقديم نماذجها.

ويشار إلى أن قمة مستقبل البلوك تشين جمعت أكثر من 1,200 مستثمر من قطاعات متعددة بما في ذلك التكنولوجيا المالية والابتكار الرقمي، لاستكشاف الفرص الجديدة، ومواكبة الاتجاهات الناشئة التي تشكل هذه المنظومة.

وفي هذا الإطار، قال جيه تي لو، شريك في صندوق “آي في سي”: “تمتعت قمة مستقبل البلوك تشين بقيمة كبيرة من المنظور الاستثماري، حيث شاركت شركات مثيرة للاهتمام من جميع أنحاء العالم. إذ وخلال الأيام الأربعة للقمة، شهدنا جدول مكثف من الاجتماعات رفيعة المستوى التي ساعدتنا في التواصل مع المستثمرين في هذا المجال، ومناقشة المواضيع الرئيسية حول ما يحدث وما هو قادم، حيث كانت فرصة متميزة لتوسيع شبكتنا وتلبية احتياجاتنا الاستثمارية.”