كتب:مصطفى عيد
سجلت قروض بطاقات الائتمان في البنوك السعودية مستوى قياسيًا بلغ 30.27 مليار ريال سعودي (8.07 مليار دولار أمريكي) في الربع الثالث من عام 2024، بزيادة ملحوظة بنسبة 14.24% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وفقًا لبيانات البنك المركزي السعودي (ساما).
هذا الارتفاع يعكس تغييرات في تفضيلات المستهلكين مدفوعة بالتحول الرقمي، المبادرات الاقتصادية، والعروض الائتمانية الجذابة.
وعلى النقيض، ارتفعت القروض الاستهلاكية الإجمالية – باستثناء تمويل العقارات، والتأجير التمويلي، والإقراض بالهامش – بنسبة متواضعة بلغت 4.01% على أساس سنوي لتصل إلى 462.29 مليار ريال سعودي.
شهد قطاع القروض التعليمية أعلى نمو بين جميع الفئات، بزيادة 16% ليصل إلى 8.24 مليار ريال.
أما قروض السيارات والنقل الخاص فقد مثلت أكبر شريحة محددة بنسبة 3% من إجمالي القروض الاستهلاكية، حيث بلغت 11.93 مليار ريال.
اللافت أن 91% من القروض الاستهلاكية تندرج تحت فئة “أخرى”، مما يعكس احتياجات اقتراض متنوعة.
وتتميز القروض الاستهلاكية عمومًا بجداول سداد ثابتة وأسعار فائدة منخفضة، ما يجعلها خيارًا مناسبًا للنفقات الكبيرة مثل شراء السيارات أو تمويل التعليم.
في المقابل، تعمل قروض بطاقات الائتمان كأدوات ائتمان متجددة بمعدلات فائدة متغيرة حسب الاستخدام، ومع أنها تشكل نسبة أقل من إجمالي الدين الاستهلاكي، إلا أن نموها السريع يشير إلى تغير في سلوك الاقتراض.
أظهرت بيانات “ساما” تحولًا كبيرًا في ديناميكيات المدفوعات. حتى نهاية سبتمبر 2024، انخفض عدد أجهزة الصراف الآلي بمقدار 604 أجهزة على أساس سنوي ليصل إلى 15,448 جهازًا، في حين ارتفع عدد البطاقات الصادرة بمقدار 3.6 مليون بطاقة ليصل إلى 49.95 مليون بطاقة.
ومع تبني السعودية للتحول الرقمي، يبرز النمو السريع في قروض بطاقات الائتمان والمدفوعات غير التلامسية كدليل على تطور العادات المالية للمستهلكين والشركات، مما يمهد الطريق نحو اقتصاد غير نقدي يتماشى مع إطار رؤية 2030.