مايك برين المدير التجاري لشركة audax للتكنولوجيا المالية: قطاع الخدمات المالية في مصر يشهد زخما رقميا كبيرا والمركزي المصري أطلق مبادرات عديدة داعمة للابتكار

«فينتيك جيت – Fintech Gate» تحاور Mike Breen، المدير التجاري لشركة audax للتكنولوجيا المالية:

• قطاع الخدمات المالية في مصر يشهد زخمًا رقميًا كبيرًا بفضل التركيبة السكانية الشابة التي تتبنى التكنولوجيا الرقمية
• البنك المركزي المصري أطلق مبادرات عديدة داعمة للابتكار في الخدمات المصرفية
• كل سوق في المنطقة يمر بمرحلة مميزة في رحلته نحو الرقمنة
• شراكتنا مع “ستاندرد تشارترد” مكنت البنك من زيادة قاعدة عملائه في إندونيسيا بثلاثة أضعاف خلال 6 أشهر
• تقدم audax منصة مصرفية رقمية شاملة تتيح للبنوك إطلاق خدمات حديثة دون المساس بجودة تجربة المستخدم

في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها قطاع الخدمات المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تلعب الحلول المصرفية الرقمية دورًا محوريًا في إعادة تشكيل الخدمات المالية وتوسيع نطاق الوصول إليها.
وفي هذا السياق، أكد Mike Breen، المدير التجاري لشركة audax المتخصصة في حلول التكنولوجيا المالية، في حوار خاص مع «فينتيك جيت – Fintech Gate» على أهمية الدور الذي تلعبه مصر في المنطقة، مشيدًا بالجهود التي يبذلها البنك المركزي المصري لتهيئة بيئة داعمة للابتكار في القطاع المصرفي.
وتناول الحوار رؤية audax لدور الحلول الرقمية في دعم تطور قطاع الخدمات المالية في مصر، والذي يشهد زخمًا ملحوظًا بفضل التركيبة السكانية الشابة والسياسات الداعمة للابتكار التي يقودها البنك المركزي المصري. كما استعرض موقف الشركة من التحول الرقمي في أسواق مثل السعودية والإمارات وشمال إفريقيا، مسلطًا الضوء على خططها التوسعية وجهودها لمواجهة تحديات الرقمنة وتسريع وتيرة التحول الرقمي بما يتماشى مع تطلعات العملاء ومتطلبات الأسواق.. وإلى نص الحوار.

كتب: مصطفى عيد
• تعتبر audax من رواد الحلول المصرفية الرقمية، ما الذي يميزها عن منافسيها في السوق، وما هي رؤية الشركة المستقبلية للمنطقة؟

تتميز audax بمزيج فريد يجمع بين الإرث المصرفي العريق والقدرات التكنولوجية المتقدمة، لقد أثبتنا من خلال شراكتنا مع بنك “ستاندرد تشارترد” قدرتنا على تنفيذ الحلول بسرعة غير مسبوقة، حيث اختصرنا فترة التنفيذ من سنوات إلى أشهر، مع خفض كبير في تكاليف تشغيل المنصات المصرفية.
تتمثل رؤيتنا في تمكين البنوك والمؤسسات المالية من التوسع والتحديث عبر قدرات المصرفية الرقمية، ليتسنى لها التركيز على أعمالها الأساسية، ومن خلال بنية حديثة وقابلة للتكيف، نتيح للبنوك اعتماد نماذج أعمال رقمية قابلة للتوسع دون القيود التي تفرضها البنية التحتية الحالية، مع الحفاظ على معايير أمان مصرفية عالية المستوى.

 

• كيف ترى audax دورها في دعم التحول الرقمي للبنوك والمؤسسات المالية في الشرق الأوسط وإفريقيا؟ وما أبرز التحديات التي تواجه هذا التحول في المنطقة؟

تمثل منطقتا الشرق الأوسط وإفريقيا بيئة فريدة حيث يؤدي ارتفاع انتشار الهواتف الذكية واعتماد المدفوعات الرقمية إلى إعادة تشكيل توقعات المستهلكين من الخدمات المالية. يتوقع العملاء اليوم تجربة مصرفية تماثل الراحة التي يجدونها في منصات التجارة الإلكترونية وتطبيقات طلب السيارات ووسائل التواصل الاجتماعي.
أكبر تحدٍ هو تحديث المؤسسات المالية التقليدية بنيتها التحتية القديمة مع الحفاظ على استمرارية العمليات. ويتطلب ذلك من البنوك التعامل مع متطلبات تنظيمية معقدة تختلف من سوق إلى آخر، مع تلبية التوقعات الرقمية المتقدمة. وبالتالي، ينبغي الموازنة بين الابتكار والتنفيذ العملي، وضمان الأمان والامتثال دون المساس بجودة تجربة المستخدم.

 

• ما أبرز الحلول التي تقدمها audax للبنوك والمؤسسات المالية في المنطقة؟ وكيف تساهم هذه الحلول في تحسين تجربة العملاء؟

بينما نستعد لدخول سوق الشرق الأوسط، نقدم منصة مصرفية رقمية شاملة تتيح للبنوك إطلاق خدمات حديثة وقدرات “المصرفية كخدمة” بسرعة، وقد أثبتت إمكانات هذه المنصة من خلال تطبيقاتنا في آسيا، بما في ذلك تعاوننا مع “ستاندرد تشارترد” لإطلاق خدمة “BukaTabungan” في إندونيسيا، والتي مكنت البنك من زيادة قاعدة عملائه في إندونيسيا بثلاثة أضعاف خلال 6 أشهر فقط، حيث كان 98% من العملاء الجدد لم يتعاملوا مع البنك مسبقًا.


وبالنظر إلى تقديم خدماتنا للمؤسسات في الشرق الأوسط، تتيح منصتنا بنية معيارية تسمح للبنوك بتخصيص خدماتها وفقًا لاحتياجات السوق، مع الحفاظ على معايير الخدمة المتسقة. واستنادًا إلى خبراتنا في مناطق أخرى، حيث حققنا عملية تسجيل العملاء الرقمي بالكامل خلال دقيقتين فقط، نعرف كيف نساعد البنوك على تقديم تجارب مصرفية فعالة وآمنة وسلسة.

 

• ما هي أحدث التطورات التكنولوجية التي تؤثر على قطاع الخدمات المالية؟ وكيف تستفيد audax من هذه التطورات لتعزيز عروضها؟

يشهد قطاع الخدمات المالية تحولًا جذريًا مدفوعًا بتقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وأطر العمل المفتوحة للمصرفية. هذا التقارب التكنولوجي يتيح للمؤسسات المالية دمج الخدمات المصرفية بسلاسة في حياة العملاء اليومية، مما يحول البيانات إلى تجارب شخصية تلبي احتياجاتهم.
من واقع خبرتنا، يتطلب التكامل الناجح لهذه القدرات الجديدة نهجًا شاملًا يوازن بين الابتكار ومتطلبات البنية التحتية القائمة والاعتبارات التنظيمية. هذا التطور له أهمية خاصة مع سعي المؤسسات المالية لتحديث أنظمتها الأساسية، مع الحفاظ على مرونة العمليات وتلبية توقعات العملاء للحصول على تجارب مصرفية آمنة وسلسة.

 

• ما هي الأسواق الأكثر واعدة لـ audax في الشرق الأوسط وإفريقيا؟ وما العوامل التي تدفعكم للتوسع في هذه الأسواق؟

تُعد مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات من الأسواق الواعدة، حيث تتميز الإمارات بإطارها التنظيمي المتقدم من خلال المصرف المركزي ودورها كمركز مالي عالمي، فضلاً عن كونها بوابة للسوق الأوسع في الشرق الأوسط.
تشترك هذه الأسواق في سمات تعزز من فرص النمو، مثل ارتفاع نسبة انتشار الهواتف الذكية، ودعم الحكومات لمبادرات الشمول المالي، ونمو الطبقات المتوسطة الباحثة عن خدمات مالية حديثة. كما أن التركيز المتزايد على تقليل الاعتماد على النقد وتعزيز الشمول المالي يفتح آفاقًا جديدة للابتكار في المصرفية الرقمية.

 

• كيف تتكيف audax مع الفروقات الثقافية والقانونية بين الأسواق المختلفة في المنطقة؟ وما الاستراتيجيات التي تتبعونها لتلبية احتياجات العملاء المحليين؟

بدلاً من أن تتطلب البنوك تعديل أنظمتها، تضمن audax أن تكون الأطر الأمنية والتنظيمية مضمنة في بنيتها التحتية الأساسية، مع توفير مراقبة مستمرة وضوابط مدمجة.
يكمن النجاح في تصميم حلول مرنة تتوافق مع الأنظمة القائمة لكل بنك مع تلبية تفضيلات العملاء المحليين. بدلاً من إجراء تغييرات جذرية على أطر الامتثال التنظيمي، تم تصميم منصتنا لتكون قابلة للتكيف، مما يسمح للبنوك بالاستجابة للوائح المتغيرة بأقل قدر من التأثر الخدمات.

 

• ما هي الشراكات الاستراتيجية التي أقامتها audax في المنطقة؟ وكيف تساهم هذه الشراكات في تعزيز موقعكم في السوق؟

تتعاون audax مع شركة “جيل”، الذراع الرقمي لبنك الرياض، بهدف تمكين القدرات المصرفية الرقمية في المملكة العربية السعودية. وتجمع هذه الشراكة بين نقاط القوة المتكاملة لدعم أهداف التحول الرقمي في السوق السعودي، الذي شهد نموًا سريعًا في تبني المحافظ الرقمية، حيث ارتفع عدد المستخدمين من 315 ألفًا في 2018 إلى أكثر من 17 مليونًا في 2022. ونعمل من خلال هذه الشراكة على تسهيل تبني نماذج مصرفية حديثة مثل “المصرفية كخدمة” والبنوك الرقمية وحلول المصرفية المفتوحة.
كما دخلت audax في شراكة مع شركة Paymentology، المتخصصة في معالجة المدفوعات، لتمكين المؤسسات المالية في الشرق الأوسط من إطلاق برامج بطاقات خاصة بها في غضون أشهر فقط. تدعم هذه الشراكة المؤسسات التي تواجه ضغوطًا على الإيرادات وهوامش الربح من خلال تقديم حلول مرنة وقابلة للتطوير تسهل الامتثال التنظيمي وتسرع من إصدار البطاقات.

 

• كيف ترى مستقبل المصرفية كخدمة (BaaS) في المنطقة؟ وما الفرص التي توفرها هذه الخدمة؟

يشهد تبني نموذج المصرفية كخدمة (BaaS) تسارعًا في المنطقة مع إدراك المؤسسات لإمكاناته في دمج الخدمات المالية مباشرةً في منصاتها، سواء كانت منصات للتجارة الإلكترونية أو تطبيقات النقل التشاركي.
هذا النموذج يتميز بفعاليته في الأسواق التي يفوق فيها التبني الرقمي البنية التحتية المصرفية التقليدية، مما يخلق فرصًا للبنوك القائمة والجهات الجديدة على حد سواء. نشهد ذلك من خلال شراكات مبتكرة تجمع بين البنوك وشركات التكنولوجيا المالية والأعمال غير المالية، حيث تستفيد كل جهة من نقاط قوتها الفريدة لتوليد مصادر دخل جديدة وتعزيز قيمة الخدمات المقدمة للعملاء.

 

• كيف ترى قطاع الخدمات المالية في مصر؟ وما دور الحلول المصرفية الرقمية في تطوره؟

يشهد قطاع الخدمات المالية في مصر زخمًا رقميًا كبيرًا بفضل التركيبة السكانية الشابة التي تتبنى التكنولوجيا الرقمية أولًا. وقد أطلق البنك المركزي المصري مبادرات متنوعة داعمة للابتكار في الخدمات المصرفية، مما ساهم في انتشار واسع للحلول المصرفية الرقمية في السوق، وخلق فرص جديدة للتحديث والنمو.
نعتقد أن الحلول الرقمية ستلعب دورًا متزايد الأهمية في مشهد الخدمات المالية مع سعي البنوك لتوسيع نطاق خدماتها بكفاءة، مع تلبية توقعات جيل رقمي متفاعل. تسهم هذه الحلول بشكل خاص في تعزيز الوصول إلى الخدمات المالية لفئات متنوعة من العملاء، مع الحفاظ على كفاءة العمليات التشغيلية.

 

• ما موقف الشركة من التحول الرقمي في أسواق مثل مصر، السعودية، الإمارات، وشمال إفريقيا؟ وما هي الاستراتيجيات التي تعتمدها للتكيف مع هذا المشهد المتغير والحفاظ على تنافسيتها؟

كل سوق في المنطقة يمر بمرحلة مميزة في رحلته نحو الرقمنة، تتأثر بإطاره التنظيمي الفريد ومعدلات التبني الرقمي. تسهم مبادرات رؤية السعودية 2030 والبنية التحتية الرقمية المتقدمة في الإمارات في إحداث تغييرات سريعة، بينما تشهد الأسواق المصرية وشمال إفريقيا زخمًا قويًا بدعم تنظيمي تقدمي وزيادة معدلات التبني الرقمي بين الفئات الشابة التي تجيد استخدام التكنولوجيا.
ندرك هذه الديناميكيات السوقية المتنوعة ونكيف استراتيجياتنا وفقًا لها من خلال شراكات استراتيجية، كما يتضح من شراكتنا الأخيرة مع “جيل” في السعودية. عبر العمل عن كثب مع شركاء محليين يفهمون احتياجات السوق، نتمكن من دعم البنوك في تحديث خدماتها مع الالتزام بالمتطلبات التنظيمية المحلية وتلبية تفضيلات العملاء.