الشرطة البرازيلية تكشف تورط شركات التكنولوجيا المالية في غسيل أموال مخدرات لصالح أكبر عصابة إجرامية في البلاد

كتب:مصطفى عيد

كشفت الشرطة البرازيلية عن تورط منصة التكنولوجيا المالية “4TBank” في غسيل مئات الملايين من الدولارات لصالح أكبر عصابة مخدرات في البرازيل، “أمر القيادة الأول” (PCC)، وهي إحدى العصابات العالمية المتورطة في تجارة المخدرات.

وأظهرت التحقيقات أن الشركة، التي كانت تدعي بأنها تعمل على تقليل الفوارق الاقتصادية في البرازيل من خلال تحسين الوصول إلى الأسواق المالية، قد ساعدت في غسل الأموال الناتجة عن تجارة الكوكايين، بالإضافة إلى تحويل الأموال إلى حملات انتخابية.

وكان الإعلان الدعائي للشركة قد ظهر في عام 2021 مع ظهور مديرة الشركة التنفيذية ماتيه أوبام، وهي تدعي أن الشركة جاءت لتقليل الرسوم المالية المرتفعة التي تثقل كاهل الأفراد.

وذكر تقرير لوكالة بلومبرج أن السلطات اكتشفت تورط الشركة في أنشطة غير قانونية تتجاوز ما كان يبدو للوهلة الأولى. وفقًا للشرطة، قامت “4TBank” بغسل أموال ناتجة عن عمليات تجارية غير شرعية للمجموعة الإجرامية الأكثر شهرة في البرازيل، وهي عصابة “PCC”، التي تدير شبكة تجارة مخدرات تمتد عبر خمسة قارات.

ومن خلال هذه الأنشطة، استطاع أفراد العصابة تهريب الأموال إلى الأسواق المالية الرقمية، بما في ذلك منصات العملات الرقمية والمراهنات الرياضية عبر الإنترنت.

وفي سياق متصل، قال لينكولن جاكيا، المدعي العام في ولاية ساو باولو: “أفضل بكثير من العثور على بنك أو واجهة لغسل أموالك هو إنشاء بنكك الخاص”.

وأضاف أن “PCC” يحقق مبيعات تقدر بمليار دولار سنويًا من تجارة المخدرات فقط.

ومن خلال التحقيقات، طلبت السلطات تجميد أكثر من 8.6 مليار ريال برازيلي (ما يعادل حوالي 1.5 مليار دولار) من الأصول المرتبطة بـ “4TBank” وشركائها.

وفي تعليق له، قال فابريسيُو إنتيليزانو، المحقق الرئيس في القضية، إنه اضطر لإعادة حساب المبلغ عدة مرات للتأكد من دقته، قائلاً: “لم أصدق ما كنت أراه في البداية”.

بعد هذا الكشف، قامت السلطات البرازيلية بمداهمة شركات تكنولوجيا مالية أخرى غير مسجلة، يشتبه في تورطها في عمليات مالية غير قانونية، حيث قدرت قيمة المعاملات التي نفذتها هذه الشركات بأكثر من مليار دولار، مع شكوك قوية في ارتباط جزء كبير منها بالجريمة المنظمة وعصابة “PCC”.