محمد سكراوي : قطاع العقارات تحولًا جذريًا بفضل التقدم التكنولوجي المتسارع، ولا سيما الذكاء الاصطناعي

كتب:أحمد أبوعلي

صرح محمد سكراوي نائب الرئيس التنفيذي لشركة دوتس هب للحلول التكنولوجية ؛ بأن قطاع العقارات عالميا الأن تحولًا جذريًا بفضل التقدم التكنولوجي المتسارع، ولا سيما الذكاء الاصطناعي ، وهذا التحول يحمل معه مجموعة من الفوائد الاقتصادية الهامة التي ستشمل القطاع العقاري والاقتصاد ككل.

وفيما يتعلق بالأهميه الاقتصادية لزيادة اعتماد القطاع العقاري على الذكاء الاصطناعي؛ قال سكراوي ؛ أن زيادة اعتماد القطاع العقاري على الذكاء الاصطناعي يحقق مجموعه من الفوائد الاقتصاديه – يأتي في مقدمتها زيادة الكفاءة وتقليل التكاليف ، وتحسين عمليات البناء ، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين تخطيط وتنفيذ المشاريع، مما يؤدي إلى تقليل الوقت والجهد والتكاليف ، كذلك إدارة الطاقة بكفاءة ، حيث يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي تحليل استهلاك الطاقة في المباني واقتراح طرق لتحسين الكفاءة، مما يؤدي إلى تقليل التكاليف التشغيلية.

وأضاف يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بمشاكل الصيانة قبل حدوثها، مما يقلل من تكاليف الإصلاحات الطارئة ، هذا بالاضافه إلي تحسين جودة المباني من خلال تقديم تصميمات مبتكره ، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي توليد تصميمات معمارية مبتكرة تلبي احتياجات المستخدمين بشكل أفضل ،

كما يمكن للذكاء الاصطناعي ضمان جودة أعلى في البناء من خلال مراقبة عمليات البناء بدقة ، وأيضا زيادة الطلب على العقارات، كما تجذب المباني الذكية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي المزيد من المشترين والمستأجرين ، كما يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين تجربة المستخدمين من خلال توفير خدمات مخصصة، مما يزيد من الطلب على العقارات.

وأضاف سكراوي ، سيؤدي اعتماد القطاع العقاري على الذكاء الاصطناعي إلى خلق فرص عمل جديدة في مجالات مثل تطوير البرمجيات، وتحليل البيانات، وإدارة الأنظمة الذكية ، وكذلك تعزيز الاستدامة من خلال البناء مستدام، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في بناء مباني أكثر استدامة من خلال تحسين كفاءة الطاقة والموارد ، والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة: يمكن للقطاع العقاري المدعوم بالذكاء الاصطناعي أن يساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لذا فإن زيادة اعتماد القطاع العقاري على الذكاء الاصطناعي له آثار إيجابية كبيرة على الاقتصاد ككل، حيث يساهم في زيادة الإنتاجية، وخلق فرص عمل جديدة، وتحسين جودة الحياة. كما أنه يدفع عجلة الابتكار والتطوير في هذا القطاع الحيوي.

وأشار سكراوي ؛ إلي أن الذكاء الاصطناعي بات يؤثر على أسعار العقارات بشكل مباشر وغير مباشر على أسعار العقارات، مما يثير العديد من التساؤلات حول مدى هذا التأثير وكيفية حدوثه ، وتتضح الآليات التي يؤثر بها الذكاء الاصطناعي على أسعار العقارات من خلال التقييم العقاري الدقيق ، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات المتعلقة بالعقارات، مثل الموقع، المساحة، العمر، المرافق، والأسعار السابقة، لتقديم تقييمات أكثر دقة وسريعة للعقارات ، وهذه الدقة في التقييم تساهم في تحديد أسعار عادلة للعقارات، مما يقلل من الفجوة بين العرض والطلب ، والتنبؤ بأسعار العقارات باستخدام تقنيات التعلم الآلي، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل الاتجاهات السابقة في سوق العقارات وتوقع التغيرات المستقبلية في الأسعار ، وهذا يساعد المستثمرين والمطورين العقاريين على اتخاذ قرارات استثمارية أكثر استنارة ، وكذلك تخصيص العروض العقارية ، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل بيانات العملاء وتفضيلاتهم لتقديم عروض عقارية مخصصة لكل عميل وهذا التخصيص يزيد من فرص إتمام الصفقات ويساهم في ارتفاع الأسعار في القطاعات الأكثر طلبًا

بالاضافه إلي تحسين كفاءة عمليات البيع والشراء ، وذلك لأنه يمكن من خلال الذكاء الاصطناعي تبسيط عمليات البيع والشراء من خلال توفير منصات إلكترونية متقدمة للبحث عن العقارات وإدارة المعاملات

وهذا يسرع من وتيرة المعاملات ويزيد من السيولة في السوق العقاري ، وأيضا اكتشاف فرص استثمارية جديدة ، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الكبيرة لاكتشاف فرص استثمارية جديدة في سوق العقارات، مثل المناطق الناشئة أو العقارات ذات العائد المرتفع.

وذكر سكراوي ، أن هناك عده عوامل تؤثر على أسعار العقارات في ظل الذكاء الاصطناعي منها زيادة الطلب؛ ف قد يؤدي تخصيص العروض العقارية وتحسين تجربة المستخدم إلى زيادة الطلب على بعض أنواع العقارات، مما يدفع الأسعار إلى الارتفاع ، كما يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في تقليل تكاليف تطوير العقارات وتشغيلها، مما قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار في بعض الحالات ، وزيادة الشفافية، حيث تساهم الدقة في تقييم العقارات وزيادة المعلومات المتاحة في السوق في زيادة الشفافية، مما قد يؤدي إلى استقرار الأسعار ، وكذلك التغيرات في سلوك المستهلك، حيث قد تؤدي التغيرات في سلوك المستهلك الناتجة عن استخدام التكنولوجيا إلى تغيير الطلب على أنواع معينة من العقارات، مما يؤثر على الأسعار.

وإختتم سكراوي ، إنه على الرغم من الإمكانات الهائلة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لقطاع العقارات، إلا أنه لا يخلو من التحديات التي يجب التغلب عليها لضمان نجاح تطبيقه ، وتتمثل تلك التحديات في جودة البيانات ، حيث يعتمد الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على جودة وكفاية البيانات المتاحة. فإذا كانت البيانات ناقصة أو غير دقيقة، فإن النتائج التي يقدمها الذكاء الاصطناعي ستكون غير دقيقة أيضاً ، وكذلك ضروره توحيد البيانات، حيث قد توجد تحديات في توحيد البيانات من مصادر مختلفة، مما يجعل عملية تحليلها وتفسيرها أكثر تعقيداً، والتكلفه، والتي تعد من أهم التحديات   بسبب ضروره تطوير البنية التحتية ، حيث يتطلب اعتماد الذكاء الاصطناعي استثمارات كبيرة في تطوير البنية التحتية التقنية، بما في ذلك الأجهزة والبرامج ، وكذلك يحتاج الموظفون إلى التدريب المستمر على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، مما يتطلب تكاليف إضافية، وكذلك تحدي الأمن السيبراني، لأنه مع زيادة الاعتماد على البيانات، يصبح الأمن السيبراني قضية بالغة الأهمية ، مما يجب حماية البيانات الحساسة للمستخدمين والشركات من الاختراقات، و تتطور التهديدات السيبرانية باستمرار، مما يتطلب تحديث أنظمة الحماية بشكل دوري .

هذا بجانب تحدي القضايا الأخلاقية الناتجه عن التحيز في البيانات؛ فقد تحتوي البيانات المستخدمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على تحيزات، مما يؤدي إلى نتائج متحيزه ،كما يجب حماية خصوصية المستخدمين، خاصة فيما يتعلق ببياناتهم الشخصية.

، وأيضا من ضمن التحديات القبول الاجتماعي ، والناتج عن الثقة في التكنولوجيا، فقد يكون هناك بعض المقاومة من قبل بعض الأفراد تجاه استخدام التكنولوجيا في القطاع العقاري، خاصة فيما يتعلق بعمليات البيع والشراء ،وكذلك التغيير في الأدوار، ف قد يؤدي اعتماد الذكاء الاصطناعي إلى تغييرات في الأدوار الوظيفية، مما يتطلب إعادة تأهيل القوى العاملة ، وأخيرا تحدي التكامل مع الأنظمة الحالية، وذلك لأنه قد يكون من الصعب دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي مع الأنظمة الحالية المستخدمة في القطاع العقاري.