«موانئ أبوظبي» تختتم 2024 بنمو قوي..وتعزز مكانتها في التجارة والخدمات اللوجستية  

كتب:رامي سميح

نجحت مجموعة موانئ أبوظبي ، المحرك العالمي الرائد للتجارة والصناعة والخدمات اللوجستية، خلال عام 2024 في تعزيز مكانتها الرائدة عالمياً في قطاع التجارة والخدمات اللوجستية، من خلال نجاحها في توسيع انتشارها عالمياً بشكل غير مسبوق، وتخصيص استثمارات استراتيجية في مشاريع وصفقات واعدة، ما أسهم في توسيع نطاق شبكة أعمالها، وتطوير إمكاناتها وحضورها الدولي، مع التزامها الراسخ بالابتكار المستدام والتميز التشغيلي في قطاع التجارة العالمية والخدمات اللوجستية. وقد اتسم هذا العام بإنجازات لافتة عكست الرؤية الاستراتيجية للمجموعة وأدائها التشغيلي المتميز.

ميناء خليفة

اختتمت المجموعة عامها الحافل بالإنجازات بتدشين سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، محطة الحاويات الجديدة “سي إم إيه تيرمينالز ميناء خليفة”، والتي ستسهم في زيادة الطاقة الاستيعابية لميناء خليفة بنسبة 23%، مما يوفر فرصاً واعدة لرفد اقتصاد أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، يمثل تدشين المحطة الجديدة علامة فارقة لميناء خليفة، والذي مر بمراحل تطور سريعة منذ إنشائه، ليصبح الآن أحد أسرع الموانئ التجارية نمواً وكفاءة على مستوى العالم.

أوتوتيرمينال ميناء خليفة

كما شهدت محطة “أوتوتيرمينال ميناء خليفة” زيادة بنسبة 30% في مناولة المركبات في النصف الأول من العام، ما أدى إلى إنشاء توسعة إضافية لمواقف المركبات على مساحة 90 ألف متر مربع لتلبية الطلب المتزايد. ولا شك أن هذه التوسعة تضمن استمرارية الأعمال للمتعاملين في ظل ارتفاع أحجام مناولة المركبات.

نواتوم

يمثل استكمال دمج أصول مجموعة نواتوم في الهيكل المؤسسي لمجموعة موانئ أبوظبي إنجازاً رئيسياً آخر، حيث ستسهم إعادة الهيكلة في الاستفادة من حقوق العلامة التجارية الدولية لنواتوم، وتدعيم الهيكل المؤسسي لمجموعة موانئ أبوظبي انسجاماً مع استراتيجيتها للتوسع الدولي. وقد نجح هذا التكامل في زيادة الكفاءة تشغيلية والنمو الدولي للمجموعة، بالإضافة إلى طرح منتجات وحلول متنوعة والدخول إلى مناطق جغرافية جديدة، وتنويع محفظة أعمال المجموعة، ما يسهم في ترسيخ مكانتها الرائدة في قطاع الخدمات البحرية واللوجستية، وتصبح ممكِّناً رائداً للتجارة العالمية.

الأداء المالي

حققت مجموعة موانئ أبوظبي مستويات قياسية من الإيرادات وصافي الأرباح في الأشهر التسع الأولى من عام 2024، بلغت 12.72 مليار درهم و 1.29 مليار درهم على التوالي، مدفوعة بالنمو القوي في جميع قطاعات أعمالها الرئيسية، وذلك بنسبة 13% على أساس سنوي لقطاع الموانئ، وبنسبة 46% على أساس سنوي للقطاع البحري والشحن، وبنسبة 11% على أساس سنوي لقطاع المدن الاقتصادية والمناطق الحرة، وبنسبة 26% على أساس سنوي للقطاع اللوجستي، وبنسبة 4% على أساس سنوي للقطاع الرقمي.

وكانت مجموعة موانئ أبوظبي قد حصلت على تصنيف (A1) مع نظرة مستقبلية مستقرة من وكالة “موديز” الدولية للتصنيف الائتماني، مما يعكس قوة الأداء المالي والسيولة، وآفاق النمو الاستثنائية للمجموعة.

وفي سبتمبر 2024، تم إبرام اتفاقيات لإعادة تمويل قرض مشترك بقيمة 2.25 مليار دولار بشروط أكثر ملاءمة، وتمكنت المجموعة بنجاح من إعادة تمويل وزيادة حجم تسهيلاتها الائتمانية المتجددة الحالية من مليار دولار لتصل إلى 2.125 مليار دولار مما يعزز المرونة المالية للمجموعة، ويخفض من تكاليف التمويل، ويمنحها خيارات تخطيط أفضل.

وقال الكابتن محمد جمعة الشامسي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي: “نجحت مجموعة موانئ أبوظبي خلال 2024 في تعزيز مكانتها الرائدة عالمياً في قطاع التجارة والخدمات اللوجستية من خلال توسعة أعمالها وتخصيص استثمارات استراتيجية مدروسة.

وأضاف إننا نفخر بتدشين سمو الشيخ خالد بن محمد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، محطة الحاويات الجديدة “سي إم إيه تيرمينالز ميناء خليفة”، وهي أحدث إضافة للبنية التحتية لميناء خليفة، والتي ستعزز شبكة الربط بين أبوظبي والعالم.

علاوة على ذلك، نجحنا في دمج شركة نواتوم، والتي تمثل أكبر عملية استحواذ لنا حتى الآن، الأمر الذي أسهم في توسيع الآفاق الاقتصادية لمجموعتنا”.

وتابع الشامسي: “لقد أثمرت جهودنا في دخول المجموعة لأول مرة ضمن قائمة أفضل 20 مشغلاً لموانئ الحاويات في العالم وفقا لشركة دروري الدولية.

وذكر دخلنا خلال 2024 إلى أسواق عالمية جديدة، من خلال مشاريع في كل من أنجولا ومصر وتنزانيا وباكستان وجورجيا. وتأتي هذه النجاحات البارزة لتسلط الضوء على رسوخ مكانتنا وخطط أعمالنا، واستراتيجيتنا الدولية الحصيفة، انسجاماً مع رؤى وتوجيهات قيادتنا الرشيدة”.

التوسع الدولي

على مدار عام 2024، وسعت مجموعة موانئ أبوظبي من حضورها العالمي، لاسيما في آسيا عبر إبرام اتفاقية امتياز لمدة 25 عاماً في ميناء كراتشي الباكستاني، لتطوير وتشغيل وإدارة أرصفة محطة البضائع السائبة والعامة (11-17)، باستثمار مخطط له بقيمة 75 مليون دولار أمريكي خلال أول عامين.

ووسعت المجموعة حضورها في مصر من خلال إبرام اتفاقيات مع الهيئة العامة لموانئ البحر الأحمر، لتطوير وتشغيل وإدارة ثلاث محطات للسفن السياحية في كل من سفاجا والغردقة وشرم الشيخ. وستسهم هذه الخطوة الاستراتيجية في رفد أعمال الرحلات البحرية لمجموعة موانئ أبوظبي في المنطقة، مع الاستفادة من محطة السفن السياحية التي تديرها في العقبة الأردنية، ودعم زيادة أعداد ركاب السفن السياحية في جميع أنحاء المنطقة.

وتساهم عملية الاستحواذ على شركة “سفينا بي في” المصرية في عام 2024 في توسيع شبكة خطوط المجموعة إلى 15 ميناء مصرياً، وتوفير خدمات النقل عبر قناة السويس. وتأتي هذه الجهود استكمالاً لعمليات الاستحواذ السابقة على شركتي “ترانسمار” و”تي سي آي”، واتفاقية الامتياز التي أبرمتها المجموعة لبناء وتشغيل وإدارة محطة متعددة الأغراض في سفاجا، مما يسهم في تحقيق نمو في إيرادات وأرباح قطاعات أعمال المجموعة، وتعزيز التكامل فيما بينها.

كما حصلت المجموعة على عقد امتياز لتشغيل وتطوير وإدارة محطة متعددة الأغراض في ميناء لواندا الأنجولي، وإنشاء شركة لوجستية مع الشريكين المحليين “مالتي باركيز” و “يونيكارغاز”. ويقوم ميناء لواندا بمناولة نحو 76% من الحاويات والبضائع العامة في أنجولا، كما يعمل كمركز رئيسي لإعادة الشحن في منطقة وسط غرب إفريقيا، ويوفر إمكانية الوصول البحري إلى الدول المجاورة غير الساحلية مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا. علاوة على ذلك، استحوذت مجموعة موانئ أبوظبي و “أداني” على شركة “تنزانيا الدولية لخدمات محطات الحاويات”، والتي تشغل الأرصفة (8 – 11) في ميناء دار السلام التنزاني.

وفي آسيا الوسطى، استحوذت مجموعة موانئ أبوظبي على حصة 60% في ميناء تبليسي الجاف، وهو منشأة لوجستية متعددة الوسائط في جورجيا، ستعمل مجموعة موانئ أبوظبي من خلاله على ربط مراكز التصنيع في آسيا بأسواق المستهلكين في أوروبا، انطلاقاً من موقعه الاستراتيجي على طول الممر الأوسط، ومستفيداً من مجموعة من الموانئ البحرية والجافة في كل من كازاخستان وأذربيجان وأرمينيا وجورجيا وتركيا.

أبرز التطورات الرئيسية الأخرى

أعلنت “سفين للخدمات تحت سطح البحر”، وهي مشروع مشترك بين مجموعة موانئ أبوظبي ومجموعة “إن إم دي سي”، عن إطلاق “سفين جرين”، وهي سفينة ذاتية القيادة يتم التحكم فيها عن بعد، في خطوة تمثل نقلة نوعية في مجال خدمات المسح والمعاينات البحرية.

وأعلنت “مجموعة سفين”، بالتعاون مع مجموعة “دامن” لأحواض السفن، عن تسجيل رقم قياسي عالمي جديد في موسوعة غينيس للأرقام القياسية للقاطرة الكهربائية “بو طينة” وهي أقوى قاطرة كهربائية متعددة الأغراض. وقد تم تصميم هذه القاطرة الكهربائية المبتكرة مع التركيز على مفهوم الاستدامة، بما يسهم في تقليل البصمة الكربونية للأنشطة البحرية بفضل انبعاثاتها الصفرية من “الخزان إلى المروحة”.

ساهمت مناطق خليفة الاقتصادية أبوظبي – مجموعة كيزاد، أكبر مشغل للمناطق الاقتصادية المتكاملة والمتخصصة في المنطقة، في نجاحات المجموعة من خلال عدة عقود تأجير أراضي ومشاريع تطويرية، حيث أبرمت اتفاقية مساطحة لمدة 50 عاماً مع شركة “إن إم دي سي إنيرجي، التابعة لمجموعة “إن إم دي سي”، لتطوير منشأة صناعية جديدة بقيمة 367 مليون درهم، وسيسهم هذا المشروع الذي يمتد على مساحة 224 ألف متر مربع في تعزيز قطاع النفط والغاز الإقليمي، وتوفير ما يقدر بنحو 3,000 فرصة عمل جديدة.

كما تكلَّل نجاح المجموعة بدعم من مجموعة كيزاد، التابعة لقطاع المدن الاقتصادية والمناطق الحرة، أكبر مشغل للمناطق الاقتصادية المتكاملة والمتخصصة، حيث شهد هذا العام المميز العديد من التطورات الرئيسية، حيث أبرمت كيزاد اتفاقية مساطحة لمدة 50 عاماً مع شركة “إن إم دي سي إنيرجي، التابعة لمجموعة “إن إم دي سي”، لتطوير منشأة صناعية جديدة بقيمة 367 مليون درهم، وسيسهم هذا المشروع الذي يمتد على مساحة 224 ألف متر مربع في تعزيز قطاع النفط والغاز الإقليمي، وتوفير ما يقدر بنحو 3,000 فرصة عمل جديدة.

وأبرمت كيزاد اتفاقية مساطحة أخرى لمدة 50 عاماً مع شركة تيتان ليثيوم التي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقراً لها لإنشاء مصنع لمعالجة الليثيوم وفق أحدث الطرز في منطقة “كيزاد المعمورة”، باستثمارات قدرها 5 مليارات درهم. وسيتم تطوير المصنع على مساحة 290 ألف متر مربع، وسيقوم بتصنيع بطاريات الليثيوم، مما سيسهم في تعزيز مكانة دولة الإمارات كقوة رئيسية في سوق معالجة الليثيوم على مستوى العالم.

وتم إبرام اتفاقية مساطحة مع شركة عزيزي للتطوير العقاري، بقيمة 1 مليار درهم يتم بموجبها إنشاء 12 منشأة صناعية حديثة في منطقة كيزاد (أ) (كيزاد المعمورة)، في صفقة هي الأكبر خلال عام 2024، لتواصل كيزاد ترسيخ مكانتها كشريك موثوق به للمصنعين في دولة الإمارات عبر مختلف القطاعات.

وبدأت كيزاد في تطوير منشآت صناعية ولوجستية جاهزة باستثمارات تزيد على 621 مليون درهم، لزيادة الطاقة الاستيعابية للمستودعات بما يزيد على 250 ألف متر مربع بنهاية عام 2025. ومن المتوقع أن يؤدي تطوير المنشآت الجديدة إلى زيادة في الطاقة الاستيعابية الإجمالية لمرافق التخزين بنسبة 43%، لتلبية الطلب المتزايد على المرافق الصناعية واللوجستية.

التحول الرقمي

وفيما يتعلق بالقطاع الرقمي، والذي يتولى جهود التحول الرقمي في مجموعة موانئ أبوظبي، فقد تطورت عملياته ليسجل أرباحاً من أنشطته الخارجية. وكان من أبرز إنجازات القطاع في عام 2024 الاستحواذ على حصة 60% من أسهم شركة “دبي للتكنولوجيا”، وهي شركة متخصصة في تطوير حلول التجارة والنقل، وتتخذ من دبي مقراً لها. وقد قامت شركة دبي للتكنولوجيا بتطوير منصة ذكية لإدارة عمليات الموانئ، يستفيد منها حالياً العديد من مشغلي الموانئ العالميين، حيث تطبق هذه المنصة تقنية “التوأم الرقمي” المتطورة والمطلوبة للغاية في السوق.

وانسجاماً مع التطور الذي شهده القطاع الرقمي، أعلنت مجموعة موانئ أبوظبي عن تغيير العلامة التجارية والهوية المؤسسية لشركة بوابة المقطع إلى مجموعة مقطع للتكنولوجيا، تماشياً مع استراتيجيتها الرامية إلى تيسير التجارة العالمية عبر توظيف حلول الرقمنة.

وكانت الاتفاقية التي أبرمت مع شركة تطوير العقبة الأردنية والتي يتم بموجبها لاستخدام “نظام مجتمع الموانئ” في عمليات ميناء العقبة من خلال مشروع المقطع أيلة المشترك، هي أول صفقة للقطاع الرقمي خارج دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتؤكد هذه المبادرات التكنولوجية على التزام مجموعة موانئ أبوظبي بالنمو المستقبلي، والتحول الرقمي في قطاع التجارة والخدمات اللوجستية.