أول مواطن خليجي يتولى منصبا عالميا رفيعا في مجال العملات المشفرة..منصة «كريبتو» تُعين «إماراتي» رئيسا للعمليات
كتب: محمد بدوي
تم تعيين محمد الحكيم، خريج الجامعة الكندية دبي، رئيسًا للعمليات في الإمارات لدى منصة Crypto.com، ليكون بذلك أول مواطن إماراتي ومن دول مجلس التعاون الخليجي والإمارات يتولى منصبًا مرموقًا في مجال العملات المشفرة.
واشتهر الحكيم بأنه قائد بارز يتمتع بمسيرة مهنية متميزة في الهيئات الحكومية، ويستعد الآن لقيادة تحول المشهد المالي في المنطقة. ومن خلال كشف غموض عالم العملات المشفرة، فإنه يستهدف تأمين مكانة الإمارات العربية المتحدة كمركز عالمي للقطاع.
ولدى عودته إلى دولة الإمارات من الدراسة في أستراليا، التحق الحكيم بالجامعة الكندية دبي في عام 2010 ليحصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، تخصص التمويل والتسويق، ويُثمن تلك الفترة داخل أروقة الجامعة بأنها نقطة انطلاق لرحلته المهنية. وأوضح الحكيم، “لم يكن مجال البلوك تشين والعملات المشفرة أولوياتي واهتماماتي في ذلك الوقت، ولكن عندما يتعلق الأمر بجمع الأموال ودخول عالم التمويل وتطوير الأعمال، كانت رحلتي بالجامعة قد بدأت. ساعدتني الجامعة في التعرف على موهبتي في جذب الرعاة، حيث جرى تنظيم أول احتفال باليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة داخل الجامعة وبدعم من الرعاة الذين استطعت اجتذابهم”.
أسس الحكيم مسيرة مهنية ناجحة في تطوير الأعمال والتخطيط الاستراتيجي وتحقيق الإيرادات مع مطورين حكوميين بارزين. وقد ساعدته مواهبه وقدراته القيادية الاستثنائية على الحصول على هذا المنصب. وفي تأمله لهذا الإنجاز، قال الحكيم، “كنت أدعم رئيس المجموعة ورئيس الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية أثناء زيارتهما لدبي. وبعد فترة وجيزة، تمت دعوتي لقيادة منطقة دول مجلس التعاون الخليجي بمنصة كريبتو. وقد كانت رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الملهم الحقيقي بالنسبة لي، وهو يشجع الإماراتيين دائمًا على الريادة في مجالاتهم. “إنها لحظة فخر أن أكون أول من يدير ويقود مثل هذه المنصة.”
وبفضل وجود نظام بيئي قوي للأصول الرقمية، أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة نفسها بالفعل باعتبارها ثالث أكبر اقتصاد للعملات المشفرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. في منصبه الجديد، يهدف الحكيم الآن إلى تعزيز هذه المنصة والبناء عليها لإزالة الغموض عن العملات المشفرة وفي النهاية رؤيتها كوسيلة دفع. وأوضح، “السؤال الأول الذي يسأله الناس دائمًا هو، كيف يمكنني إنفاق العملات المشفرة؟ كيف يمكنني تحويلها إلى نقود؟ لذلك، قدمت المنصة مؤخرًا أول بطاقة ماستركارد، مما يعني أنه يمكنك تغيير عملتك المشفرة على الفور وتسييلها.”
وتابع الحكيم، “في دولة الإمارات العربية المتحدة، نحن خاضعون للتنظيم من قبل سوق أبو ظبي العالمي (ADGM) وهيئة تنظيم الأصول الافتراضية، لذا فإن تنظيمنا وامتثالنا وأمننا قوي جدًا. كما أن تثقيف الناس وتعريفهم بهذا الأمر لهو مفتاح تقدم عالم العملات المشفرة. “هدفي للعامين المقبلين يتمثل في التأكد من أن تجار التجزئة وشركات الطيران والسياح القادمين إلى دبي يرونها كمدينة للعملات المشفرة، حيث يمكنك إنفاق عملتك المشفرة أينما ذهبت. أود أن أرى العملات المشفرة متاحة لجميع الأشخاص كوسيلة دفع، لأن هذا هو المستقبل”.
وبالنظر إلى التقدم الطويل الأجل للصناعة في المنطقة، يعتقد الحكيم أن تطوير المواهب المحلية هو المفتاح. وأفاد قائلا: “لدينا مواطنون إماراتيون دخلوا عالم البلوك تشين، ولدينا مواهب إماراتية جيدة بدأت في تداول العملات المشفرة. وبمجرد أن نصبح عاملين بالكامل خارج دبي، أود التأكد من أن 90٪ من التداول على الأقل من المواطنين الإماراتيين. كما أن التعليم مهم جدًا، لذا فإن الخطوة الأولى هي التأكد من أن رسالتنا واضحة حول كيفية التعامل مع العملات المشفرة واستلامها وتداولها”.
إن خطط الحكيم لمثل هذا التعليم المتوافق مع الصناعة مستوحاة أيضًا من تأملاته في حياته الطلابية. واختتم حديثه قائلاً: “كطالب، كنت أركز بشدة على إنهاء دراستي الجامعية والانتقال إلى عمل آخر. كانت هناك فرص لتعلم المزيد عن مسارات مختلفة، لكنني كنت مدفوعًا كليًا نحو التخرج. لذا، أريد تشجيع طلاب اليوم على اغتنام هذه الفرص، ومع وضع هذا في الاعتبار، نتطلع إلى التعاون مع الجامعة الكندية دبي لتقديم دورات تعليمية للشاب، للسماح لهم باستكشاف وفهم عالم التشفير”.