كتب:أحمد أبوعلي
صرح المعماري دكتور مهندس محمد طلعت – الخبير المعماري ورئيس مجلس إدارة شركة محمد طلعت معماريون، بأن التطور التقني كان له تأثير كبير على مجال التصميمات المعمارية، حيث أصبح المعماريون الآن قادرين على استخدام أدوات وتقنيات حديثة لتحسين جودة التصميم وزيادة الكفاءة.
وأضاف طلعت أن من أهم تأثيرات التطور التقني في هذا المجال، هو استخدام البرمجيات المتطورة، وهو ما ساهم إلى حد بعيد في تحسين دقة التصاميم المعمارية، حيث إن هذه البرامج تسهل إنشاء رسومات دقيقة، وتعديلات سريعة، وكذلك رسومات ثلاثية الأبعاد، و استخدام النمذجة الثلاثية الأبعاد، حيث تتيح تقنيات النمذجة المعلوماتية للبناء (BIM) للمعماريين والمهندسين والمقاولين التعاون بشكل أكثر فعالية. يمكن إنشاء نموذج رقمي دقيق للبناء مع التفاصيل اللازمة عن المواد والتوقيتات، والطباعة المعمارية، من خلال طباعة نماذج مصغرة من المباني أو حتى أجزاء من المبنى باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد، مما يساعد على اختبار التصاميم وتجسيد الأفكار قبل التنفيذ الفعلي، حيث إن بعض الشركات بدأت في طباعة مباني بالكامل باستخدام هذه التقنية.
وأشار طلعت إلى أنه أصبح يتم الاعتماد إلى حد بعيد للغاية على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات المتعلقة بتصميم المباني، مما يساعد على تحسين الاستدامة وكفاءة الطاقة، وأصبح يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة على ابتكار حلول تصميمية مبتكرة تعتمد على البيانات البيئية والعمرانية، كما طُوِّرَت تقنيات بناء جديدة مثل الروبوتات والبناء الذاتي، وأصبح تُسْتَخْدَم الروبوتات لأداء مهام معمارية معينة، مثل بناء الجدران أو تجهيز الأسطح، مما يساهم في تسريع عمليات البناء وتقليل التكاليف، كما يتم الآن استخدام الذكاء الاصطناعي لتخصيص التصميمات الداخلية بناءً على الاحتياجات الخاصة بالمستخدمين مثل تخصيص الإضاءة أو الأثاث وفقًا لاحتياجات العميل أو المساحة، هذا بالإضافة إلى أنه الآن استخدام الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لتحليل سلوك المستخدمين داخل المباني وتحديد كيفية تحسين تجربتهم. على سبيل المثال، يمكن تحديد الأوقات التي يحتاج فيها الناس إلى مزيد من الإضاءة أو التبريد، مما يعزز من الراحة العامة.
وأوضح طلعت أن التقنية الحديثة سهلت دمج الحلول المستدامة في التصميمات المعمارية مثل الطاقة الشمسية، ونظم العزل المتقدمة، وتقنيات إعادة التدوير، وأصبح من الممكن دمج الطاقة المتجددة في البناء بشكل فعال باستخدام تقنيات مثل التحليل البيئي الرقمي، كما يتم الآن استخدام التصميم باستخدام الخوارزميات، لإنشاء تصاميم معمارية معقدة ومتطورة للغاية، حيث يمكن للمعماريين استكشاف العديد من الخيارات التصميمية بسرعة ودقة، وبلا شك ساهمت هذه التطورات في خلق بيئات معمارية أكثر فعالية وجمالية، فضلاً عن كونها أكثر استدامة وكفاءة في استهلاك الموارد.
وذكر طلعت، أيضا أن التقنية أثرت إلى حد بعيد في مجالي التصميم المعماري الهندسي والتصميمات الداخلية، وأحدثت فارقًا كبيرًا في الكفاءة، الإبداع، والتحليل الدقيق من خلال برامج التصميم المتقدمة، حيث توفر الأدوات الحديثة للمصممين الداخليين القدرة على اختيار المواد بشكل أفضل بناءً على الخصائص الفيزيائية والبيئية، مثل العزل الصوتي والحراري، مما يساعد على تحسين الراحة داخل الفضاءات، كما أصبحت التصميمات الداخلية الآن أكثر وعيًا من الناحية البيئية، بحيث يمكن تضمين تقنيات مثل الإضاءة الذكية والتكييف الموفّر للطاقة بشكل متكامل مع التصميم الداخلي مثل برامج Energy Plus تساعد على تصميم مساحات ذات استهلاك منخفض للطاقة.
وأردف طلعت، أن التقنية أوجدت إمكانيات جديدة لاستخدام مواد بناء مستدامة وصديقة للبيئة في التصميمات الداخلية، مثل الأخشاب المعاد تدويرها أو المواد المعالجة التي تساعد على تقليل البصمة البيئية للمباني، ومع تقدم الأدوات الرقمية، يمكن للمصممين تقديم تصور تفاعلي للعملاء، حيث يمكنهم تعديل الألوان، الأثاث، أو توزيع المساحات بشكل فوري من خلال التطبيقات والبرامج المختلفة، مما يعزز التفاعل، ويسهم في الوصول إلى التصميم الأنسب.
واستكمل طلعت، أحدثت التقنية فارقًا كبيرًا في مجالي التصميم المعماري الهندسي والتصميمات الداخلية، تحسين الأداء البيئي والاستدامة من خلال استخدام التحليل البيئي المدعوم بالحاسوب باستخدام أدوات تحليل بيئي مثل Energy Plus أو Protect, ، وأصبح يمكن للمعماريين تحليل تأثير المباني على البيئة في مراحل مبكرة من التصميم، وتساعد هذه الأدوات في تقييم استهلاك الطاقة، وتوزيع الإضاءة الطبيعية، واستهلاك المياه، مما يؤدي إلى تصاميم أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة وتحقيق توازن بيئي، كما تمكن التقنية من دمج أنظمة الطاقة المتجددة في المباني، مثل الألواح الشمسية وتوربينات الرياح. هذه الأنظمة لا توفر فقط طاقة نظيفة، بل تساهم أيضًا في جعل المبنى أكثر استقلالية، ويقلل من تكاليف التشغيل، كما أن التقنيات الحديثة تجعل من السهل استخدام مواد مستدامة أو معاد تدويرها، مما يعزز الجمالية دون التأثير في البيئة مثل استخدام الأخشاب المعاد تدويرها، أو الخرسانة المكونة من مواد محلية، كما تسهم التقنيات التكنولوجية في تعزيز التفاعل مع البيئة المحيطة من خلال التصميم الذكي، فالمباني الذكية قادرة على التفاعل مع البيئة المحيطة من خلال تقنيات مثل التحكم الذكي في الإضاءة وأنظمة التكييف الذكية على سبيل المثال، قد يتفاعل نظام التكييف مع تغييرات الطقس أو عدد الأشخاص في الغرفة، مما يعزز الراحة، ويقلل من استهلاك الطاقة، وكذلك الاستفادة من الإضاءة الطبيعية، بحيث يمكن استخدام البرمجيات الحديثة لتحليل اتجاهات الشمس والظلال لتحديد كيفية استخدام الإضاءة الطبيعية بشكل أفضل داخل المبنى، وتصميم النوافذ بشكل استراتيجي ووجود فتحات طبيعية يسمح بدخول الضوء الطبيعي، ويقلل من الحاجة إلى الإضاءة الاصطناعية، وباستخدام التقنية، يمكن تحقيق الراحة الحرارية بشكل أفضل عن طريق أنظمة العزل الذكية، وكذلك يمكن تحسين الراحة الصوتية باستخدام مواد عازلة للصوت ومراقبة الصوت في المباني، هذه العناصر تؤدي دورًا كبيرًا في جعل البيئة أكثر راحة وجمالًا.
واختتم طلعت، أنه مع استخدام تقنية التفاعل، يمكن خلق بيئات معمارية تجعل المستخدمين يشعرون بأنهم جزء من تصميم المساحات. مثل الجدران التفاعلية أو الأسطح الذكية التي تغير خصائصها استجابةً لحركة المستخدم أو الحاجة إلى تغيير البيئة، ومع استخدام البرمجيات الحديثة، أصبح من الممكن للمصممين، المهندسين، والمقاولين التعاون بشكل أفضل، وبما يمكن لكل الأطراف الوصول إلى نفس النموذج المعماري في الوقت الفعلي، مما يسهل التنسيق، ويسهم في خلق بيئة معمارية أكثر تماسكًا وجمالًا.