المصدر:وكالات
أعلن الدكتور حكيم حسيد، كبير الباحثين في وحدة الذكاء الاصطناعي التابعة لمعهد الابتكار التكنولوجي TII، أن سلسلة نماذج “فالكون” للذكاء الاصطناعي تجاوزت 45 مليون تنزيل عالمياً، مما يعكس الإقبال المتزايد على هذه النماذج التي باتت تُستخدم على نطاق واسع من قبل الشركات والمؤسسات والجهات الحكومية حول العالم.
ويأتي هذا الإنجاز ليؤكد ريادة أبوظبي في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، لا سيما مع توجه العالم نحو تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في مختلف القطاعات.
وقال حسيد خلال اليوم الثاني من فعالية “عالم الذكاء الاصطناعي” في إكسبو دبي، إن نماذج “فالكون” تحظى باهتمام واسع من الجهات الحكومية والشركات الكبرى، حيث تستخدمها أكثر من 20 جهة حكومية في تطوير حلولها الرقمية، كما يجري المعهد محادثات مع سبع دول لبحث كيفية تبني هذه النماذج وتكييفها لتناسب احتياجاتها اللغوية والثقافية وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الإماراتية.
أما بالنسبة للقطاع الخاص، فأوضح الدكتور حسيد أن العديد من الجهات، سواء في الإمارات أو على المستوى العالمي، تستخدم “فالكون” في تطوير تطبيقاتها الخاصة.
وحول الفرق بين “فالكون” وغيره من النماذج مثل “ChatGPT”، أوضح الدكتور حسيد على أن “فالكون” يتميز بكونه نموذجًا مفتوح المصدر، مما يعني أن المطورين لديهم إمكانية الوصول الكامل إلى النموذج، وتعديله، واستخدامه لإنشاء تطبيقاتهم الخاصة.
وقال: “على عكس النماذج المغلقة مثل ChatGPT، يمكن للمطورين تحميل فالكون، وفهم كيفية عمله، وبناء تطبيقاتهم الخاصة بناءً عليه، وهذا يمنح الشركات والجهات الحكومية حرية كبيرة في تخصيص الذكاء الاصطناعي ليناسب احتياجاتها، بدلاً من الاعتماد على حلول جاهزة تفرض قيودًا على المستخدمين”.
وأضاف ” أن معظم مستخدمي “فالكون” لا يتفاعلون معه عبر واجهة محادثة كما هو الحال في ChatGPT، بل يتم دمجه في أنظمة وتطبيقات خاصة، وهو ما يجعله غير ظاهر بشكل مباشر للمستخدمين العاديين”.
وتابع :” أن الفريق أطلق مؤخرا واجهة مستخدم مشابهة لـChatGPT لاختبار إمكانيات النموذج وإتاحته للجمهور”.
وأوضح أن رحلة “فالكون” بدأت في عام 2022، عندما شرع فريق الباحثين في تطوير نماذج ذكاء اصطناعي توليدي تستند إلى أحدث الخوارزميات، بهدف إنشاء أنظمة أكثر قدرة على فهم النصوص والتفاعل مع البيانات.
ولفت الدكتور حسيد إلى أن المعهد أطلق أول نموذج بحجم 40 مليار بارامتر في مايو 2023، كخطوة أولى نحو بناء نموذج متطور يمكنه منافسة النماذج العالمية، وبعد ذلك، تم إطلاق نموذج أكثر تعقيدًا بحجم 180 مليار بارامتر في أغسطس 2023.
وأضاف:” في أبريل 2024، أعلن المعهد عن “فالكون 2 11 بي”، الذي لم يقتصر على فهم النصوص فحسب، بل شمل أيضًا القدرة على تحليل الصور والتعرف على محتواها، ما جعله أحد أبرز نماذج الذكاء الاصطناعي المتعددة الوسائط”.
وتابع ” إن هذه الخطوة مثلت تحولًا كبيرًا في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، حيث أصبح بإمكان فالكون فهم المشاهد البصرية، مما يفتح الباب أمام تطبيقات جديدة في مجالات مثل الأمن، والتصميم، والرعاية الصحية، والتجارة الإلكترونية”.
وتحدث عن التطوي الذي جاء في أغسطس 2024، عندما اعتمد فريق البحث نهجًا جديدًا لتطوير النماذج باستخدام تقنية SSLMS، والتي مثلت نقلة نوعية مقارنة بالبنية التقليدية المعروفة بـTransformers.
وقال: ” كنا من أوائل الفرق البحثية التي اعتمدت هذه التقنية في بناء نموذج لغوي واسع النطاق، مما ساعدنا في تحسين الأداء وتقليل استهلاك الموارد الحاسوبية”.
وفي نهاية عام 2024، كان معهد الابتكار التكنولوجي قد دخل مرحلة جديدة من التطوير، حيث ركز على إنشاء نماذج أصغر حجمًا وأكثر كفاءة.
ونتج عن هذا التوجه إطلاق فئة جديدة تفوقت على جميع النماذج الأخرى التي تقل عن 13 مليار بارامتر من حيث الأداء، مما عزز مكانة “فالكون” في قطاع الذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر.