تقرير رؤية أكسنتشر: الذكاء الاصطناعي سيطلق إمكانات غير مسبوقة لاستقلالية الأعمال في بيئات العمل المستقبلية
كتب: محمد بدوي
كشف بحث جديد صادر عن أكسنتشر (بورصة نيويورك: ACN) عن انطلاق حقبة جديدة من الرقمنة يتعلم فيها الذكاء الاصطناعي المزيد باستمرار ويقود مستويات جديدة من الاستقلالية في المؤسسات، مما يجعل الثقة في أدائه أهم مقياس تحتاج إليه المؤسسات لضمان تحقيق ما يبشر به الذكاء الاصطناعي.
ويستكشف تقرير رؤية أكسنتشر التكنولوجية 2025، الذي دخل عامه الخامس والعشرين، كيف يتشكل المستقبل عبر الاستقلالية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. ومع تسارع انتشار الذكاء الاصطناعي في المؤسسات والمجتمع بمعدل أسرع من أي تكنولوجيا سابقة، يعتقد 76% من المسؤولين التنفيذيين في دولة الإمارات أنه يولّد حاجة ملحة جديدة لإعادة الابتكار وكيفية تصميم وبناء وتشغيل أنظمة التكنولوجيا والعمليات التي يمكّنها. كما يتوقع البحث عمل الذكاء الاصطناعي بصورة متزايدة كشريك في تطوير التكنولوجيا، وسفير شخصي للهويات التجارية، وسيشغّل أجساماً آلية في العالم المادي، وسيرعى نمو علاقة تكافلية جديدة مع الناس لإبراز أفضل ما فيهما.
وأوضحت جولي سويت، رئيسة مجلس الإدارة والرئيسة التنفيذية لدى أكسنتشر: “تمنح رؤيتنا التكنولوجية الخامسة والعشرين الرواد لمحة عن المستقبل مع استمرار تعلّم الذكاء الاصطناعي، وعمله المستقل مع الأشخاص ونيابة عنهم، ودفعه للمؤسسات والأفراد الذين يستخدمونه نحو سبل جديدة وشيّقة لإعادة الابتكار دوماً. لكن يستحيل فتح آفاق فوائد الذكاء الاصطناعي دون اغتنام الرواد لفرصة إضفاء وتطوير الثقة في أدائه ومخرجاته بصورة منهجية، لتتمكن الشركات والأفراد من إطلاق القدرات المذهلة للذكاء الاصطناعي”.
وبغض النظر عن أي جانب تقني، تعدّ ثقة الجمهور في أداء الذكاء الاصطناعي بصورة عادلة ومتوقعة عاملاً ضرورياً لتحقيق التأثير الواسع والإيجابي المرتقب. يتطلب ذلك أنظمة رقمية ونماذج ذكاء اصطناعي أكثر دقة واتساقاً وقابلية للتوقع والتتبع، بما يتخطى الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي. وتعتقد نسبة كبيرة (65%) من المسؤولين التنفيذيين في دولة الإمارات، تظل أقل من المعدل العالمي (81%)، بعدم إمكانية تحقيق كل فوائد الذكاء الاصطناعي دون بنائه على أساس الثقة، وتوافق نسبة أكبر قليلاً (69%) على ضرورة تطوّر استراتيجية الثقة بالتوازي مع أي استراتيجية تكنولوجية.
وقال كارثيك نارين، الرئيس التنفيذي للمجموعة وكبير مسؤولي التكنولوجيا لدى أكسنتشر: “يمكّن تقدم رقمنة المعرفة ونماذج الذكاء الاصطناعي الجديدة وأنظمة الذكاء الاصطناعي الوكيلة وبنيتها المؤسسات من ابتكار أدمغة رقمية معرفية فريدة. لطالما دعمت التكنولوجيا التقليدية الضرورات التجارية المحددة مسبقاً، لكن المرحلة الحالية تشكّل لحظة انتقالية تاريخية. تساعد الاستقلالية التي ولدّتها أنظمة الذكاء الاصطناعي العامة المؤسسات على امتلاك ديناميكية أكبر من أي وقت مضى والبناء على نواياها، إذ ستتيح للرواد إعادة التفكير في كيفية تصميم الأنظمة الرقمية، وكيفية عمل الأشخاص، وإعادة ابتكار سبل إنشاء المنتجات والتفاعل مع العملاء. لكن تعتبر الثقة أساس كل ذلك، لأن الأنظمة لن تصبح مستقلة إلا بقدر الثقة التي تكتسبها”.
كما تستكشف رؤية أكسنتشر التكنولوجية 2025 التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يواصل انتشاره عبر أبعاد متعددة تشمل تطوير التكنولوجيا وتجربة العملاء والعالم المادي والقوة العاملة:
عندما اخترقت النماذج التأسيسية حاجز اللغة الطبيعية، أحدثت تحولاً نوعياً يعيد تشكيل أسس تطوير البرمجيات والمنظومات إلى الأبد. تعزز مساعدات البرمجة المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي دور المطور ليصبح مهندس أنظمة، مما يسرّع توافر البرمجة ورقمنة الأعمال للجميع. ومع ظهور الأنظمة المخصصة الناتجة عن البرمجيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي وتقدم وكلاء الذكاء الاصطناعي، نشهد تحولاً من الهياكل التطبيقية التقليدية إلى أطر العمل المبنية على النوايا والأنظمة الوكيلة. ومع تطور قدرات الأنظمة متعددة الوكلاء في التكيف والتخصيص، سيتسارع انتشارها لتعزز الكفاءة وتنمو لتدير العمليات والوظائف المختلفة من تبسيط إجراءات السفر إلى تحسين حصر الموجودات. تمكّن أكسنتشر ذلك المستقبل عبر منصاتها التي تضم GenWizard وSynOps وAI Refinery، التي تقدم وكلاء مخصصين ومسارات عمل جاهزة لتسريع بناء أنظمة متعددة الوكلاء وإضافة القيمة.
تتسابق المؤسسات لجعل الذكاء الاصطناعي نقطة تواصل جديدة مع العملاء، لكن تحقيق التميز بين الهويات التجارية يتطلب التركيز على تقديم تجارب ذكاء اصطناعي فريدة. وبينما يشعر 81% من المسؤولين التنفيذيين في دولة الإمارات بالقلق من امكانية التشابه بين الهويات التجارية بسبب نماذج اللغة الضخمة وروبوتات الدردشة، يعتقد 96% منهم أن الحل يكمن في بناء تجارب ذكاء اصطناعي مخصصة تبرز العناصر المميزة لكل هوية تجارية، ومنها الثقافة والقيم والصوت، عبر ما عقلها الرقمي الخاص.
خلال العقد المقبل، ستبرز الروبوتات العامة لتعزز استقلالية الذكاء الاصطناعي في العالم المادي. ستتمكن الروبوتات العامة من التحول إلى أدوات متخصصة قادرة على تعلم مهام جديدة بسرعة فائقة. تتعاون مجموعة كيون مع أكسنتشر وإنفيديا لتحسين أداء الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في المستودعات، بحيث تتفاعل بسلاسة مع الموظفين وتتعلم منهم، مما يُسهم في تلبية الطلبات بسرعة أكبر وأمان أكثر وبتكلفة أقل. ويؤمن 74% من المسؤولين التنفيذيين في دولة الإمارات بأن تعزيز التعاون بين البشر والروبوتات والتعلم المستمر من تلك التفاعلات سيرتقب بالثقة والعمل الجماعي بين الجانبين.
يبني البشر والذكاء الاصطناعي حلقة تعلم متكاملة؛ فكلما زاد استخدام الأفراد للذكاء الاصطناعي، زادت قدراته، مما يدفعهم لاستخدامه أكثر. بخلاف الأتمتة التقليدية التي توفر فوائد محدودة، يتميز العصر الجديد للذكاء الاصطناعي بقدرته على التطور المستمر، مما يعزز قيمته للمستخدمين والمؤسسات على حد سواء. ويعد ضمان علاقة إيجابية بين الأفراد والذكاء الاصطناعي أولوية رئيسية للرواد في دولة الإمارات (73%)، مقارنة بـ 80% على المستوى العالمي. يبدأ ذلك بالتواصل حول الاستراتيجيات بوضوح وإشراك الموظفين في العملية، مما يضمن عدم تقويض الخوف من الأتمتة لتلك العملية. وضمن ذلك الإطار، أطلقت أكسنتشر برنامج علماء الذكاء الاصطناعي التوليدي بالتعاون مع ستانفورد أونلاين لدعم العملاء على صقل معرفتهم ومهاراتهم ضمن هذا المجال. كما يمكن للمؤسسات تزويد موظفيها بمساعد رقمي متخصص يساعدهم على اكتساب مهارات جديدة والاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي. وتستفيد المؤسسات من ذلك أيضاً، حيث أظهرت الدراسات أن الأفراد المطلعين على الذكاء الاصطناعي التوليدي يمتلكون تصوراً إيجابياً للتكنولوجيا بمعدل أعلى بخمسة أضعاف.