كتب:مصطفى عيد
أشارت كارولين جولين، المسؤولة التنفيذية في وحدة «جوجل» التابعة لشركة «ألفابيت»، إلى أن الولايات المتحدة تواجه أزمة في سعة الطاقة في الوقت الذي يسابق فيه القطاع التكنولوجي الصين لتحقيق الهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقالت جولين في مؤتمر استضافه معهد الطاقة النووية في نيويورك يوم الثلاثاء، إن البلاد بحاجة إلى المزيد من الطاقة لمواكبة التقدم الذي تحققه الصين في هذا المجال.
وأضافت: “نحن في أزمة سعة طاقة في هذا البلد الآن، ونحن في سباق للذكاء الاصطناعي ضد الصين في الوقت الراهن.”
بدأت «جوجل» قبل أربع سنوات هدفًا طموحًا لتشغيل عملياتها على مدار الساعة باستخدام الطاقة المتجددة الخالية من الكربون، لكنها واجهت عقبة كبيرة أجبرتها على التحول نحو الطاقة النووية.
وأكدت جولين أن «جوجل» اكتشفت “واقعًا صارمًا” مفاده أنه “لم يكن لدينا سعة كافية في النظام لتشغيل مراكز البيانات في المدى القصير وربما في المدى الطويل أيضًا.”
وأدركت «جوجل» أن نشر الطاقة المتجددة قد يتسبب في عدم استقرار الشبكة، وأن شركات المرافق بدأت تستثمر في الغاز الطبيعي الملوث للكربون لدعم النظام، حيث إن طاقة الرياح وخاصة الطاقة الشمسية تنمو بسرعة في الولايات المتحدة، لكن إنتاجها يعتمد على الظروف الجوية.
وأوضحت جولين: “تعلمنا أهمية تطوير تقنيات الطاقة النظيفة المستقرة.” وأضافت: “لقد أدركنا أن الطاقة النووية ستكون جزءًا من محفظتنا.”
اتفاقية «جوجل» مع «كايروس»
في أكتوبر الماضي، أعلنت «جوجل» عن اتفاق لشراء 500 ميغاواط من الطاقة من مجموعة من المفاعلات النووية الصغيرة المعيارية التي تصنعها شركة «كايروس باور». تعد المفاعلات الصغيرة المعيارية تصاميم متقدمة تعد بتسريع نشر الطاقة النووية في المستقبل لأنها تتمتع بمتطلبات أصغر في المساحة وعملية تصنيع أكثر كفاءة.
وحالت التأخيرات والتكاليف الزائدة والإلغاءات دون تنفيذ المشاريع النووية الكبيرة في الولايات المتحدة. وحتى الآن، لا يوجد مفاعل صغير معياري قيد التشغيل في البلاد. وتخطط «جوجل» و«كايروس» لنشر أول مفاعل في عام 2030، مع دخول المزيد من الوحدات حيز التشغيل حتى عام 2035.
وقالت جولين إن المشروع مع «كايروس» في مرحلة اختبار أولية حاليًا، بالشراكة مع أطراف أخرى لم تكشف عن هوياتهم. حصلت «كايروس» في نوفمبر على إذن من لجنة تنظيم الطاقة النووية لبناء مفاعلين اختباريين بقدرة 35 ميغاواط في أوك ريدج، تينيسي.
وأضافت جولين: “الهدف هو الحصول على دعم من شركاء مثل شركات الكهرباء لتطوير نهج يمكن نشره على نطاق واسع.”
الطاقة النووية كحل طويل الأجل
وأوضحت جولين أن الطاقة النووية ستكون حلاً طويل الأجل بالنظر إلى الواقع الحالي الذي يتطلب زيادة سعة الطاقة لمواكبة الصين في سباق الذكاء الاصطناعي.
وقالت: “على مدار السنوات الخمس المقبلة، لا تلعب الطاقة النووية دورًا في هذا المجال.”
وكان الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب قد أعلن حالة طوارئ وطنية للطاقة من خلال أمر تنفيذي في أول يوم له في منصبه، حيث أشار إلى موثوقية الشبكة الكهربائية كمسألة محورية.
وقال ترامب في منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا إنه سيستخدم سلطات الطوارئ لتسريع بناء محطات الطاقة الخاصة بمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.