رغم استثمارها 80 مليار دولار.. «مايكروسوفت» تعترف بأن الذكاء الاصطناعي يقلل من قدرات التفكير لدى المستخدمين

كتب:مصطفى عيد

كشفت دراسة حديثة أجرتها «مايكروسوفت» بالتعاون مع باحثين من «جامعة كارنيجي ميلون» أن الاعتماد المتزايد على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل «ChatGPT»، يؤدي إلى تراجع مهارات التفكير النقدي لدى المستخدمين.

ورغم إعلان «مايكروسوفت» عن خطط لاستثمار 80 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي هذا العام، إلا أن البحث المنشور مؤخرًا يشير إلى أن العاملين الذين يستخدمون هذه التقنيات بشكل مكثف يصبحون أقل ميلًا لمراجعة مخرجاتها، ما يضعف قدراتهم في الكتابة والتحليل والتقييم النقدي.

استندت الدراسة إلى استطلاع شمل 319 موظفًا في مجالات معرفية مختلفة، مثل معلم استخدم «DALL-E 2» لإنشاء صور توضيحية لدرس حول غسل اليدين، ومتداول سلع استعان بـ«ChatGPT» لصياغة استراتيجيات تجارية.

وخلص الباحثون إلى أن كلما زاد اعتماد الأفراد على الذكاء الاصطناعي في أداء مهام معينة، كلما قلت ممارستهم لهذه المهارات بأنفسهم، مما أدى إلى تراجعها بمرور الوقت.

وأشار بعض المشاركين إلى أنهم بدأوا يشككون في قدرتهم على تنفيذ مهام مثل التحقق من القواعد اللغوية أو صياغة الخطابات القانونية، الأمر الذي جعلهم يقبلون تلقائيًا أي محتوى يولده الذكاء الاصطناعي دون تدقيق.

وأوضحت الدراسة أن ضغط الوقت في بيئات العمل يزيد من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، حيث صرّح أحد المشاركين في الدراسة قائلًا: “في المبيعات، يجب أن أحقق حصة معينة يوميًا وإلا أخاطر بفقدان وظيفتي، لذا ألجأ للذكاء الاصطناعي لتوفير الوقت، ولا أملك رفاهية التدقيق في النتائج.”

تأتي هذه النتائج في وقت تتسابق فيه كبرى شركات التكنولوجيا لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي أكثر تقدمًا، مما يثير تساؤلات حول تأثير هذه التقنيات على المهارات البشرية في المستقبل.