فينتك جيت:مصطفى عيد
تسعى قطر إلى تعزيز مكانتها في سوق التمويل العالمية عبر استثمارات «جهاز قطر للاستثمار»، الذي يضخ رأس المال في عدة شركات عالمية، لجذب الممولين لإقامة فروع لهم في الدوحة مقابل الحصول على الدعم، وفقاً لتقرير نشرته «فايننشال تايمز».
تحويل الدوحة إلى مركز إقليمي لرأس المال المغامر
خصص «جهاز قطر للاستثمار» بالفعل نحو 500 مليون دولار من صندوقه المخصص للتمويل، البالغ مليار دولار، لجذب شركات رأس المال المغامر، في خطوة تهدف إلى تحويل الدوحة إلى مركز إقليمي لهذا القطاع.
وفي هذا السياق، قال محسن بيرزادا، رئيس الصناديق لدى جهاز قطر للاستثمار: “هناك مستوى مختلف من المشاركة عندما يكون [الشركاء] مستعدين للاستثمار في البلاد والمساعدة في تنويع اقتصادك.”
على خطى المنافسين الإقليميين
تتبع قطر نهجاً مشابهاً لما قامت به كل من الرياض وأبوظبي، حيث استخدمت صناديقهما السيادية لجذب الشركات المالية العالمية إلى أسواقهما. ففي عام 2023، أطلق «صندوق الاستثمارات العامة السعودي» شراكة مع «بلاك روك» لإدارة الاستثمارات بعد أن خصص 5 مليارات دولار للشركة الأمريكية. أما أبوظبي، فقد أصبحت نقطة جذب رئيسية لصناديق التحوط ومديري الأصول، مثل «بريفن هوارد» و**«بي جي آي إم»**.
شركات رأس المال المغامر تبدأ التوسع في قطر
في إطار تحقيق هذا الهدف، تدعم قطر حالياً ست شركات رأس مال مغامر، بما في ذلك «بيلدرز في سي» و**«بي كابيتال»**. وقد افتتحت اثنتان منها بالفعل مكاتب لها في الدوحة، بينما تستعد الشركات الأخرى لإتمام هذه الخطوة قريباً.
ولا تقتصر قطر على استقطاب صناديق رأس المال المغامر فحسب، بل تسعى أيضاً إلى جذب الشركات المدعومة من هذه الصناديق لإنشاء فروع لها في البلاد.
وعلّق بيرزادا قائلاً: “إذا أرادت هذه الشركات التوسع في الشرق الأوسط، فإننا سنبسط لها السجادة الحمراء ونقول لها: فكري في الدوحة كخيار.”
تنافس إقليمي “صحي” لتعزيز التنوع الاقتصادي
تتماشى جهود قطر لاستقطاب رأس المال المغامر مع التوجهات الخليجية لتعزيز التنوع الاقتصادي، إذ وصف بيرزادا المنافسة بين الدول الخليجية لجذب مديري الصناديق المالية بأنها “صحية”، مما يعكس الرغبة المتزايدة في تطوير قطاع التمويل والاستثمارات بالمنطقة.