فينتك جيت: مصطفى عيد
واصلت «Bitcoin» تصدّر العناوين المالية العالمية مع تحركاتها السعرية القوية وزيادة الاهتمام المؤسسي. وبلغ سعر «Bitcoin» اليوم، نحو 87,3 ألف دولار مسجلةً ارتفاعًا بنسبة 3.5% مقارنةً بإغلاق الجلسة السابقة.
وشهدت العملة الرقمية مستوى 87,237 دولارًا كأعلى سعر خلال اليوم، بينما دافع المشترون عن مستوى 84,201 دولارًا كأدنى نقطة.
ويأتي هذا الارتفاع مدفوعًا بعدة عوامل، من بينها زيادة المشاركة المؤسسية، وتطورات تنظيمية داعمة، إضافةً إلى تحسن المناخ الاقتصادي العالمي، مما عزز من الزخم الصعودي للعملة.
أداء «Bitcoin» خلال الأسبوع الماضي
أظهرت «Bitcoin» قوة ملحوظة خلال الأسبوع الأخير بعد تراجعها دون مستوى 80,000 دولار، لتعود وتسجل انتعاشًا قويًا بدعم من تحسن المعنويات في سوق العملات الرقمية. وتمكنت العملة من تحقيق سلسلة من الارتفاعات اليومية، ما يشير إلى انعكاس صعودي كلاسيكي.
وجاء هذا الانتعاش بعد تصحيح حاد في وقت سابق من مارس، حيث تعرضت «Bitcoin» لضغوط بسبب الاضطرابات في الأسواق العالمية وعمليات جني الأرباح والتدفقات الخارجة من صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs). غير أن عودة الطلب القوي من المستثمرين الأفراد والمؤسسات أعادت تنشيط الحركة الصعودية.
كشفت منصات تحليل البيانات على سلسلة الكتل (Blockchain) عن ارتفاع كبير في عمليات تجميع «Bitcoin» من قبل محافظ عالية القيمة ومؤسسات استثمارية خلال الأيام العشرة الماضية. كما تم نقل كميات كبيرة من «Bitcoin» من منصات التداول إلى محافظ التخزين البارد، ما يعكس نية الاحتفاظ طويل الأجل. وأظهرت البيانات أن المحافظ التي تحتوي على أكثر من 1,000 وحدة من «Bitcoin» ارتفعت بنسبة 2.1% خلال مارس.
صناديق الاستثمار
كما ارتفع حجم التداول في صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) المدرجة في الولايات المتحدة بأكثر من 18% خلال الأسبوع الأخير، مما يعكس تجدد ثقة المستثمرين. وتواصل صناديق التحوط ومديرو الاستثمار تعزيز مخصصاتهم في العملات الرقمية كوسيلة للتحوط من التضخم، مستفيدين من القنوات المنظمة مثل الـ ETFs.
وتزامن هذا الزخم مع إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن تخفيف وتيرة التشديد النقدي، مما أدى إلى زيادة السيولة في الأسواق. وقد استفادت «Bitcoin» من هذا التوجه مع عودة الطلب القوي نتيجة استقرار أسعار الفائدة وضعف الدولار الأمريكي.
تأثير التطورات التنظيمية على «Bitcoin»
شهدت البيئة التنظيمية تطورًا لافتًا بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطط لدمج «Bitcoin» في الاحتياطيات الاستراتيجية للولايات المتحدة. ويعزز هذا الإعلان مكانة «Bitcoin» كأصل استراتيجي للحفاظ على الثروة الوطنية، ما يزيد من جاذبيتها للمؤسسات والحكومات.
كما تعهدت الإدارة الأمريكية بتطوير البنية التحتية وتقديم إطار تنظيمي واضح لدعم تبني العملات الرقمية. تشمل هذه الإجراءات حوافز ضريبية لعمليات تعدين «Bitcoin»، وتبسيط الامتثال القانوني للبورصات، والاعتراف الرسمي بملكية «Bitcoin» ضمن الميزانيات المؤسسية.
ويرى محللون أن الوضوح التنظيمي غالبًا ما يمهّد الطريق لارتفاعات طويلة الأجل، مما يشجع مديري الأصول على توسيع مخصصاتهم في العملات الرقمية.
استمرار الزخم الصعودي
تُظهر الرسوم البيانية أن «Bitcoin» تواصل التداول فوق متوسطها المتحرك البسيط (SMA) لـ50 يومًا، وهو مستوى دعم رئيسي. كما أن مؤشر القوة النسبية (RSI) يستقر عند 62، ما يشير إلى وجود مجال لمزيد من الصعود قبل الوصول إلى مناطق التشبع الشرائي.
وفقًا لمستويات تصحيح فيبوناتشي من القمة الأخيرة عند 100,500 دولار إلى القاع عند 78,000 دولار، فقد اخترقت «Bitcoin» مستوى 50%، وتستهدف الآن مستوى 61.8% عند 89,000 دولار. ويؤدي الإغلاق فوق هذا المستوى إلى فتح الطريق نحو اختبار القمة التاريخية مجددًا.
مناطق الدعم الحالية تتراوح بين 83,500 و84,000 دولار، حيث تتلاقى عدة مؤشرات فنية. بينما يشكل مستوى 80,000 دولار دعمًا نفسيًا رئيسيًا قد يعود إليه السعر في حالة تراجع مؤقت.
لم يعد أداء «Bitcoin» يعتمد فقط على المؤشرات التقنية أو معنويات مجتمع العملات الرقمية، بل أصبح يتأثر بشكل متزايد بـالمتغيرات الاقتصادية العالمية مثل عوائد السندات والسياسات النقدية.
وتُظهر البيانات ارتباطًا متزايدًا بين «Bitcoin» والذهب ومؤشر ناسداك-100، مما يعزز مكانتها كأصل يجمع بين التحوط ضد التضخم وأداة للنمو الاستثماري.
توقعات الأسعار
تشير بيانات خيارات التداول إلى تفاؤل المستثمرين، حيث يُظهر السوق تركّز عقود الشراء (Calls) بين 90,000 و95,000 دولار، والتي تنتهي في أبريل. في المقابل، توجد عقود بيع (Puts) عند 75,000 دولار، مما يعكس توقعات بتصحيح محتمل قبل استئناف الصعود.
ويتوقع محللو الاستثمار في كبرى المؤسسات المالية وصول «Bitcoin» إلى 110,000 دولار بحلول منتصف 2025، شريطة استمرار الدعم التنظيمي والظروف الاقتصادية المواتية. في حين يرى البعض أن العملة قد تتراجع إلى 70,000 دولار إذا فشلت في اختراق حاجز 90,000 دولار.
اقرا ايضا:
«بنك كوريا»: «البيتكوين» لا تفي بمعايير احتياطي النقد الأجنبي
لماذا فقدت «البيتكوين» قرابة 30% من قيمتها خلال 7 أسابيع فقط؟
سقوط حر للعملات المشفرة و«البيتكوين» تتراجع لأدنى مستوى منذ نوفمبر
البنك المركزي السويسري يستبعد «بيتكوين» من احتياطياته بسبب التقلبات الحادة