كوريا الجنوبية تُطلق خطة إنقاذ عاجلة بقيمة 2 مليار دولار لقطاع السيارات بعد صدمة رسوم ترامب الجمركية

فينتك جيت: مصطفى عيد

في خطوة مثيرة تعكس حجم القلق المتصاعد داخل أروقة الاقتصاد الكوري، أعلنت حكومة كوريا الجنوبية اليوم عن عزمها تخصيص حزمة دعم طارئة بقيمة 3 تريليون وون (ما يعادل نحو 2 مليار دولار أمريكي)، بهدف إنقاذ صناعة السيارات المحلية التي تلقت ضربة موجعة بعد فرض إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» رسوماً جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات.

القرار الذي وصفه مراقبون بـ”التحرك الدفاعي الصادم”، جاء عقب أسبوع واحد فقط من إعلان واشنطن عن سياسة حمائية جديدة تستهدف تقليص العجز التجاري وتعزيز التصنيع المحلي، وهي سياسة لم ترحم صناعة السيارات الكورية التي تعتمد بشكل شبه كلي على السوق الأمريكية، حيث تمثل صادرات السيارات إلى الولايات المتحدة قرابة 50% من إجمالي صادرات القطاع.

خطة التمويل الطارئة

بحسب وكالة الأنباء الرسمية «يونهاب»، من المتوقع أن توافق الحكومة الكورية على خطة التمويل الطارئة خلال اجتماع وزاري يُعقد نهاية هذا الأسبوع، على أن تُنفّذ الخطة من خلال مؤسسات مالية حكومية في مقدمتها «بنك التنمية الكوري».

وقال مسؤول في وزارة الاقتصاد والمالية: “من المرجح أن يتم ضخ مبلغ 3 تريليون وون عبر برامج الإقراض الحكومية القائمة، لكن الرقم النهائي لا يزال قيد التقييم.”

ولم تقف الحكومة الكورية عند حدود القطاع الصناعي فقط، بل أعلنت عن حزمة تمويلية شاملة تتضمن تقديم ما يصل إلى 248 تريليون وون خلال عام 2025 عبر مؤسسات حكومية لمساعدة الشركات في مختلف القطاعات على تجاوز التحديات الاقتصادية العالمية.

صندوق استراتيجي

كما كشفت السلطات عن خطط لإنشاء صندوق استراتيجي جديد بقيمة 50 تريليون وون خلال خمس سنوات، يستهدف دعم تطوير تقنيات التنقل المستقبلية، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية والاقتصادية عقب فوز ترامب بولاية ثانية.

ويمثل قطاع السيارات إحدى الركائز المحورية للاقتصاد الكوري الجنوبي، حيث سجلت صادرات السيارات إلى الولايات المتحدة في عام 2024 ما قيمته 34.7 مليار دولار أمريكي، وهو رقم يشكل نصف صادرات البلاد من السيارات للأسواق الخارجية.

ويخشى المصنعون الكوريون من أن تؤدي الرسوم الأمريكية الجديدة إلى تراجع تنافسية السيارات الكورية في أكبر سوق لها، وارتفاع الأسعار للمستهلكين الأمريكيين، ما قد يُفضي إلى انهيار في حجم الطلب.

يأتي هذا التحرك الكوري وسط موجة قلق دولية من تبعات العودة القوية لسياسات ترامب التجارية، والتي بدأت فعلياً في إعادة تشكيل خريطة التجارة العالمية وتهديد سلاسل التوريد التقليدية.

اقرأ أيضا: