فينتك جيت: مصطفى عيد
رفع المستثمرون في الأسواق العالمية رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Federal Reserve) خلال عام 2025، وسط تصاعد المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في ركود بسبب السياسات الجمركية المتشددة للإدارة الأمريكية.
المبادلة على أسعار الفائدة
وبحسب عقود المبادلة على أسعار الفائدة، فقد قامت الأسواق بتسعير خفض محتمل بمقدار 125 نقطة أساس قبل نهاية العام الجاري، أي ما يعادل خمس خطوات متتالية بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ارتفاع حاد مقارنةً بتسعير ثلاث خطوات فقط قبل أسبوع. وتشير العقود أيضًا إلى احتمال بنسبة 40% تقريبًا لإجراء خفض طارئ بمقدار 25 نقطة أساس قبل الاجتماع المقرر للفيدرالي في 7 مايو.
وتعكس هذه التحركات القوية في الأسواق حالة القلق السائدة، خاصة بعد أن أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمسكه بسياسة الرسوم الجمركية، مصرحًا للمراسلين يوم الأحد: “انسوا الأسواق للحظة”.
وأدى ذلك إلى موجة نزوح نحو الأصول الآمنة؛ حيث انخفض عائد السندات الأمريكية لأجل عامين – الأكثر حساسية لقرارات السياسة النقدية – بمقدار 22 نقطة أساس إلى 3.43%، قبل أن يقلص جزءًا من خسائره مع تراجع حدة الهلع.
وقال «Daniel Loughney»، رئيس قسم الدخل الثابت في شركة «Mediolanum International Funds»: “نحن في مرحلة تقييم: هل نجني بعض الأرباح أم نتركها تنمو؟ الأسواق ما زالت متماسكة هيكليًا، لكن إذا واصل ترامب نفس النهج، فالتدهور قد يتسارع”.
وشهدت العقود المستقبلية لشهر أبريل على سعر الفائدة ارتفاعًا غير مسبوق في حجم التداول الأسبوع الماضي، مع دخول صفقات ضخمة تراهن على تحرك مفاجئ من الفيدرالي قبل اجتماعه المرتقب.
في أوروبا، قفزت السندات الألمانية بدورها، وهبط العائد على السندات الألمانية لأجل عامين إلى أدنى مستوى له منذ أكتوبر 2022 عند 1.60%.
ركود اقتصادي
من جهته، توقع بنك «JPMorgan Chase & Co.» دخول الاقتصاد الأمريكي في ركود هذا العام، وأشارت إلى أن أول خفض للفائدة سيكون في يونيو، يليه خطوات مماثلة في كل اجتماع حتى يناير المقبل، حسب ما صرّح به كبير اقتصاديي البنك «Michael Feroli». كما دعا الرئيس التنفيذي للبنك «Jamie Dimon» إلى معالجة سريعة للغموض الذي سببته التعريفات.
وانضم «Goldman Sachs Group Inc.» إلى هذا التوجه، بتعديل توقعاته لخفض الفائدة ثلاث مرات خلال العام لكل من الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي.
وفي الوقت الذي سارع فيه عدد من الحكومات إلى التفاوض مع الولايات المتحدة لتقليل الرسوم الجمركية على صادراتها، استمرت الأسواق في الانخفاض الحاد مع تسعير المستثمرين لاحتمالية فشل تلك المفاوضات.
ورغم هذه التوقعات، أكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي «جيروم باول» يوم الجمعة أن البنك لن يتسرع في خفض الفائدة، مشيرًا إلى أن معدلات التضخم لا تزال مرتفعة نسبيًا وأن أي تحرك يجب أن يكون مدروسًا لتجنب تأجيج المخاوف أكثر.
من جهته، رأى كبير اقتصاديي «Wrightson ICAP» لو كراندال أن احتمالية خفض الفائدة قبل أو في اجتماع 7 مايو ما تزال أقل من 50%، مشيرًا إلى أن أي خطوة استباقية لن تكون ذات جدوى إذا فسّرت كسلوك استجابة لأزمة.
اقرأ ايضا:
- «بلومبرج»: خسائر الأسواق العالمية تتجاوز 9.5 تريليون دولار خلال 3 أيام
- الأسهم الأوروبية تتراجع لأدنى مستوى في 16 شهرًا