تقارير: 80% من مراكز البيانات الصينية غير مستخدمة والقطاع مهدد بانهيار كارثي

فينتك جيت: مصطفي عيد

كشفت تقارير محلية ودولية عن أزمة متصاعدة تهدد قطاع الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية في الصين، بعد أن ضخت الدولة مليارات الدولارات في بناء مئات مراكز البيانات، التي تبيّن أن ما يصل إلى 80% من سعتها الجديدة لم يتم استخدامها حتى الآن.

ووفقًا لتقرير نشرته MIT Technology Review، فإن الطفرة الكبرى التي شهدتها الصين في إنشاء مراكز البيانات خلال عامي 2023 و2024، لم تحقق النتائج المرجوة، مع تراجع الإقبال على استئجار وحدات معالجة الرسومات (GPU) وتباطؤ وتيرة استخدام هذه البنية العملاقة، الأمر الذي أدى إلى معاناة العديد من مشغلي هذه المراكز من أجل البقاء.

استثمارات ضخمة وأحلام متعثرة
دفعت الحكومة الصينية، في إطار مساعيها لجعل الصين رائدة عالميًا في الذكاء الاصطناعي، المسؤولين المحليين إلى تسريع بناء مراكز البيانات. وتم الإعلان عن أكثر من 500 مشروع في أنحاء البلاد، واكتمل بناء ما لا يقل عن 150 مركزًا بحلول نهاية عام 2024. إلا أن التقارير تشير إلى أن معظم هذه المراكز تعمل دون طاقتها الكاملة أو شبه متوقفة.

تخفيضات… وتوزيع مجاني!
في محاولة يائسة لجذب المستخدمين، أطلقت بعض المراكز في مدن مثل تشنغتشو عروضًا لتقديم قسائم حوسبة مجانية. وفي مناطق أخرى، بدأ المطورون في بيع وحدات المعالجة الرسومية (GPU) بعد فشلهم في تأمين عقود طويلة الأجل مع عملاء دائمين.

وقال “شياو لي”، وهو مدير مشروع في أحد مراكز البيانات، لمجلة MIT Technology Review: “الآن يبدو أن الجميع يبيع، لكن لا أحد يشتري”، مشيرًا إلى اختفاء النقاشات حول صفقات شرائح إنفيديا من مجموعات “وي تشات” التي كانت تعج بالحيوية سابقًا.

تحديات في المواقع والبنية التقنية
تواجه المراكز التي بُنيت في وسط وغرب الصين – حيث الكهرباء أرخص – مشاكل تتعلق بسرعة الاستجابة (Latency)، ما يجعلها غير مناسبة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي في الوقت الحقيقي، والتي تتطلب تقنيات مختلفة عن تلك المستخدمة في تدريب النماذج العملاقة.

ظهور DeepSeek وتغيير قواعد اللعبة
أحد الأسباب الجوهرية لهذا الانهيار المفاجئ يعود إلى ظهور DeepSeek في يناير 2025، وهو نموذج مفتوح المصدر يُدعى “R1″، استطاع منافسة أداء ChatGPT ولكن بتكلفة أقل، مما حوّل تركيز السوق من تدريب النماذج إلى استخدامها اللحظي (Inference)، وهو ما لا تتوافق معه أغلب مراكز البيانات التي بُنيت في السنوات الماضية.

خطر الانهيار يلوح في الأفق
يحذر الخبراء من أن طرح هذه السعات غير المستخدمة في السوق المفتوحة قد يؤدي إلى فيضان عرض في قطاع يعاني بالفعل من تباطؤ، مما يدفع الأسعار للهبوط أكثر، ويهدد مستقبل العشرات من الشركات والمستثمرين في هذا المجال.

ورغم هذا الوضع المقلق، لا تزال الحكومة الصينية متمسكة بمسارها، إذ عقدت ندوة قومية للذكاء الاصطناعي في مطلع 2025، في وقت أعلنت فيه شركات مثل علي بابا وبايت دانس (المالكة لتطبيق تيك توك) عن استثمارات ضخمة جديدة في القطاع.

لكن بالنسبة للمستثمرين الأوائل، فقد تهاوت التوقعات: البنية التحتية اكتملت، لكن الطلب الذي بُنيت من أجله لم يصل.

اقرأ أيضا: