أمريكا تسحب 51 مليون دولار من تمويلات الشركات الناشئة والصغيرة في كينيا ونيجيريا

فينتك جيت: مصطفى عيد

أعلنت منظمة «US Africa Development Foundation» – المعروفة اختصارًا بـ«USADF» – عن سحب تمويل بقيمة 51 مليون دولار كان مخصصًا لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والمشروعات الناشئة في عدد من الدول الأفريقية، ما يُهدد مستقبل مئات المبادرات في دول جنوب الصحراء، وعلى رأسها كينيا ونيجيريا.

سياسات وزارة كفاءة الحكومة

القرار الذي جاء ضمن سياسات «وزارة كفاءة الحكومة» (Department of Government Efficiency – DOGE)، وهي هيئة أنشأها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ويقودها «إيلون ماسك»، سيتسبب في توقف عشرات المبادرات، من بينها مشروع روبوت دردشة تسويقي عبر «واتساب» للشركات الصغيرة في كينيا كانت مخصصة له منحة بقيمة 48,406 دولار، وحاضنة صحية في نيجيريا كانت ستحصل على 84,059 دولار.

من أبرز المبادرات المتأثرة أيضًا مشروع زبدة الشيا في بوركينا فاسو بتمويل يقترب من 230 ألف دولار، ومبادرة ترويج عصير الأناناس في بنين بقيمة 240 ألف دولار، بالإضافة إلى مشروع منشآت لتجفيف المانجو في كوت ديفوار بتمويل يبلغ 246 ألف دولار.

تُعد نيجيريا وكينيا من أبرز المستفيدين من برنامج «USADF» منذ انطلاقه، حيث تلقت نيجيريا وحدها نحو 20.4 مليون دولار، فيما حصلت كينيا على 16.9 مليون دولار، بهدف دعم الشركات الريفية والمبادرات التي تقودها النساء. وبلغ عدد الشركات المستفيدة من البرنامج في نيجيريا نحو 211 شركة، مقابل 186 شركة في كينيا.

ورغم أن معظم هذه المشروعات تمويلها محدود، إلا أن المنح الأمريكية تُعد مصدرًا حيويًا لرأس المال المُخاطر الذي تتجنبه البنوك التجارية وصناديق رأس المال الاستثماري في كثير من الأحيان، ما يُنذر بتأثر سلاسل الإمداد، لا سيما في قطاع الإنتاج الزراعي المحلي كما هو الحال في بنين وبوركينا فاسو.

تحسين كفاءة الحكومة الفيدرالية

ووفقًا لما أعلنته هيئة «DOGE»، فإن قرار تخفيض الإنفاق يأتي ضمن استراتيجية «تحسين كفاءة الحكومة الفيدرالية» وتوفير ما يزيد على 140 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، عبر إلغاء برامج دعم خارجية تابعة لوكالة «USAID» أيضًا.

ويُشكل انسحاب «USADF» من تمويل الشركات الناشئة، لا سيما في كينيا، ضربة كبيرة نظرًا لاعتماد النموذج التمويلي للوكالة على تقديم منح مباشرة للمؤسسين والشركات دون وساطة حكومية، فضلًا عن تركيزها على دعم النساء في المجتمعات الريفية والأسواق الناشئة من خلال تمويلات غير مُخفِفة للملكية.

ويأتي ذلك بعد شهرين فقط من إعلان «USAID» عن تقليص تمويل إضافي بقيمة 100 مليون دولار من خلال ذراعها الاستثمارية «Development Innovation Ventures»، والتي كانت قد منحت ما يزيد عن 30 شركة ناشئة كينية تمويلات تتراوح بين 500 ألف و6 ملايين دولار.

وتُشير هذه التحركات إلى احتمالية استمرار التراجع الأمريكي عن التزاماتها التمويلية في الأسواق الناشئة، الأمر الذي يُعيد إلى الواجهة دعوات بناء أنظمة تمويل ذاتية ومستدامة في القارة الأفريقية، لحماية الشركات الناشئة من تقلبات السياسات الدولية.

اقرأ أيضا: