الاتحاد الأوروبي يجمّد الرسوم الجمركيية على أمريكا لمدة 90 يومًا

فينتك جيت: مصطفى عيد

أعلنت المفوضية الأوروبية، الخميس، تعليق الإجراءات الانتقامية التجارية ضد الولايات المتحدة لمدة 90 يومًا، في استجابة مباشرة لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتجميد الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها مؤخرًا على شركاء التجارة العالميين، في خطوة تهدف إلى إعطاء فرصة للتوصل إلى تسوية تفاوضية.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية «أورسولا فون دير لاين» في بيان رسمي إن الاتحاد الأوروبي، الذي يمثل المصالح التجارية لـ27 دولة، “أخذ علمًا بإعلان الرئيس ترامب”، مشيرة إلى أن الرسوم الجديدة التي كانت مقررة على واردات أمريكية بقيمة 20.9 مليار يورو (نحو 23 مليار دولار أمريكي) سيتم تجميدها مؤقتًا “لأننا نريد منح المفاوضات فرصة حقيقية”.

لكن فون دير لاين حذّرت في الوقت ذاته قائلة: “إذا لم تكن نتائج المفاوضات مرضية، فإجراءاتنا المضادة ستدخل حيّز التنفيذ”.

حرب الرسوم الجمركية

وكان ترامب قد فرض رسومًا بنسبة 20% على البضائع الأوروبية ضمن حزمة من الرسوم تتراوح بين 10% وأكثر، تشمل معظم شركاء الولايات المتحدة التجاريين، قبل أن يُعلن الأربعاء تعليقها لمدة 90 يومًا، مشيرًا إلى أنه يريد منح فرصة للتفاوض على حلول تُعالج “المخاوف التجارية الأمريكية”. ووفق القرار الأمريكي، فإن الدول المشمولة بالتجميد ستظل خاضعة لرسوم أساسية بنسبة 10%.

وسبق قرار ترامب موافقة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على فرض رسوم مضادة بقيمة 23 مليار دولار على واردات أمريكية، ردًا على رسوم سابقة فرضتها واشنطن بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم الأوروبي، والتي دخلت حيّز التنفيذ في مارس الماضي، ووصفتها المفوضية الأوروبية بأنها “غير مبررة وتُسبب أضرارًا”.

موعد الرسوم الأوروبية

وكان من المقرر أن تُطبق الرسوم الأوروبية على مراحل، بدءًا من 15 أبريل، ثم 15 مايو، وأخيرًا في الأول من ديسمبر، لكن المفوضية لم تُعلن حتى الآن قائمة تفصيلية بالسلع المستهدفة.

وأكدت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي – أكبر تكتل تجاري في العالم – أنها تفضل التوصل إلى اتفاق تفاوضي يحول دون تصعيد حرب تجارية تُلحق الضرر باقتصادات الجانبين. وتجري مفاوضات مكوكية بين «بروكسل» و«واشنطن» منذ أسابيع في محاولة لاحتواء الأزمة.

وتُشكل السلع المستهدفة نسبة صغيرة من إجمالي التبادل التجاري السنوي بين الجانبين، والذي يبلغ نحو 1.6 تريليون يورو (1.8 تريليون دولار)، فيما يعبر نحو 4.4 مليار يورو من السلع والخدمات يوميًا المحيط الأطلسي، في ما تصفه المفوضية بأنه “أهم علاقة تجارية في العالم”.

ويعتمد الاتحاد الأوروبي في استراتيجيته على استهداف قوائم محدودة من السلع بهدف ممارسة ضغط سياسي، وتجنب أضرار اقتصادية كبيرة من تصعيد متبادل في الرسوم.

كما تواصل المفوضية إعداد حزمة إضافية من الإجراءات المضادة المحتملة، تشمل قطاعات التكنولوجيا والخدمات الأمريكية، في حال استئناف واشنطن تطبيق الرسوم العامة بنسبة 20% على السلع الأوروبية.

ورغم التصعيد، شددت فون دير لاين على أن أوروبا ستُواصل تنويع شراكاتها التجارية، مؤكدة التزام الاتحاد بالتعاون مع الدول التي تمثل 87% من التجارة العالمية، وتشارك أوروبا رؤيتها لانفتاح الأسواق وتبادل السلع والخدمات والأفكار.

اقرأ ايضا: