فينتك جيت: مصطفى عيد
تراجع الدولار الأمريكي أمام العملات الآمنة والعملات الحساسة للمخاطر، في تعاملات الخميس، بعد إعلان مفاجئ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتجميد مؤقت للرسوم الجمركية الجديدة، ما أحدث تقلبات حادة في الأسواق العالمية.
وكان ترامب قد أعلن أمس الأربعاء، تعليق الرسوم المتبادلة – التي أطلق عليها “رسوم يوم التحرير” – لمدة 90 يومًا على معظم الدول، رغم دخولها حيّز التنفيذ قبل أقل من 24 ساعة، بينما استثنى الصين من القرار، حيث رفع الرسوم على الواردات الصينية إلى 125% بشكل فوري، وذلك ردًا على فرض بكين رسومًا بنسبة 84% على البضائع الأمريكية.
تذبذب الأسواق المالية
وشهدت الأسواق المالية تذبذبًا ملحوظًا، من السندات الحكومية إلى السلع والعملات. وفي حركة فورية، تراجع كل من الفرنك السويسري والين الياباني أمام الدولار، بينما ارتفع الدولار الأسترالي – والذي يُعد مؤشرًا لمعنويات المستثمرين تجاه النمو العالمي.
غير أن السوق أعادت ترتيب مراكزها يوم الخميس، في اتجاه سلبي للدولار، حيث هبطت العملة الأمريكية بنسبة 0.66% مقابل الين لتسجل 146.7 ين، وانخفضت بنسبة 0.5% أمام الفرنك السويسري لتسجل 0.8539 فرنك.
وعلى المدى الزمني الأطول، يُظهر أداء الدولار تراجعًا أمام الملاذات الآمنة منذ الإعلان الأول عن الرسوم في 2 أبريل؛ حيث خسر 2% أمام الين و3.5% أمام الفرنك حتى الآن خلال أبريل.
ويرجع جزء من الضغط على الدولار إلى تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، في عودة للارتباط التقليدي بين العملة والعائد، وهو ما اختل مؤقتًا خلال تعاملات آسيا وأوروبا يوم الأربعاء.
الترقب والحذر
ولا تزال حالة من الترقب والحذر تسيطر على المستثمرين بسبب تغير مواقف الإدارة الأمريكية بشأن السياسة التجارية، إذ أشار «كريس تيرنر» رئيس الأبحاث العالمية لدى «ING» في مذكرة صباحية، إلى أن تداول زوج الدولار/ين عند مستوى 146 رغم ارتفاع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لـ4.25-4.30%، يعكس المخاطر الإضافية التي يفرضها تقلب السياسة الاقتصادية الأمريكية.
وفي أسواق العملات الأخرى، ارتفع اليورو بنسبة 0.7% ليصل إلى 1.1024 دولار، بينما صعد الجنيه الإسترليني بنسبة 0.35% ليسجل 1.2875 دولار. كما سجل الدولار الأسترالي ارتفاعًا بنسبة 0.2% إلى 0.6164 دولار، فيما تحسن الكرونة السويدية – المرتبطة بالأسهم – إلى 9.936 مقابل الدولار.
من جهة أخرى، استمر ضعف اليوان الصيني، حيث هبط اليوان المحلي إلى 7.3518 مقابل الدولار في بداية الجلسة – وهو أضعف مستوى له منذ ديسمبر 2007 – قبل أن يرتفع قليلًا إلى 7.344. كما انخفض اليوان الخارجي إلى 7.3575 للدولار، بعد تقلبات كبيرة خلال الجلسات الأخيرة.
وكان بنك الشعب الصيني قد خفّض توجيهه الرسمي لسعر صرف اليوان لليوم السادس على التوالي، ما يُشير إلى استراتيجية مدروسة للتخفيض التدريجي للعملة، في ظل تصاعد التوترات التجارية مع واشنطن، وسط ترقب المستثمرين لاحتمال استخدام الصين لسلاح خفض العملة ضمن أدواتها في الحرب التجارية.
اقرأ أيضا: