الصين تضع شروطًا مسبقة لاستئناف محادثات التجارة مع إدارة «ترامب»

فينتك جيت: مصطفي عيد

كشفت مصادر مطلعة على مواقف الحكومة الصينية أن بكين لن توافق على استئناف محادثات التجارة مع إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» ما لم تلبِ واشنطن سلسلة من الشروط التي تضع في مقدمتها ضبط تصريحات المسؤولين الأمريكيين التي وصفتها بـ«المسيئة» و«غير المحترمة» تجاه الصين.

وبحسب المصدر الذي نقلت عنه «Bloomberg»، تتضمن قائمة الشروط الصينية مطالبة واشنطن باتباع سياسة متسقة وواضحة حيال قضايا الخلاف الجوهرية، وعلى رأسها العقوبات الاقتصادية الأمريكية، وملف «تايوان»، الذي يمثل واحدًا من أكثر الملفات حساسية في العلاقات بين البلدين.

متطلبات بكين

وأوضحت بكين أن من ضمن متطلباتها أيضاً أن تقوم إدارة «ترامب» بتعيين مسؤول محدد يتولى الإشراف على مسار المفاوضات، بشرط أن يحظى هذا المسؤول بتفويض ودعم مباشر من الرئيس الأمريكي، ما يضمن إمكانية التوصل إلى اتفاق يمكن توقيعه لاحقاً بين «ترامب» ونظيره الصيني «شي جين بينغ».

وتأتي هذه الشروط في وقت يترقب فيه الاقتصاد العالمي وأسواق المال مصير المحادثات بين أكبر اقتصادين في العالم، وسط تحذيرات من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى نشوب حرب تجارية طويلة الأمد، بحسب ما أفادت به «Bloomberg».

ومنذ تولي «ترامب» منصبه، فرضت إدارته تعريفات جمركية وصلت إلى 145% على معظم السلع الصينية، وهو ما دفع بكين إلى الرد بالمثل وإجراءات مقابلة، مما تسبب في تقليص كبير للتبادل التجاري بين البلدين.

وعقب نشر تقارير حول الموقف الصيني، سجل اليوان الصيني ارتفاعًا بنسبة 0.2% أمام الدولار، كما قفز الدولار الأسترالي — الذي يُعد بمثابة مؤشر غير مباشر لأداء الاقتصاد الصيني — بنسبة 0.5%. في حين قلصت العقود الآجلة لمؤشر «S&P 500» خسائرها من 1.6% إلى 0.4% خلال التعاملات.

وبحسب المصدر، ترى القيادة الصينية أن التصريحات العدائية الصادرة عن بعض مسؤولي إدارة «ترامب» — والتي لم يتبرأ منها الرئيس علنًا — توحي بأن البيت الأبيض يدعم هذه المواقف، مما زاد من حالة التوتر والشكوك حول جدية أي حوار مرتقب.

وفي أحدث مثال على ذلك، أعربت الخارجية الصينية عن استيائها الشديد من تصريحات أدلى بها نائب الرئيس الأمريكي «JD Vance»، وصف خلالها الفلاحين الصينيين بعبارات مسيئة، حيث وصفت بكين التصريحات بأنها «جهل واضح وقلة احترام».

السياسات الأمريكية

وإلى جانب قضية التصريحات، يركز الجانب الصيني على مخاوفه من السياسات الأمريكية الرامية إلى احتواء ومنع تقدمه التكنولوجي، خاصة مع القيود الصارمة التي فرضتها واشنطن على صادرات الرقائق الإلكترونية والتقنيات المتقدمة إلى الصين. وقد صعّدت إدارة «ترامب» هذا التوجه بمنع شركة «Nvidia» من تصدير رقاقتها «H20» إلى السوق الصينية قبل أيام.

وفيما يخص ملف «تايوان»، شدد المصدر على أن الصين لا تعتزم اتخاذ أي خطوات استفزازية تجاه الجزيرة، لكنها سترد «بقوة» في حال تعرضت لأي استفزاز مباشر.

اقرأ أيضا: