فينتك جيت: مصطفى عيد
أطلقت الصين خطة استراتيجية طموحة تهدف إلى تعزيز قدرات بورصة «Shanghai Gold Exchange» — المعروفة اختصارًا بـ«SGE» — لتصبح لاعبًا رئيسيًا ينافس بورصة «London Metal Exchange» البريطانية «LME» في تحديد أسعار الذهب والمعادن الثمينة على مستوى العالم.
وبحسب تقارية إعلامية، فإن «بنك الشعب الصيني» بالتعاون مع ثلاث جهات حكومية أخرى، أصدروا خطة تحمل اسم «خطة العمل لتعزيز تيسير خدمات التمويل العابر للحدود في مركز شنغهاي المالي الدولي»، والتي تركز على تطوير منصات مالية كبرى لتوزيع الموارد المالية العالمية، إلى جانب إنشاء منصة متخصصة لتداول الأصول المالية الدولية، ما يفتح الباب أمام المستثمرين الأجانب للانخراط بعمق أكبر في أسواق الصين المالية.
وتتضمن الخطة أيضًا دعم بورصة «Shanghai Gold Exchange» للتعاون مع بورصات دولية أخرى في عمليات اعتماد وتطوير المنتجات، وتوسيع نطاق استخدام الأسعار الاسترشادية المقومة باليوان الصيني «RMB» في الأسواق العالمية، بالإضافة إلى بحث إنشاء مخازن خارج حدود الصين لتسليم المنتجات المتداولة دوليًا، في خطوة تهدف لزيادة قدرة البورصة على التسليم العابر للحدود.
أكبر مستهلك للذهب
وفي الوقت الذي تعد فيه الصين أكبر مستهلك للذهب والمعادن الثمينة على مستوى العالم، لا تزال الأسعار داخل السوق المحلي تعتمد بشكل كبير على المؤشرات العالمية، غير أن بكين تسعى من خلال هذه الخطوة لتغيير قواعد اللعبة ومنح السوق الصينية نفوذاً أكبر في رسم خريطة الأسعار الدولية.
وفي سياق متصل، كانت وكالة «رويترز» قد أشارت في وقت سابق إلى التطورات الأخيرة في بورصة «Shanghai Gold Exchange» تُشير إلى أن الصين على الطريق الصحيح لتحقيق هدفها في تقوية دورها في سوق المعادن الثمينة، وهو ما سينعكس بشكل كبير على الأسواق العالمية في حال نجاح هذه المبادرة.
فمع التوسع في فتح أسواق جديدة، ومن خلال تعزيز قدرة البورصة على تسليم المعادن عبر الحدود، تصبح الصين أكثر قدرة على التحكم في تسعير الذهب والمعادن الثمينة بما يتماشى مع مصالحها الاقتصادية.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أفادت التقارير بأن الصين تواصل سعيها لاجتذاب المستثمرين الأجانب من خلال تحسين سياسات التسعير والعقود المستقبلية في بورصات مثل «Shanghai Futures Exchange»، التي من المتوقع أن تصبح محورية في تحديد أسعار المعادن الصناعية العالمية.
كما أن هذه الاستراتيجيات الجديدة تهدف إلى تحقيق قدر أكبر من الاستقلالية في تحديد أسعار الذهب والمعادن الأخرى، بدلاً من الاعتماد على المؤشرات التقليدية مثل «London Metal Exchange»، التي كانت تتحكم في الأسعار لعدة عقود.
وفي إطار التحديات الاقتصادية العالمية التي تمر بها الأسواق المالية، تُعد هذه الخطوات جزءًا من استراتيجية الصين لتوسيع نفوذها المالي والتجاري على الساحة الدولية.
وبينما تستمر الصين في تطوير بنيتها التحتية المالية، فإنها تساهم في تشكيل نظام اقتصادي عالمي جديد يعتمد على تنويع مراكز القرار المالي والتجاري.
اقرا ايضا:
«أرامكو» السعودية و«بي واي دي» الصينية تتعاونان في تقنيات مركبات الطاقة الجديدة
مصر ومقاطعة «شينزن» الصينية توقعان 9 إتفاقيات ومذكرات تفاهم لتعزيز التعاون الإقتصادي المشترك
«روبوتات» التصنيع حول العالم تتجاوز 4 ملايين وحدة.. و«الصين» تتصدر المشهد بـ276 ألف روبوت جديد
تراجع جماعي لعقود الأسهم الأمريكية الآجلة بعد قيود تصدير جديدة لرقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين