خبراء يدعون لتكريس البعد الأخلاقي والقيمي في تطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي

فينتك جيت: محمد بدوي

دعا المتحدثون في فعاليات “ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي” ضمن “أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي”، الذي، يقام في الفترة من 21 – 25 أبريل الجاري، إلى تكريس البعد الأخلاقي والقيمي كعامل أساسي في ابتكار وتطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي.

وأكد الخبراء في الذكاء الاصطناعي وقطاعات التكنولوجيا المرتبطة به أنه يجب أن يرتكز على الإنسان بحيث تكون مصلحة البشر منطلقه وغايته، وتعم منافعه الجميع دون تحيّز أو تمييز.

الإنسان أولاً

وفي جلسة بعنوان “لماذا يُعد الذكاء الاصطناعي المرتكز على الإنسان خياراً ذكياً للأعمال؟”، شدد الخبراء على أهمية الذكاء الاصطناعي كأحد أكثر التقنيات المتقدمة التي تصب في خدمة البشرية. وقال الخبراء بأنه ينبغي توجيه الذكاء الاصطناعي بالذكاء البشري لضمان تعزيز قدراتنا، عوضاً عن استبدالها.

التحديات الذكاء الاصطناعي

واعتبر كلٌ من بانوس ماداموبولوس، مستثمر، موريس آنجل، والمدير التنفيذي والمؤسس السابق لبرامج الصناعة والشراكات، ستانفورد اتش ايه آي، ومايكل سبرانجر، الرئيس التنفيذي للعمليات لدى “سوني للذكاء الاصطناعي”، أن التحديات الكبرى التي تواجه الذكاء الاصطناعي اليوم ليست تقنية، بل بشرية، نظراً للحاجة إلى تعريف واضح متوافق عليه لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، مروراً بالبيانات غير الدقيقة، وانتهاءً بالفجوة بين مصممي التكنولوجيا ومستخدميها، مؤكدين أن المقياس الحقيقي لنجاح الذكاء الاصطناعي لا يكمن فقط في الأتمتة، بل في استخدامه لتعزيز الجوانب التي تخدم المجتمعات البشرية وتضعها كأولوية، داعين إلى تحديد أخلاقيات الذكاء الاصطناعي بالتعاون بين القطاعات الحكومية والأكاديمية والخاصة لضمان تطوير وتوفير تكنولوجيا متقدمة ذات مغزى إنساني وأخلاقي.

رأس المال البشري

وضمن جلسة بعنوان “رأس المال البشري في عصر الذكاء الاصطناعي” بحضور كل من كِرِم ألبر، الشريك، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “نيول”، والدكتور ناثان موندراغون، الرئيس التنفيذي للابتكار في “هاير فيو”، تطرق الحوار إلى دور الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل قطاع التوظيف والمواهب عبر تعزيز القدرة على اتخاذ قرارات واعية ومدعومة بالبيانات.

وأكد الخبراء أن الشفافية ضرورية لبناء الثقة في أنظمة الذكاء الاصطناعي، مشيرين إلى أن إدخال آليات التغذية الراجعة في عمليات التوظيف يساعد الشركات على تحسين دقة وكفاءة وحيادية تقييم المرشحين.

التقييم البشري

ولفت المتحدثون إلى أن دور الذكاء الاصطناعي ليس استبدال التقييم البشري، بل دعمه وتعزيزه، وسط إجماع على أن مستقبل التوظيف يعتمد على دمج قدرات الذكاء الاصطناعي مع التعاطف والحدس البشري، خاصة عند تقييم التوافق الثقافي والمهني للمرشحين، مؤكدين على أن العنصر البشري يظل أساسياً رغم التقدم الكبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي، لا سيما عند اختيار المرشحين للوظائف القيادية، حيث يتطلب الأمر فهماً عميقاً للأبعاد الثقافية، وهي أمور يصعب على الذكاء الاصطناعي إدراكها دون تدخل بشري.

دور رئيسي للمنطقة

كما استعرضت جلسة أحدث ابتكارات الذكاء الاصطناعي المفتوح نظمتها “أوبن أيه آي”، وسلطت الضوء على مدى الوعي في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة للإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي، أهمية تصميم استراتيجيات وطنية لدمج الذكاء الاصطناعي في الرؤى الاقتصادية بعيدة المدى، وإطلاق حوارات عالية المستوى حول البنية التحتية، والحوكمة، وتنمية المواهب، للعب دور رئيسي في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي.

واستعرضت الجلسة ابتكارات الذكاء الاصطناعي في مستقبل التعليم، حيث سيلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تخصيص تجارب التعلم، وستتمكن النماذج المستقلة من التعرف على أنماط التعلم الأنسب للفرد حسب احتياجاته، كالتعلم المرئي أو المسموع، وتقديم محتوى يلبي احتياجات كل متعلم على حدة، وفق محورين أساسيين هما تمكين الطلاب من الوصول إلى أدوات تعليمية ذكية، ودعم المعلمين في تكييف أساليب التدريس وتحديث المناهج، بما يُسهم في معالجة تحديات عدة مثل اكتظاظ الصفوف الدراسية، وتعزيز تكافؤ فرص الوصول إلى تعليم عالي الجودة.

وخلص الخبراء إلى أن الاهتمام المتنامي بالذكاء الاصطناعي، يحفز بناء شراكات عميقة بين القطاعين الحكومي والخاص وتطوير الحلول العملية للانتقال من التجارب الأولية إلى تطبيقات حقيقية تُحدث تأثيراً ملموساً على الأعمال والمجتمعات.

ممكّنات التوسّع

وفي جلسة بعنوان “أسس الذكاء الاصطناعي: كيف نبني بنية تحتية قابلة للتوسّع في الواقع العملي؟” من تنظيم كاتونيك – بي جي سي، تحدث فيصل حمادي، المدير العام والشريك في مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب، عن التحول من أنظمة الذكاء الاصطناعي النمطية القائمة على النماذج إلى أنظمة أكثر استدامة ومرونة.

وأشار إلى الحاجة المتزايدة إلى بنية تحتية قابلة للتوسع، تشمل إدارة البيئات السحابية المتنوعة وفهم المكونات التكنولوجية المختلفة التي تشكّل هذه الأنظمة،.

وأكد  أهمية أن تكون حلول الذكاء الاصطناعي قابلة للتكيف مع اختلاف وحدات الأعمال والمناطق الجغرافية والأطر التنظيمية، مشدداً على ضرورة إنشاء بيئات اختبار لتجربة النماذج والتطبيقات الجديدة في سياقات واقعية وآمنة.

بدوره تطرق بريم نارينداس، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة كاتونيك، إلى التحدي المتمثل في موازنة التسارع الكبير في تطور الذكاء الاصطناعي مع متطلبات قابلية التوسع، مشيراً إلى أن توسيع نطاق الحلول يتطلب التكيّف مع بنى تحتية متباينة بحسب طبيعة الاستخدام والنطاق الجغرافي.

وأكد على أهمية اعتماد مناهج معيارية وأطر عمل مرنة تُمكّن من التوسع الآمن والفعّال، مع ضرورة توفير بيئات تجريبية تتيح الابتكار دون تعريض المؤسسات لمخاطر تشغيلية أو أمنية غير محسوبة.

اقرا ايضا:

قمة الآلات يمكنها أن ترى «machines can see» تكشف عن برنامجها خلال «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي»  

مصر و الإمارات تبحثان التعاون في مجال الذكاء الاصطناعى

«مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي» يطلق تقرير 15 حالة تطبيقية للذكاء الاصطناعي في العمل الحكومي  

خبراء : الذكاء الاصطناعي ليس بديلا للبشر بل أداة لتمكينهم