فينتك جيت: مصطفى عيد
رغم ما يشهده العالم من تقلبات اقتصادية وفرض تعريفات جمركية جديدة، جددت شركة «Alphabet»، المالكة لشركتي «Google» و«YouTube»، التزامها بضخ استثمارات ضخمة تصل إلى 75 مليار دولار خلال العام الجاري، مع تركيزها الأكبر على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي وتوسيع مراكز البيانات عالميًا.
جاء هذا الإعلان خلال المؤتمر السنوي لوحدة الحوسبة السحابية التابعة للشركة، حيث أكد «سوندار بيتشاي»، الرئيس التنفيذي لـ«Google» و«Alphabet»، أن الاستثمار يهدف إلى دعم النمو المتسارع في قطاع الذكاء الاصطناعي، بالتوازي مع استمرار الشركة في تجاوز توقعات الإيرادات للربع الأول من عام 2025، ما أدى إلى ارتفاع سهم الشركة بأكثر من 4% في التداولات اللاحقة.
وقال «فيليب شيندلر»، الرئيس التنفيذي للأعمال في «Google»، خلال مكالمة المستثمرين: “نحن لسنا بمنأى عن تأثيرات الاقتصاد الكلي، لكننا نتحلى بالمرونة والخبرة في إدارة الفترات غير المستقرة، ونركز على تزويد عملائنا برؤى متعمقة حول سلوك المستهلك المتغير”.
وأشار شيندلر إلى أن التعديلات الأخيرة في إعفاء “de minimis” الجمركي — الذي كان يسمح بدخول السلع التي تقل قيمتها عن 800 دولار إلى السوق الأمريكية دون رسوم — قد يشكل “رياحًا معاكسة” محدودة لأعمال الإعلانات في عام 2025، خاصة من قبل تجار التجزئة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وبحسب محللين، قد تؤثر التعريفات الجديدة على إنفاق شركات مثل «Shein» و«Temu» على إعلانات «Google»، مما قد يُحدث تراجعًا ملموسًا في عائدات الشركة من هذا القطاع خلال الفصول القادمة، في ظل ارتفاع تكاليف سلاسل التوريد عالميًا.
من جهتها، حذّرت «أنات أشكنازي»، المديرة المالية لـ«Google» و«Alphabet»، من أن الشركة تواجه ضغوطًا إضافية من حيث التكاليف، قائلة: “شهدنا نموًا سنويًا بنسبة 31% في مصروفات الإهلاك هذا الربع، ونتوقع أن ترتفع أكثر خلال الفترة المقبلة، مما سيؤثر على هوامش الأرباح”.
وكشفت نتائج الربع الأول من 2025 عن زيادة بنسبة 9% في إجمالي المصروفات التشغيلية، لتصل إلى 23.3 مليار دولار، مدفوعة بزيادة رواتب فرق البحث والتطوير وارتفاع الإهلاك، إلى جانب قفزة بنسبة 17% في المصروفات الإدارية المرتبطة بالتكاليف القانونية.
تأتي هذه التحديات بالتزامن مع تصاعد الضغوط القانونية على «Google»، حيث تخوض الشركة حاليًا جولة جديدة من المحاكمات الفيدرالية لتحديد الإجراءات التصحيحية بعد أن قضت المحكمة بأن «Google» تمتلك احتكارًا غير قانوني في بعض قطاعات الإعلانات الرقمية.
وتواجه الشركة خطرًا محتملاً بإجبارها على التخلي عن منتجات رئيسية مثل متصفح «Chrome»، في حال قررت المحكمة أن ذلك هو السبيل الوحيد لاستعادة التوازن التنافسي في السوق.
اقرا ايضا:
«جوجل» تغدق على «سامسونج» بالأموال لإبقاء «جيميني» على هواتف «جالاكسي»
«جوجل» تخسر معركة الاحتكار.. حكم قضائي أمريكي يُدين سيطرة الشركة على سوق الإعلانات
الإمارات تشارك في قمة «جوجل كلاود نكست 2025» بالولايات المتحدة