فينتك جيت: مصطفى عيد
شهد شهر رمضان المبارك في عام 2025 نقطة تحوّل ملحوظة في أنماط وسلوكيات المسافرين الدوليين القادمين إلى دولة الإمارات، حيث أظهرت بيانات حديثة من شركة Visa ارتفاعاً بنسبة 6% في عدد الزوار مقارنة بالعام الماضي، إلى جانب تغيّرات ملحوظة في فئات المسافرين وسلوكياتهم الاستهلاكية.
وكشف تقرير “نبض السفر” للربع الأول من عام 2025 الذي أصدرته شركة Visa قبل انطلاق فعاليات معرض سوق السفر العربي، أن الأسواق الناشئة ساهمت بمستويات إنفاق غير متوقعة، مع زيادة بنسبة 111% في الإنفاق للزوار الوافدين من أذربيجان، تلتها طاجيكستان (81%)، وقيرغيزستان (62%). ووفق التقرير، ساهم المسافرون الوافدون إلى دولة الإمارات من الفئة المتوسطة (حاملو البطاقات من الشريحة المتوسطة) خلال شهر رمضان المبارك بنسبة 45% من إجمالي إنفاق الزوار الدوليين، مقارنة مع 41% على مدار العام.
التركيز على الاستمتاع بالتجربة بدل الرحلات الطويلة والفاخرة
انخفض متوسط مدة الإقامة إلى 4 أيام فقط، مقارنة مع 6 أيام في بقية أشهر السنة، ما يعكس توجّهاً متزايداً لاختيار رحلات قصيرة لغايات محددة
تغيّر التركيب الجغرافي للزوار الوافدين إلى دولة الإمارات، مع ارتفاع ملحوظ في السياحة الدولية من وسط وشرق أوروبا، على رأسها جمهورية التشيك (86% مقارنة مع بقية العام)، ورومانيا (67%)، وبولندا (63%)، وألمانيا (44%) وهي أسواق من شأنها إعادة تشكيل مشهد السياحة التقليدية في الإمارات.
من جهة ثانية، تراجعت السياحة الوافدة من دول مجلس التعاون الخليجي، ولا سيما من المملكة العربية السعودية، حيث فضّل كثيرون قضاء شهر رمضان في بلدانهم، عكست هذه التغيّرات ظهور شريحة جديدة من الزوّار تتسم بتنوعها، وحرصها على الاستمتاع بالتجارب الثقافية الغنية والأصيلة، مع التقليل من أهمية طول فترة الإجازة أو البحث عن الفخامة.
وقالت سليمة جوتيفا، نائب الرئيس والمدير العام لشركة Visa في دولة الإمارات: “لطالما اعتُبر شهر رمضان المبارك من الفترات الهادئة التي يخف فيها نشاط السفر، لكن التوجهات التي نشهدها الآن تُشير إلى واقع مختلف، حيث أظهرت بياناتنا أن دولة الإمارات أصبحت تجذب شرائح جديدة من الزوار يتبنون بدورهم سلوكياتٍ جديدة.
ولاحظنا أيضاً تكيّف المسافرين مع التغيرات الاقتصادية، وهو ما ينعكس على مدة إقامتهم وآلية إنفاقهم. والأهم أنهم لا يزالون يُعطون الأولوية للسفر ويبحثون عن تجارب غنية وممتعة”.
كشفت بيانات VisaNet عن توجهات لافتة في وتيرة وآلية الإنفاق خلال شهر رمضان:
تم تسجيل ارتفاعات قوية في معاملات التجارة الإلكترونية خلال شهر رمضان، حيث بلغت طلبات الطعام ذروتها قبل الإفطار، في حين وصل حجم التسوق عبر الإنترنت إلى ذروته عند منتصف الليل، كما ساهم قطاع التجزئة (32%) والمطاعم (25%) في زيادة إنفاق الزوار داخل المتاجر، وارتفع الإنفاق داخل المتاجر خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، مدفوعاً بساعات العمل الطويلة في مراكز التسوق والتجارب الخاصة بالشهر الفضيل، بينما تصدر المعاملات الإلكترونية المشهد في بدايات الشهر الفضيل، وتبيّن هذه التوجهات أن المسافرين يحرصون على الإنفاق بشكل مدروس، ويُفضلون الشراء مباشرةً من المتاجر المحلية، مما يفتح آفاقاً وفرصاً واعدة لشركات التجزئة للتفاعل مع العملاء.
وتعكس بيانات Visa نقلة نوعية في الأسواق التي يأتي منها الزوار وسلوكيات الإنفاق، ما يُعزز جاذبية دولة الإمارات العربية المتحدة السياحية واستقطابها للمسافرين من أسواق جديدة إلى جانب البلدان التقليدية.
وتسلط هذه الارتفاعات الملحوظة الضوء على الفرص المتاحة للشركات لتوسيع القنوات الرقمية واستهداف أسواق جديدة من خلال عروض مصممة خصيصة لتوائم احتياجات المسافرين وبخاصة فيما يتعلق بالتجارب الثقافية والأسعار المدروسة.
وأضافت جوتيفا: “أظهرت دراسة نبض السفر من Visa أن شهر رمضان ليس فترة استراحة أو توقف في زخم النشاط والأعمال بالنسبة للشركات، ولكنه يشكل فرصة مميزة وواعدة، فسلوكيات المسافرين قد تختلف، لكن عند فهم تطلعاتهم وتوجهاتهم، يمكن تقديم تجارب قيّمة وغنية تلبي احتياجاتهم وتعكس روح الشهر الفضيل، وتراعي خصوصيته.”
اقرا ايضا:
«فيزا» تتوسع في إفريقيا عبر تقنيات الدفع اللاتلامسي وتخطط لاستثمار مليار دولار بحلول 2027
«فيزا» تتعاون مع منصة «شاري» المغربية لتسريع التحول الرقمي لتجار التجزئة في شمال أفريقيا
«فيزا» تطلق حملة «كاش ولا فيزا» لدعم المتاجر الصغيرة في مصر