فينتك جيت: مصطفى عيد
مع اقتراب مرور 100 يوم على بداية ولايته الثانية، تواصل سياسات الرئيس الأمريكي «Donald Trump» الاقتصادية المثيرة للجدل التأثير بشكل كبير على الاقتصاد الأمريكي والأسواق العالمية.
يواجه «Trump» العديد من التحديات الاقتصادية التي تثير قلق المستثمرين، حيث تم فرض رسوم جمركية ضخمة تصل إلى 145% على المنتجات الصينية، في وقتٍ تشهد فيه الولايات المتحدة تزايدًا في التضخم مما يهدد القدرة الشرائية للمواطنين.
• رسوم جمركية على الواردات
من بين أبرز سياسات «Trump» الاقتصادية هي الرسوم الجمركية التي فرضها على العديد من المنتجات المستوردة من دول مثل الصين وكندا والمكسيك. حيث تم فرض رسوم بنسبة 145% على المنتجات الصينية مع استثناءات للأجهزة الإلكترونية. وتوقع «Trump» أن هذه الرسوم ستنخفض بشكل كبير في المستقبل، إلا أن الوصول إلى اتفاق مع بكين لا يزال غير وشيك.
كما تم فرض رسوم بنسبة 25% على الواردات الكندية والمكسيكية مع إعفاءات محدودة للسلع التي تتوافق مع اتفاقية «USMCA»، بما في ذلك نحو 38% من الواردات الكندية و50% من الواردات المكسيكية.
على جانب آخر، فرضت الإدارة الأمريكية رسوماً تتراوح بين 10% و20% على جميع الواردات الأخرى من مختلف الدول حول العالم.
وقد تم تعليق بعض الرسوم بشكل مؤقت لتقليل تأثيراتها على الأسواق، إلا أن هذه السياسات كانت أحد الأسباب التي أدت إلى تراجع الأسواق العالمية.
الآثار الاقتصادية ورسوم جديدة على القطاعات المختلفة
تستهدف الرسوم الجديدة التي فرضها «Trump» قطاعات متعددة، حيث تشمل 25% رسومًا على واردات الفولاذ والألومنيوم، وكذلك على السيارات المستوردة، مع وجود رسوم إضافية على قطع غيار السيارات. وهناك أيضًا توقعات بفرض رسوم على بعض القطاعات الأخرى مثل أشباه الموصلات والصناعات الدوائية والنحاس.
هذه السياسات ساهمت في تغييرات ملحوظة في أسواق الأسهم والدولار الأمريكي، حيث تراجع مؤشر «S&P 500» بنسبة 0.74% بينما سجل الدولار الأمريكي ارتفاعًا بنسبة 0.21%.
• التوقعات المستقبلية: كيف سيؤثر «Trump» على التضخم والاقتصاد؟
من جهة أخرى، يواجه «Trump» تحديات أخرى في معالجة التضخم، الذي يهدد بخفض القوة الشرائية للمواطنين الأمريكيين. على الرغم من انخفاض مؤشر أسعار المستهلك لأول مرة منذ عام 2020، إلا أن التضخم لا يزال مرتفعًا، مع وجود توقعات بزيادة أخرى نتيجة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي.
• خطط «Trump» لتقليص الضرائب وزيادة الاستثمار
يسعى «Trump» أيضًا إلى تنفيذ خطط لتخفيض الضرائب على الشركات بنسبة 15% بدلًا من 21%، ولكن فقط للشركات التي تصنع منتجاتها داخل الولايات المتحدة. كما يواصل جهودًا لتوسيع نطاق تخفيضات الضرائب، بما في ذلك الضرائب على الإكراميات والعمل الإضافي والضمان الاجتماعي.
• احتياطي البيتكوين
وفي خطوة غير تقليدية، وقع «Trump» أمرًا تنفيذيًا في مارس الماضي لإنشاء احتياطي استراتيجي من البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى. يأتي هذا القرار في إطار سعيه إلى تعزيز الاقتصاد الرقمي وإعادة صياغة سياسات الاستثمار الأمريكية.
• دعم «TikTok» وحماية الأسواق الرقمية
تستمر إدارة «Trump» في دعم استمرار عمل منصة «TikTok» في الولايات المتحدة، على الرغم من محاولات إلغاء هذه المنصة الصينية، وهو ما يشير إلى توجيه استثمارات أكبر نحو السوق الرقمية والاقتصاد الرقمي.
• التحديات السياسية والمستقبل المجهول
يواجه «Trump» معارضة شديدة من بعض الأوساط الاقتصادية والسياسية، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن 52% من الأمريكيين لا يوافقون على أدائه، مقابل 46% فقط يوافقون عليه. وتُعزى هذه النسبة المرتفعة من عدم الرضا إلى تأملات الأمريكيين في أن يستطيع «Trump» تقليص التضخم وإنعاش الاقتصاد، وهي وعود قد لا يفي بها في ظل التطورات الحالية.
تستمر هذه السياسات في إحداث تأثيرات كبيرة على الأسواق المالية، وتستمر التوقعات في أن «Trump» سيعمد إلى تقديم امتدادات لخطط تخفيضات الضرائب الخاصة به، إلا أن تنفيذ هذه القرارات لا يزال بعيد المنال.
اقرا ايضا:
وزيرة ألمانية تهاجم سياسات «ترامب» : أمريكا لا تحدد مهمة البنك الدولي
«الدولار» قرب أدنى مستوى في 3 سنوات بعد هجوم «ترامب» على رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي