«فوركس» : الإمارات تواصل مرونتها الاقتصادية رغم التوترات التجارية العالمية

فينتك جيت:محمد بدوي

تتجه الأسواق العالمية وكذلك المستثمرون والمستهلكون إلى حالة من الضياع المتزايد، وسط استمرار النقاشات حول الرسوم الجمركية في عهد ترامب، وانخفاض أسعار النفط، وتراجع الدولار الأمريكي.

هذه العوامل تؤثر بشكل مباشر على الاستراتيجيات والسياسات وتوزيع الاستثمارات ومنهجيات إدارة الثروات على المستوى العالمي. كيف تنعكس هذه التحولات على الدرهم الإماراتي وعلى الاقتصاد المحلي؟

توضح رزان هلال، خبيرة تحليل الأسواق في FOREX.com : “شهدت العملات الرئيسية حول العالم ارتفاعًا قياسيًا في أبريل، حيث تجاوزت قيمة اليورو 1.15، وقيمة الجنيه الإسترليني 1.34، وقيمة الفرنك السويسري 1.24، ويرتبط ذلك بضعف الدولار الأمريكي بشكل عام.

قد أدت هذه التحولات إلى انخفاض القوة الشرائية للعملات المرتبطة بالدولار، مثل الدرهم الإماراتي. وبالتزامن مع ذلك، ارتفع سعر الذهب ليبلغ مستوى قياسيًا وصل إلى 3500 دولار، مما يعكس تقلّق المستثمرين وتوجّههم إلى الأصول الآمنة.”

أما بالنسبة إلى النفط، فقد بدأت تظهر علامات التعافي الحذر. فبعد أن انخفضت مستويات خام غرب تكساس إلى 55 دولار خلال هذا الشهر نتيجة التخوّف من ارتفاع نسبة العرض، ارتد السعر منذ ذلك الوقت باتجاه حد الـ 64 دولار.

تؤكّد رزان هلال: “هذا التوجّه يعكس شعورًا إيجابيًا في الأسواق بشكل عام، إلا أنه لا يزال خجولًا، بانتظار علامات فعلية على أي انفراج في المفاوضات التجارية أو تعافي في حجم الطلب على الصعيد العالمي.”

ووسط المخاوف المتعلقة بالنمو الاقتصادي، أصبحت المحافظة على الحصص الاستثمارية في السوق تحديًا كبيرًا أمام الجهات الكبرى مثل مجموعة أوبك+، التي قد تتجه إلى إلغاء تخفيضات الإنتاج، حتى إذا أثّر ذلك على استقرار الأسعار على المدى القصير، وذلك بهدف تحقيق مكاسب طويلة الأجل عند توافق الاتفاقات التجارية.

ومع ذلك، يبدو أن الدولار الأمريكي والدرهم الإماراتي والاقتصاد الإماراتي بشكل عام في حالة انتظار.

مؤشر الدولار الأمريكي لا يزال في وجهة تعافي، تفوق مستوى الدعم وتسجّل 98، بينما يُظهر مؤشر MSCI الإمارات مرونة ملحوظة مع ارتفاع بنسبة تفوق الـ 12% مقارنةً بمستوياته المنخفضة في أبريل.

وتتصدر شركة إعمار العقارية هذه الحركة المدعومة من الإقبال المتزايد للمستثمرين على الأسواق العقارية الإماراتية، لا سيما المشاريع الجاهزة أو قيد الإنشاء.

وتؤكد رزان هلال: “هذا الإقبال منطقي، فالإمارات توفّر بيئة سياسية محايدة، وروابط قوية مع الولايات المتحدة، ومناخ استثماري مستقر وجذاب من حيث الضرائب.

وحتى مع استمرار النقاشات حول الرسوم الجمركية بنسبة 10% التي فرضتها الولايات المتحدة، والتي قد تُطرح للنقاش خلال زيارة ترامب القادمة للمنطقة في منتصف مايو، تبقى ثقة المستثمرين بالإمارات ثابتة.”

ضعف الدولار الأمريكي قد يؤدي إلى زيادة في المخاطر المتعلقة بالتضخم في الإمارات، بسبب تراجع القوة الشرائية نظراً لارتباط الدرهم بالدولار.

ومع ذلك، فإن هذا التراجع يمنح صادرات الإمارات ميزة تنافسية في الأسعار، مما قد يساعد على إعادة التوازن وسط التقلبات التجارية العالمية.

وتلاحظ أخيرًا رزان هلال: “بشكل عام، الأسواق في حالة الترقب.

قد يخفف تراجع أسعار النفط من ضغوط التضخم مؤقتًا، لكن مع استمرار تقلبات الرسوم الجمركية وحركة الدولار، يصبح من الصعب توقّع حالة الأسواق بشكل مستقر.

على الرغم من ذلك، تبقى العقارات، الذهب، الفضة، والإنتاج المحلي ملاذًا مستقرًا نسبيًا، حتى ظهور نتائج الاتفاقات التجارية.”

اقرا ايضا:

«فوركس»: اقتصاد الإمارات يواصل أدائه القوي رغم الحرب التجارية العالمية

مجموعة «ملتي بانك» تفوز بجائزة «أفضل تطبيق لتداول الفوركس» في «معرض قطر المالي 2025»

“فوركس”: أسواق الإمارات تعكس مرونتها المستمرة إثر توقع نمو اقتصادها 3.9٪؜

“فوركس”: أسواق الإمارات تعكس مرونتها المستمرة إثر توقع نمو اقتصادها 3.9٪؜