بينها شركات مصرية..تحدي تكنولوجيا الغذاء: 42 شركة ناشئة تتأهل للمرحلة النصف نهائية للتنافس على جائزة نقدية بقيمة 2 مليون دولار
فنتيك جيت: محمد نور
أعلن تحدي تكنولوجيا الغذاء في نسخته الثالثة اليوم تأهل 42 شركة ناشئة في مجالي التكنولوجيا الزراعية وتكنولوجيا الغذاء من مختلف أنحاء العالم إلى المرحلة نصف النهائية من من التحدي، تقديراً لما تقدمه من حلول مبتكرة قادرة على إحداث نقلة نوعية في أنظمة الغذاء العالمية، وتتنافس هذه الشركات على جائزة نقدية إجمالية قدرها 2 مليون دولار أمريكي.
بتنظيم من مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة و”تمكين”، وبالشراكة مع مؤسسة “جيتس” ومبادرة “كلينتون العالمية”، ومبادرة الإمارات الوطنية للحد من فقد وهدر الغذاء “نعمة”، بالإضافة إلى “سلال”، الشركة الوطنية الرائدة في مجال الأغذية والزراعة، تُقدم الدورة الثالثة من التحدي، والتي تم الإعلان عنها خلال الاجتماع السنوي لمبادرة كلينتون العالمية عام ٢٠٢٤، أكبر جائزة نقدية في تاريخها.
دعم تسويقي
ومن المقرر أن يتم الإعلان لاحقاً هذا العام عن أسماء أربعة فائزين يتقاسمون الجائزة النقدية المخصصة، كما سيحصل كل منهم على دعم تسويقي وتوجيه استراتيجي، إلى جانب فرصة التواصل مع شبكة عالمية من الشركاء، ما يمكنهم من توسيع نطاق حلولهم داخل دولة الإمارات والوصول بها إلى الأسواق الأكثر احتياجاً في دول الجنوب العالمي، وذلك بما يعزز جهود تحقيق الأمن الغذائي العالمي.
وتُعد البيئة الصحراوية الجافة لدولة الإمارات، وندرة الأراضي الزراعية والمياه العذبة فيها، نموذجاً واقعياً لاختبار وتطوير حلول مبتكرة قابلة للتطبيق في بيئات مماثلة حول العالم.
مجالات التكنولوجيا
وتولت لجنة التحكيم التي تضم أكثر من 30 خبيراً دولياً وإقليمياً مختص في مجالات التكنولوجيا الزراعية، والاستثمار، وعلوم المناخ، وأنظمة الغذاء، والسياسات، مهمة تقييم المشاركات واختيار المتأهلين. وقد تلقى التحدي أكثر من 1,200 مشاركة من 113 دولة حول العالم، ما يعكس نمواً بنسبة 80% مقارنة بالنسخة السابقة.
وتنوعت الحلول المشاركة بين تقنيات متقدمة مثل إنتاج الألبان في المختبرات، وزراعة الأعشاب البحرية المستدامة، ورقمنة مراقبة المحاصيل باستخدام الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى مواد هلامية قابلة للتحلل الحيوي تدعم الزراعة في التربة الفقيرة بالمياه.
وتشكل الشركات الناشئة من دولة الإمارات 16% من قائمة المتأهلين، ما يعكس مكانة الدولة كمركز عالمي للابتكار في التكنولوجيا الزراعية.
كما أن 40% من هذه الشركات تضم مؤسِسة أو رائدة أعمال واحدة على الأقل، ويقود 33% منها شباب دون سن 35 عاماً أو يشاركون في إدارتها.
وتضم قائمة الشركات المتأهلة مشاركات من أستراليا، والنمسا، والبرازيل، ومصر، وفرنسا، وألمانيا، وغانا، والهند، وإندونيسيا، وإسرائيل، وإيطاليا، واليابان، وكينيا، وماليزيا، والمغرب، والنرويج، وبولندا، والبرتغال، والمملكة العربية السعودية، وسنغافورة، وجنوب أفريقيا، وتايلندا، وتونس، وتركيا، وأوغندا، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، في مؤشر واضح على الطابع العالمي للتحدي والتنوع الجغرافي للمبتكرين المشاركين فيه.
قدرة الابتكار
وبهذه المناسبة، صرحت خلود حسن النويس، الرئيس التنفيذي للاستدامة في مؤسسة الإمارات والأمين العام للجنة مبادرة نعمة: “تواصل النسخة الثالثة من تحدي تكنولوجيا الغذاء تسليط الضوء على قدرة الابتكار على إعادة صياغة مستقبل الأنظمة الغذائية.
وتقدم الشركات الناشئة المرشحة للفوز مثالاً على ذلك، حيث أن 45 في المئة منها تركز على معالجة فقد وهدر الغذاء، وهو أحد التحديات الأكثر إلحاحاً التي تواجه عالمنا اليوم.
من ابتكارات قطاع التعبئة الذكية، والتحليلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى الزراعة في المدن وحلول الطاقة المتجددة، تعكس هذه المشاريع النُهج الجريئة والعابرة للقطاعات، والتي نحتاجها لبناء أنظمة غذاء مرنة، ودامجة ومستدامة في الإمارات وحول العالم”.
وأضافت ” تفخر مبادرة”نعمة” بدعم هذا الجهد الذي يسرّع الحلول المؤثرة ويساهم في بناء مجتمع فاعل من صانعي التغيير”.
وقال سالمين العامري، الرئيس التنفيذي لشركة سلال: ” تواصل دولة الإمارات ترسيخ مكانتها كدولة رائدة عالميًا في مجال ابتكارات التكنولوجيا الزراعية، ونحن في سلال نؤمن بأهمية دعم هذا التوجه من خلال مبادرات استراتيجية مثل تحدي تكنولوجيا الغذاء. فالحلول الابتكارية القابلة للتطوير تحتاج إلى بيئة حاضنة تتيح لها الانطلاق.
وما شهدناه من مشاركات هذا العام تقدم بالفعل رؤى تقنية واعدة قادرة، مع التوجيه والاستثمار المناسبين، على إحداث تغيير ملموس في أنظمة الغذاء حول العالم.. نتطلع إلى التعاون مع المتأهلين والفائزين، وتوفير الدعم الذي يشمل الإرشاد وصولا الي الأسواق، لتعزيز الابتكار وتحقيق التغيير المنشود في قطاعي الغذاء والزراعة.”
وفي المرحلة التالية من المسابقة، ستشارك الشركات الناشئة المختارة في سلسلة من المقابلات والعروض التقديمية، ليتم اختيار قائمة نهائية من أفضل 10 شركات.
يضم لجنة تحكيم اختيار المتأهلين للنسخة الثالثة من تحدي تكنولوجيا الغذاء كلاً من مريم المهيري، رئيس مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والرئيس المشارك لتحدي تكنولوجيا الغذاء، وريما المقرب، رئيس مجلس إدارة شركة تمكين والرئيس المشارك لتحدي تكنولوجيا الغذاء، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن الوليد بن طلال آل سعود، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة كيه بي دبليو فينتشرز؛ وخلود حسن النويس، الرئيس التنفيذي للاستدامة في مؤسسة الإمارات، و أمين عام لجنة مبادرة “نعمة”، وروجر فورهيس، رئيس النمو العالمي والفرص في مؤسسة جيتس؛ والدكتور شمال محمد، الرئيس التنفيذي لواحة الابتكار في شركة سلال؛ والدكتورة أسمهان الوافي، المدير التنفيذي في المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية؛ والدكتورة أغنيس كاليباتا، رئيسة التحالف من أجل ثورة خضراء في إفريقيا والمبعوثة الخاصة السابقة للأمم المتحدة إلى قمة أنظمة الغذاء.
انطلق تحدي تكنولوجيا الغذاء في إطار الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي لدولة الإمارات العربية المتحدة 2051، ويعتمد على البيئة الصحراوية الجافة في الدولة، وندرة الموارد فيها ليمثل منصة لإطلاق ابتكارات قابلة للتطوير. ومع التوقعات للحاجة إلى توفير موارد طعام لحوالي 2 مليار شخص إضافي بحلول عام 2050، ترتكز المسابقة على الرؤية الشاملة لدولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الأمن الغذائي من خلال تحديد ودعم الحلول المتعلقة بترابط الغذاء والمياه والطاقة، وخفض فاقد وهدر الغذاء إلى النصف، وتسريع الحلول التي يمكن تطبيقها عالمياً.
حقق الفائزون في الدورات السابقة نجاحاً ملحوظاً، إذ حصلوا على تمويل إضافي، وكوّنوا شراكات استراتيجية، وطرحوا ابتكاراتهم في السوق. من بينهم شركة “آيريس” (المعروفة سابقاً باسم “مزارع البحر الأحمر”)، التي جمعت أكثر من 34 مليون دولار أمريكي منذ فوزها، ووسّعت نطاق تقنياتها في مزارع “سلال” في أبوظبي.
كما تُعد شركة “أوربيسك” من أبرز الفائزين، حيث أكملت جولة تمويل من الفئة (أ) بقيمة 8.3 مليون يورو في ديسمبر 2024. وحتى اليوم، جمع الفائزون في “تحدي تكنولوجيا الغذاء” ما مجموعه نحو 60 مليون دولار أمريكي لحلولهم، بعد مشاركتهم في التحدي.
اقرا ايضا: