شركة «OpenAI» تؤجل إطلاق تقنية «Voice Engine» لتقليد الأصوات خشية سوء الاستخدام

فينتك جيت: مصطفى عيد

رغم التوسعات الكبيرة التي شهدتها منصة الذكاء الاصطناعي «ChatGPT» من شركة «OpenAI» الأمريكية، بما في ذلك إطلاق نماذج متطورة مثل «o3» و«o4-mini» وإتاحة إمكانيات متقدمة مثل توليد الصور وتقارير البحث العميق وتصفح الإنترنت عبر أداة «Operator»، لا تزال الشركة تؤجل طرح واحدة من أكثر تقنياتها إثارة للجدل: تقنية «Voice Engine».

وكانت «OpenAI» قد أعلنت عن «Voice Engine» في مارس 2024، وهي أداة ذكاء اصطناعي قادرة على استنساخ صوت أي شخص بعد الاستماع إلى مقطع صوتي مدته 15 ثانية فقط.

لكن وعلى الرغم من مرور أكثر من عام، لم تُتح التقنية حتى الآن للجمهور العام أو حتى عبر واجهة «ChatGPT»، وظلت قيد التجربة مع مجموعة محدودة من الشركاء.

مخاوف من إساءة الاستخدام

تشير التقديرات إلى أن السبب الرئيسي وراء تأجيل الإطلاق يعود إلى المخاوف من إساءة استخدام الأداة، لا سيما في ظل الانتشار الواسع لتقنيات التزييف العميق «Deepfakes» التي تم استخدامها سابقاً بطرق ضارة، مثل تقليد أصوات السياسيين أو تنفيذ عمليات احتيال عبر الهاتف باستخدام أصوات مُقلدة لأشخاص مقربين.

ويُحذر خبراء من أن إتاحة تقنية مثل «Voice Engine» لعامة المستخدمين قد يؤدي إلى استخدامها في أغراض ضارة أو ساخرة، مثل تقليد أصوات الأصدقاء أو الشخصيات العامة لنشر مقاطع مفبركة أو تنفيذ هجمات احتيالية.

استخدامات محتملة ذات قيمة اجتماعية

رغم التحذيرات، يعترف كثيرون بأن هناك استخدامات شرعية وقيمة لهذه التقنية، مثل:

• الدبلجة في الأفلام والمسلسلات بلغات متعددة مع الحفاظ على نبرة صوت الممثل الأصلي.

• مساعدة المرضى الذين فقدوا القدرة على الكلام بسبب أمراض أو إعاقات.

• الترجمة الصوتية الفورية أثناء المحادثات مع الحفاظ على نبرة المتحدث.

لكن «OpenAI» فضّلت حتى الآن نهج الحذر، خاصة في ظل عام انتخابي عالمي، حيث قد يسهل استغلال التكنولوجيا في التضليل الإعلامي والتأثير على الرأي العام.

وفقًا لتقرير نشره موقع «TechCrunch»، كانت «OpenAI» تخطط لطرح تقنية «Voice Engine» عبر واجهة برمجة التطبيقات (API) في مارس 2024، تحت اسم «Custom Voices»، وبأسعار منخفضة نسبيًا بلغت 15 دولارًا لكل مليون “توكن” للصوت العادي، و30 دولارًا للصوت عالي الجودة.

لكن الشركة أوقفت هذه الخطة وأعلنت فقط عن الميزة دون فتح باب التسجيل.

وتُؤكد الشركة أنها مستمرة في اختبار التقنية مع عدد محدود من الشركاء الموثوق بهم، وتجمع بيانات الاستخدام لتطوير الأداة وتحسين معايير الأمان الخاصة بها، مشيرة إلى تطبيقات حالية تشمل علاج النطق، دعم العملاء، شخصيات ألعاب الفيديو، التعليم اللغوي.

في ظل تنامي الاهتمام العام بتقنيات تقليد الأصوات، واستمرار انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي في الاستخدام اليومي، يبقى مستقبل «Voice Engine» غير واضح.

لكن من المؤكد أن «OpenAI» تسير بحذر في هذا الاتجاه، واضعة في اعتبارها التوازن بين الابتكار وحماية المستخدمين من المخاطر التقنية المحتملة.

اقرأ ايضا:

شركة «OpenAI» الأمريكية تطلق نموذج الذكاء الاصطناعي المتطور «GPT-4.1» بقدرات فائقة في البرمجة

شركة «OpenAI» الأمريكية تطور شبكة تواصل اجتماعي جديدة لمنافسة «X» و«Meta»

رويترز: شركة «OpenAI» تقود تحركًا في الكونجرس الأمريكي لسن قوانين تضمن الحد من تزايد هيمنة الصين في مجال الذكاء الاصطناعي